أخضر

أخضــــر

الواقع اننى أكره عملى هاهنا.. الواقع اننى لا أجد جدوى لحياتى ذاتها.. الواقع أن الشىء الوحيد الذى يدفعنى للاستمرار هو.. الدكتورة منال
*******
السبت 15 مايو
الفائدة الوحيدة للملل هى أنك تجد الوقت الكافى لكتابة مذكراتك.. صحيح أنه لايوجد شىء ذو قيمة فى هذه المذكرات لكنها مذكراتى أنا ولا تعنى أحدا سواي.. لا احتاج لأن أكون رائد فضاء لأحظى بشرف كتابة مذكراتى
أنا عامل نظافة بالمناسبة وهذا قد يدفعك لترك هذه الرسالة والانتقال الى الرسالة التالية من رسائل المجموعة.. لكن من سيتجاوزون امتعاضهم من عملى هذا ويواصلون القراءة قد يكتشفون ان حتى عمال النظافة قد يوجد لديهم ما يقولونه فى بعض الاحيان
هذا هو ثانى ايام عملى فى المؤسسة.. اسم لاتينى معقد لا يمكننى نطقه او حتى كتابته التى تدير سلسلة من الابحاث العملية عن اشياء لا يعرف الا الله الغرض منها بالضبط.. احدهم يقضى حياته امام فأر ابيض فى قفص.. وآخر يحقن الفواكه بعقاقير عجيبة..
وهناك من ينظر طيلة اليوم الى شريحة ضئيلة عبر الميكرسكوب ليدون ملاحظاته كل نصف ساعة وهناك الدكتورة منال.. حين عرض على قريبى وهو عامل نظافة هو الاخر العمل هنا لم اكن متحمسا على الاطلاق لكنى كنت فى حاجة الى المال اى مال باى طريقة.. ولاننى لا اجيد السرقة او النصب ومصاب بمرض نادر فى العضلات يمنعنى من العمل كبائع متجول بدا ان العمل كعامل نظافة هو الحل الامثل لى انقل القمامة من سلة المهملات الى العربة التى اجرها امامى طيلة اليوم.. ثم افرغ العربة فى انبوب خاص فى قبو المبنى..
هذا هو كل شىء والامر لا يحتاج لمواهب خاصة كما لاحظت.. المشكلة هى اننى متعلم حصلت على الاعدادية وعيب التعليم الوحيد هو ان نفسك قد تعف عن ممارسة الاعمال التى يؤديها الجهلة بنفس راضية مطمئنة
لكن هناك الدكتورة منال..
أعشق القراءة منذ صغرى.. لكننى من اسرة لا تسمح امكانياتها المادية بابتياع الكتب الا المستعمل منها وان نقصت صفحاتها.. وها هى المشكلة ذى تتكرر..
أنا هنا أقضى طيلة اليوم فى لا شىء تقريبا ولا يوجد امامى ما يصلح للقراءة سوى تلك المراجع الضخمة ذات الاغلفة المصقولة والكلمات اللاتينية التى تحتاج الى اكثر من شهادتى الاعدادية لفك طلاسمها.. الحل اذن ان اكتب مذكراتى وسيلة لا باس بها لقتل الوقت وان كان على تحمل نظرات السخرية من زملائى والعاملين هنا عامل نظافة يكتب مذكراته..
ياللهول لكن هناك الدكتورة منال..انها.. انها زهرة هذا المكان.. النسمة الوحيدة التى تمر عبر الممرات الكئيبة لهذه المؤسسة.. الوحيدة التى اقنعتنى بان العمل هنا لا بأس به ان كنت سأصيب ابتسامة منها كل يوم
وانت لم تر ابتسامة الدكتورة منال
صدقنى انها تستحقلكن ما الذى تفعله الدكتورة منال بالضبط؟
الواقع ان هذا يستحق بعض الاهتمام
*******
الاحد 16 مايو
امتع ما يمكن لانسان فعله هو ان يراقب الدكتورة منال وهى تعمل.. ترتدى المعطف الطبى الابيض.. تدخل الى تلك المحمية الطبيعية التى صممتها المؤسسة خصيصا لها لتمارس تجاربها على النباتات وموسيقى هادئة تنبعث من جهاز التسجيل.. بالنسبة لهم ـ من يديرون المؤسسة ـ لكل نبات داخل المحمية اسم علمى منمق وملف بالتجارب التى تمت على هذا النبات.. والدكتورة منال ذاتها تمثل ملفا هى الاخرى يسجل فيه كم ما حققته للمؤسسة حتى الان من نتائج.. هذا بالنسبة لهم بالنسبة لى كانت الدكتورة منال تبدو كسندريلا وسط الزهور واوراق النباتات..
كانما تصنع معهم لوحة طبيعية متحركة هى بطلتها الوحيدة.. كانت الدكتورة منال دائما ما ترحب بى داخل محميتها وكثيرا ما تركتنى اراقبها وهى تحمل اصيص زرع لتضعه على جهاز عجيب يخرج شرائط ورق عليها خطوط متموجة
اى احمق لن يفهم معنى هذه الخطوط لكن الدكتورة منال شرحت لى انها تعبر عن احساس النبات.. فهى تنساب بنعومة حين تتوفر للنباتات البيئة المثلى بينما تتلوى بجنون اذا قطعت احد اوراق النبات وهو على الجهاز النبات يشعر ويتألم وربما يحب هكذا قالت لى الدكتورة منال
*******
الاثنين 17 مايو
اليوم اخبرتنى الدكتورة منال انهم عثروا على فصيلة نادرة من النباتات.. على بذور هذه الفصيلة بالتحديد.. سبع بذور لمزيد من الدقة
اخبرتنى الدكتورة منال ان البذرة الواحدة تساوى ثروة لكنها ان نجحت فى زرع احد هذه البذور فى البيئة المناسبة وقامت باجراء تجاربها على النبات ذاته فقد تحقق السبق العلمى الذى طالما سعت اليه ساعدتها بنفسى على اعداد اصيص الزرع ودفنّا البذرة الاولى فى السماد الصناعى الذى يحتوى على كل ما يشتهيه النبات من مواد واملاح.. لم يكن الامر شاقا بالطبع ولو كان فالدكتورة منال تستحق
اخبرتنى الدكتورة منال ان الامر سيستغرق وقتا طويلا وهذا معتاد وانا اثق فى كل ما تقوله الدكتورة منال.. كل ما عليّ فعله ان ادعو الله ان ينبت هذا النبات سريعا من اجل الدكتورة منال وهذا ما سافعله
*******
الثلاثاء 18 مايو
لكم هى متفائلة.. لكم هى رائعة أراها كل يوم.. الدكتورة منال ولا احد سواها.. تعتنى باصيص النبات الجديد كأنه طفلها الرضيع.. احيانا اشعر ان هذه البذور داخل الاصيص هى اول رابط حقيقى بيننا.. كانها ابننا الذى لن يولد
نجلس يوميا نراقب الاصيص لساعات طويلة منتظرين تلك اللحظة الجهنمية التى سيخرج فيها البرعم الاخضر الى السماء ليعلن عن وجوده.. لكن الانتظار سيطول ونحن نعرف هذا رأيتها وقد استبد بها الفضول تضع اصيص النبات فى الجهاز الذى يسجل الموجات التى يصدرها النبات
وقالت: على الاقل سنعرف ان كانت البذرة حية
لكن شرائط الورق التى خرجت من الجهاز كانت تحمل خطا مستقيما طويلا كالذى يصدره جهاز رسم القلب حين تحين لحظة النهاية.. لقد رأيت جهاز رسم القلب حين كان متصلا بوالدتى يرحمها الله واعرف معنى هذا الخط السخيف جدا بدا الاحباط على الدكتورة منال
وقالت: سأتركه للغد ثم سأجرب مع بذرة اخرى
حاولت مواساتها لكننى وكما قلت من قبل لا املك لها سوى الدعاء وهذا ما سأفعله مجددا
*******
الاربعاء 19 مايو
لا زلنا ننتظر
*******
الخميس 20 مايو
قررت الدكتورة منال الابقاء على الاصيص الاول لكنها وضعت البذرة الثانية فى اصيص جديد ولا زلنا ننتظر
*******
الجمعة 21 مايو
متى يأتي الغد
*******
السبت 22 مايو
مزيد من الاحباط
*******
الاحد 23 مايو
لم اتوقع انا والدكتورة منال تلك المفاجأة المذهلة كنا اول من وصل الى المؤسسة كعادتنا منذ فترة لنسرع الى المحمية الطبيعية على امل مستمر فى جديد.. اى جديد
لكننا هذة المرة حين وصلنا كان المشهد امامنا اشبه بمعجزة
كان اصيص الزرع امامنا وقد نما ذلك النبات النادر بصورة جهنمية فى صورة مجموعة ضخمة من السيقان الخضراء الملتفة حول نفسها بتشكيل عجيب معقد وبارتفاع لا يمكن حدوثة فى ليلة واحدة..
ليس هذا فحسب فاحد الاصيصين كان على جهاز تسجيل الموجات الذى اخذ يقذف فى وجوهنا شرائط ورق تحمل تموجات عنيفة لم ار مثلها من قبل لا يمكننى ان اصف لك كيف كانت حالة الدكتورة منال.. لكننى سأتجاوز ذهولها من هذا الذى حدث وسأنقل لك اللحظة التى امسكت فيها شرائط الورق لتتفحص التموجات باهتمام علمى يليق بها تماما
ـ لست افهم
تجرأت انا لأسأل: هل يتألم هذا النبات؟ اعنى ربما لا تناسبه البيئة هنا
لكنها هزت رأسها لتقول: لا.. هذه التموجات طبيعية لكنها مضخمة.. كأن غابة كاملة التى تصدرها
وعادت لتفحص الاوراق مكررة
ـ لست افهم
لذتُ بالصمت لأسمح لها بالتركيز.. وحين طال صمتها قررت ان اتركها لأواصل عملى.. اننى لست المسئول عن مراقبتها هنا.. لكنى قبل ان اترك المكان التفتت اليّ الدكتورة منال لتسال: لحظة انا لم اضع هذا الاصيص فى الجهاز امس كيف انتقل اذن
*******
الاثنين 24 مايو
الدكتورة منال تغيرت لم تعد تلحظ وجودى.. بل اصبحت لا تلاحظ اى شىء يحدث حولها وقد انصب اهتمامها كله على نباتها النادر الذى بدات امقته دون سبب مفهوم انه.. انه ينافسنى على الدكتورة منال اليوم مررت عليها لمتابعة اخر التطورات حين حدث ذلك الشىء العجيب الذى اثار هلعى كانت الدكتورة منال تمسك باحد اورق النبات تفحصها بعدسة مبكرة وكنت انا عند الباب فى هذه اللحظة اناديها قائلا: اى خدمة يا دكتورة منال؟.. ويبدو انها كانت مستغرقة تماما فيما تفعله اذا انتفضت على صوتى والتفتت لى بحدة وهى لا تزال تمسك بورقة النبات لتقطعها دون قصد.. دون قصد.. لكن النبات لم يقدّر هذا
فجاة تلوت فروع النبات كله بحركة افعوائية عجيبة واخذ ينفث ذلك البخار الاخضر فى سماء الغرفة
أخضر.. أخضر.. أخضر
لثوان استحال لون المكان كله الى الاخضر.. صوت الهسيس الصادر عن النبات امتزج بصرخة الدكتورة منال المذعورة فلم اشعر بنفسى الا وانا اقفز فى اللون الاخضر امامى لانقذها من اى شىء قد يجرؤ على التعرض لها.. كانت الرؤية منعدمة امامى لكن العجيب ان هذا البخار كان بلا رائحة على الاطلاق كانه مجرد صبغة للهواء..
لكنى تجاهلت هذه الحقيقة حينها واخذت اتحسس طريقى حتى اصتدمت بذراع الدكتورة منال لاقبض عليها بقوة
هاتفا: لا تقلقى سأخرجك من هنا
لكن يدا حديدية قبضت على عنقى بغتة لتخرسنى ولتبدأ فى اعتصاره بقوة لا ترحم
وكرد فعل طبيعى ازدادت قوة قبضتى التى تقبض على ذراع الدكتورة منال فارتفع صوت صراخها اكثر وقد اصابنا هذا اللون الاخضر اللعين بالعمى تماما
كنت اختنق وبدا وكان حنجرتى ستتهشم فى اية لحظة فتركت ذراع الدكتورة منال لاحاول ابعاد تلك اليد المخيفة عن عنقى لكن دون جدوى اختنق ببطء واللون الاخضر البهيج يغمرنى من كل صوب
يتحول اللون الاخضر الى اسود.. وقد غاب الهواء من جسدى وتتراخى ذراعى جوراى باستسلام وصراخ الدكتورة منال يتردد فى اذنى
وما حدث بعد ذلك رواه لى قريبى الذى احضرنى الى هنا صراخ الدكتورة منال اجتذب الجميع الى المحمية حيث تعاونوا على اخراجنا حيين لحسن الحظ.. لكن هذا ليس كل شىء
شيئان اخبرنى بهما قريبى اثار ذعرى والى اقصى حد
اولا: انه لم يكن هناك دخان اخضر حين دخلوا المحمية.. لم ير احد هذا الدخان
ثانيا: ان اليد التى كانت تقبض على عنقى والتى كادت تقتلنى كانت يد الدكتورة منال ذاتها
*******
الثلاثاء 25 مايو
لم استطع الذهاب الى العمل اذ لازلت تحت تأثير صدمة الامس.. ترى اين هى الدكتورة منال الان؟

*******
الاربعاء 26 مايو
الدكتورة منال لم تأتِ الى العمل اليوم

*******
الخميس 27 مايو
لقد بدأت اقلق على الدكتورة منال.. انها لم تأتِ اليوم ايضا

*******
الثلاثاء 2 يونيو
لقد اختفت الدكتورة منال قضيتُ الايام الماضية فى انتظارها.. ثم بدأت ابحث عنها حتى اننى تمكنت بوسيلة ما من الحصول على عنوان منزلها وذهبت الى هناك لأطمئن عليها وان كان هذا ليس من حقى فى الواقع لكنى لم اجدها هناك كذلك اين ذهبت الدكتورة منال؟

*******
الجمعة 6 يوليو
لم أعد منتظما فى كتابة مذكراتي.. لكن ما حدث اليوم يستحق التسجيل حقا فى السابعة مساءا كنت اتابع ذلك البرنامج التلفزيونى الشهير حين سمعت طرقات على باب منزلى فنهضت متململا لافتح الباب وانا ادعو الله الا يكون الحماس قد استبد برفاقي ودفعهم للمجىء الى هنا.. لكنى حين فتحت الباب اطلت عليّ الدكتورة منال بابتسامتها الهادئة لتصيبنى بحالة من الذهول عجزت مها عن النطق كانت هى من نطقت
لتقول: مرحبا.. اين كنت؟ بحثت عنك فى كل مكان.. ارتد ملابسك وهيا بنا
ـ الى اين؟
ـ الى هناك.. الى المحمية
سأتجاوز كل التفاصيل التى لا داع لها وسأقفز الى اللحظة التى دخلنا فيها الى المحمية لنجد نباتنا النادر وقد استطال حتى كاد يلامس السقف.. لست افهم شيئا فى النباتات لكن نمو هذا النبات غير طبيعى وانا اثق فى هذا
ـ هذا النبات غير طبيعى
قالتها الدكتورة منال ثم واصلت: الدخان الاخضر الذى تنفسناه لقد كان ذا تاثير غير طبيعي.. لقد قضيت الايام الماضية فى دراسة تأثير هذا الدخان علينا
سألتها بحذر: وهل توصلت الى شىء محدد؟
ـ تحسس نبض يدك رجاء
ـ لماذا؟
ـ لأنك لن تشعر بشىء
ـ ماذا؟
وتحسست يدى بدهشة بحثا عن اى نبض.. فتحولت دهشتى الى ذعر حقيقى حين شعرت بيدى الباردة ميتة تماما.. لا نبض فيها ولا حياة لقت الى الدكتورة منال بسماعة طبية قائلة بذات الشرود: خذ هذه لو اردت التأكد.. لكننى سأخبرك بالنتيجة مسبقا.. لا نبض.. قلبك توقف عن الخفقان مثل قلبى بالضبط
شعرت بالسخف مما اسمعه لكن يدى الباردة ظلت صامتة لا تنقل الى اناملى اي نبض.. فجربت ان اضع السماعة الطبية على صدرى وبعد اصغاء استمر لبضع دقائق تأكدت لى حقيقة ان قلبى متوقف عن العمل تماما
خط طويل سخيف.. هذا هو ما سيسجله جهاز رسم القلب لو وصلته الى صدرى الان
سألتها والافكار تثور فى رأسى: وما الذى يعنيه هذا؟ هل هل متنا؟
لكن اجابتها جاءت اكثر غرابة: لا.. لم نمت.. بل نتحول

*******
السبت 7 يوليو
من الان عليّ الانتظام فى تسجيل مذكراتى لتسجيل اى تغيرات تطرأ على جسدى كما طلبت منى الدكتورة منال
عادت الدكتورة منال الى العمل لتواصل دراستها على ذلك النبات الشيطانى المستمر فى النمو حتى كاد يحتل المحمية الطبيعية كلها بسيقانه الملتوية وأوراقه التى تصدر ذلك الغاز الأخضر يجب ان نفهم ما حدث لنا.. يجب
حين عدتُ الى المنزل فحصت جسدى امام المرآة بحثا عن اى تغيرات فلم اجد شىء غير طبيعى لازلت نحيفا كئيب الملامح ولازلت عظامى البارزة تؤكد على فقرى المدقع
فقط لا قلب ينبض رغم لاستحالة هذا طبيا او علميا كما اكدت لى الدكتورة منال لكننا قررنا الاحتفاظ بهذا كله سرا حتى تستطيع الدكتورة منال كشف طبيعة ما اصابنا ترى هل ستستطيع الدكتورة منال فعل هذا حقا؟

*******
الاحد 8 يوليو
على الاقل اصبح هناك رابط حقيقى بينى وبين الدكتورة منال.. حالتنا العجيبة ازالت حواجز كثيرة بيننا واصبحت اقضى جم وقتى معها فى المحمية الطبيعية حتى بعد انتهاء الدوام الرسمى لاحظنا اننا فقدنا شهيتنا للطعام كأنما أصبح جسدنا الميت يأبى اى طعام.. كذلك تقلصت ساعات نومنا الى ساعتين فقط يوميا ويبدو فى طريقنا للاصابة بالارق الدائم
الدكتورة منال تحولت الى الة رصد ترقب كل مايفعله النبات وتدرس تلك التموجات المتضخمة التى يصدرها على امل ان تحمل لنا اى تفسير على كل حال لم يحمل لنا اليوم اى جديد
فقد لاحظت اننى حين جرحت يدى بطريق الخطأ لم انزف اى دم سؤال اخر ننتظر ان يجيبنا عليه هذا النبات النادر
فهل يفعل؟

*******
الاثنين 9 يوليو
لم نعد ننام واصبح الارهاق هو السمة الغالبة عليّ وعلى الدكتورة منال المسئولون عن المؤسسة لاحظوا وضعنا ولم يبدوا اى اعتراض ولا بد انهم اعدوا ملفا جديدا عني يسجلون فيه ملاحظات مبهرة لكن ملف النبات ذاته ظل يحمل علامات استفهام لا اجابات لها.. حتى قررت الدكتورة منال اجراء تجربة عجيبة لم افهمها بالظبط
لكننى سأنقل لك ما قالته لي حرفيا: سنحاول تحويل هذة الموجات التى يصدرها النبات الى صورة اخرى من صور الطاقة لعلّنا نفهم ما الذى تعنيه
وعملاً بهذه القاعدة احضرت الدكتورة منال مجموعة عجيبة من الاجهزة اخذت توصلها بالجهاز الذى يسجل موجات النبات.. واخذت انا اراقب هذا كله منتظرا اى نتيجةعلى كل حال مر اليوم سريعا دون ان نظفر بهذه النتيجة الموجودة
وما زلنا ننتظر

*******
الثلاثاء 10 يوليو
يجب ان اسجل كل ما حدث بسرعة فلا وقت املكه
اليوم تمكنت الدكتورة منال من حل لغز هذه التموجات.. فلقد استخدمت برنامجاً خاصاً يحول تموجات الطاقة تلك الى لغة.. الى حروف مطبوعة.. الكمبيوتر فعلها وبرامج الترجمة حولت لنا ما يقوله النبات الى
ـ "لا وقت.. لا وقت"
الدكتورة منال اوصلت الاجهزة الجديدة بالكمبيوتر الذى قرأت على شاشته هذه الكلمات الرهيبة
ـ حان وقت عودتنا.. هناك اجساد بشرية تصلح لعملية الانتقال
هذه الكلمات كان يصدرها النبات فى صورة الموجات المتضخمة.. وهذا يفسر كل شىء أجسادنا ميتة لأنها لم تعد ملكنا.. بل ملكهممن هم؟
لا اعرف.. ولن اجد الوقت لأفعل
الدكتورة منال وجدت حلا جذريا للمشكلة كلها
انها تشعل النار الآن فى المحمية بعد ان حبستنا فيها
حاولت منعها لكن
رباااه.. النبات.. انه

*******
"الملف 1019 قسم الابحاث العلمية"
الى هنا تنتهى المذكرات التى عثرنا عليها بعد ان احترقت المحمية الطبيعية ولولاها لما فهمنها شيئا مما حدث
الدكتورة منال وعامل النظافة المسكين الذى لا أفهم كيف كان يكتب مذكراته.. هذان كانا الضحيتيتن الوحيدتين للحريق يبدو ان الدكتورة منال كانت تحاول التخلص من النبات لكنها فشلت
النبات لم يحترق.. كأن النار لا تؤثر فيه بالمرة.. وهكذا تمكنا من دراسته لنفهم ما حدث وما سيحدث النبات كان يصدر غازا خاصا يؤثر على الاعصاب ويصيب من يتعرض له بالجنون.. وهذا يعنى اننا نجحنا
هذا هو السلاح البيولوجى الكامل كما اردنا.. ولولا اننا قررنا التضحية بالدكتورة منال لما تأكدنا من فاعليته
يمكننا الان اغلاق الملف
واعلان ان التجربة ناجحة
.. ناجحة للغاية
-د.عادل فهمي-

*******
تمت
-د.تامر إبراهيم-
مجموعة بريدية طارق فاروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق