إسترجـِــل

إسترجـِــل

رداً على الإعلان المستفز إيّاه









القـــافية النونيـــة ' Ection '

القـــافية النونيـــة ' Ection '
أيـــــا ذا القـلب لا تحـــــزن فــــــذاك الحـب Infection
فـلـن تجــــــدي عقــــــاقير ولن تشفــــــيك Injection
فـــكم من عـاقـــــل فطـــن مضى بالحــب Direction
سـتـنـــــكره وتـنـســــــــاه ولن يبـــــقى له Mention
فـلا تنــــــــظم له شعــــراً ولا تكـتــــــب له Section
ولا يحــــــــزنك من باعك فقد أخطــــأت Selection
ولا تبـــــدي له أســـــــفـاً ولا تبــــــــــدي له Action
فـــــــــــــإن الحب منـزلة لبعض الناس Exception
فبعض الناس إن هجـروا فلا حـــــزنٌ ولا Tension
وبعض الناس إن هجروا يظل ويبـقى Connection
فوصــــــل الروح إقبـــالٌ وما أحـــــــــلاه Reaction
بدعـوات ومن قــلــــــب لها أثــــــــــر و Affection
فـــإن لم يبـــــق لي شيء فلا حــــــــب ولا Passion
فــلا أسـف عـلى Conversion

أين أنا على الأرض ؟؟

أين أنا على الأرض ؟؟

إنه لا يخفى على أحد مدى تأثير التقدم التكنولوجى على حياتنا فعلى سبيل المثال جهاز بحجم الآلة الحاسبة يجعلك متصلا مع جميع أنحاء العالم، فهو يمكنك من إرسال وإستقبال مكالماتك الهاتفية ورسائل الفاكس أيضا.

إن الموضوع الذى سوف نتحدث عنه في هذا المقال ليس هذا الجهاز العجيب فقد أصبح منتشرا ومعروفا ولكن قريبا جدا سوف ينتشر بيننا جهاز مستقبل من نوع آخر يستخدم لتحديد موقعنا في أى مكان على الكرة الأرضية.

جهاز تحديد الموقع هو جزء من نظام كامل متكامل أستخدم في حرب الخليج هذا الجهاز الذى جعل من الحرب بالنسبة للعدوان الأمريكى والحلفاء أسهل وأقل خطورة. فقد مكنهم من مهاجمة أهداف معينة بدقة متناهية وأقل خطورة على قواتهم.

فعلى سبيل المثال كلنا يعلم كيف كانت الصواريخ الموجهة على أماكن محددة في مدينة بغداد كانت تذهب الى هدفها كأنها ترى وتعرف ماذا تفعل وكذلك كانت هناك فرق عسكرية تتحرك في الصحراء بسرعة تحت غطاء الظلام الدامس -وبدون الحاجة إلى مرشد- متجهة الى مواقع حساسة لتدمرها وتعود إلى مواقعها قبل أن تكتشف.

كان هذا ممكنا بالاستعانة بنظام معقد يعتمد على شبكة عمل تربط بين عدة أقمار صناعية Sophisticated network of satalites تدور حول الأرض على ارتفاع يقارب 20200 كيلومترا وتعرف باسم GPS وهذا باختصار Global Positioning System وباستعمال هذا النظام يمكن تحديد موقع أى جسم على الأرض وبدقة عالية ليس على بعدين فقط ولكن على الأبعاد الثلاثة وتصل دقة هذا النظام في تحديد الموقع من ارتفاع 20200 كيلو مترا إلى عدة أمتار قليلة وتصل الى بضعة سنتيمترات.

فكرة عمل نظام الــــ GPS
لقد تم تطوير هذا النظام على مدار أكثر من ثلاثين سنة في الولايات المتحدة الأمريكية منذ 1973 وبميزانية تقارب عشرات المليارات من الدولارات.

نظام الـ GPS يتكون من مرسل ومستقبل أما المرسل فهو عبارة عن شبكة عمل أقمار صناعية تدور حول الأرض على ارتفاع 20200 كيلو متر مرتين في كل 23 ساعة و56 دقيقة.
هذه الأقمار موزعة على 6 مستويات دوران كل مستوى يصنع 55 درجة مع المستوى الآخر ويوجد في كل مستوى ثلاثة أقمار صناعية.
كل قمر من الأقمار الــ 18 يرسل باستمرار على نفس التردد إشارة كهرومغناطيسية محملة على موجة ترددها 1575MHz كل قمر صناعى له شفرة معينة Code خاصة به ترسل مع الإشارة الحاملة وبالتالى يمكن لأى قمر صناعى يلتقط هذه الشفرة أن يحدد مكان وزمان تواجد هذا القمر.

أما المستقبل فهو جهاز في حجم راديو صغير يحتوى على دوائر إلكترونية معقدة يتحكم بها ميكروبروسسر Microprocessor متطور يقوم المستقبل بتحديد الموقع بإستخدام طريقتين مختلفتين الأولى تعتمد على إزاحة دوبلر Doppler Shift للاشارات الكهرومغناطيسية المرسلة من الأقمار الصناعية وهذه الإزاحة تكون ناتجة عن السرعة النسبية بين الأرض والأقمار الصناعية.

أما الطريقة الثانية وتعتمد على قياس التأخير الزمنى بين الإشارات الكهرومغناطيسية الواصلة من الأقمار الصناعية.
هذه المعلومات المستقبلة من الأقمار الصناعية تدخل إلى الميكروبروسسر وتتحد مع المعلومات المخزنة عن كل قمر صناعى من حيث مداره وسرعته وموقعه وبعد عدة عمليات حسابية يحدد المستقبل موقعه على سطح الأرض ويظهر النتائج على شاشة العرض.

ولدقة حساب الموقع فإنه يجب إدخال العديد من العوامل في الاعتبار على سبيل المثال تأثير الغلاف الحيوى على الإشارات المرسلة وكذلك تأثير مجال الجاذبية الأرضية على الإشارات حيث أن الجاذبية الأرضية تعمل على ازدياد ترددها كلما اقتربت من الأرض، ولهذا فإن نظام الــ GPS يعتمد وبشكل كبير على عمليات حسابية معقدة جدا قبل أن يخبرنا بالموقع وهذه العمليات ينفذها الميكروبروسسر


إستخدامات نظام الــ GPS الحالية والمستقبلية.
كثيرون جدا الذين يستخدمون هذا النظام مثل البواخر الكبيرة وحتى القوارب الخاصة تستعين بالــ GPS لتحديد موقعها في البحار والمحيطات كذلك شركات النقل تستخدم هذا النظام لتحديد مواقع سياراتها فمثلا شركات السيارات الأجرة في أوربا تستخدم الـــ GPS حتى ترسل أقرب سيارة متواجدة بجوار صاحب الطلب.

قريبا جدا سوف يثبت في كل سيارة جهاز مستقبل يقوم بإرشاد السائق الى أسهل الطرق ليصل الى مقصده وهذا الجهاز مزود بخرائط الكترونية لشوارع العالم وعن طريق المعلومات التى يستقبلها من الأقمار الصناعية يمكن معرفة الشوارع المزدحمة وتجنبها وحاليا يجرى في اليابان تطوير سيارات تستعين بالــ GPS والخرائط الالكترونية في تمكين السيارة من معرفة الطريق دون الحاجة الى قائد السيارة عن طريق مجس الكترونى مثبت في السيارة وقد نجحوا في تحقيق هذا الهدف ولكن عند سرعة لا تزيد عن 15 كيلومتر في الساعة.

أما في مجال الطائرات فاستخدام هذا النظام يمكن التحكم في حركة الطائرات في الجو والسماح للطائرات بالطيران على مسافات متقاربة من بعضها البعض للتخفيف من الازدحام الملحوظ في المطارات.

وفي النهاية أتمنى أن أكون قد أوضحت فكرة تحديد الموقع بالأقمار الصناعية ومدى تأثيرها على حياتنا فى السنوات القادمة من حيث زيادة الكفاءة وتقليل المخاطر في جميع أنواع المواصلات وكذلك مراقبة كل التحركات على الأرض سواء كانت بشرية أو حتى تغيرات في الظروف المناخية أو حركة الزلازل.

كلمة أخيرة إذا كان هذا نتاج أبحاث جرت منذ عام 1973 فماذا ياترى الأبحاث التى تجرى الآن وإذا كان هذا في مجال الاستخدامات السليمة فماذا يا ترى في المجال الحربى؟؟!!

المصدر: موقع الفيزياء التعليمي

ماهو الفرق بين الـ CD و الـ DVD ؟

ماهو الفرق بين الـ CD و الـ DVD ؟
كثر الحديث عن تقنية DVD وإذا كنت تتساءل عن ماهية هذه التقنية، وفيما إذا كنت ستحتاجها فعلاً، فإليك الإجابة عن هذه التساؤلات.

لكن، سنبدأ إجابتنا باختبار بسيط لمعلوماتك: أيهما يحتوي على مسارات tracks أكثر؟ قرص CD أم قرص DVD؟ يعتقد معظم الناس أن قرص DVD يحتوي على بيانات تفوق بكثير ما يحتويه قرص CD، ولذلك فإن الجواب الصحيح على سؤالنا، يبدو وكأنه قرص DVD. لكن الواقع ليس كذلك.. إذ يشكل سؤالنا متناقضة منطقية، لأن كلاً من أقراص CD وأقراص DVD يحتوي على مسار واحد فقط
!
وعلى الرغم من أن أقراص CD وأقراص DVD تشترك في عدد من المزايا، إلا أنها تحمل بين طياتها بعض الفروقات المهمة. ونأمل، بعد قراءة هذا المقال، أن يصبح لديك تصور أفضل عن كلا التقنيتين، وعن النوع الأنسب منهما لتلبية احتياجاتك. ومن المفيد، لكي نفهم أوجه التشابه والاختلاف، أن نبدأ بالمهمة الأساسية لكل نوع.
الأقراص المدمجة Compact Disks
يمثل مصطلح CD باللغة الإنجليزية اختصاراً لعبارة "قرص مدمج" compact disc علماً أن الكثير من المطبوعات تستخدم كلمة disk بدلاً من disc بهدف تنسيق وتوحيد المصطلحات. وطوّرت هذه التقنية شركتا فيليبس وسوني عام 1981، كوسط لتسجيلات موسيقى الستيريو stereo music. فقد كانت الأسطوانات الموسيقية القديمة مصنوعة من مادة الفينيل vinyl، المعرضة للتلف بسهولة، وكانت تعاني من قصور في توليد مجال كامل من الأصوات، كما كانت تعاني، في الغالب، من مشكلة تداخل الكلام cross talk، حيث يمكن أن نسمع المقاطع الموسيقية ذات الصوت، المرتفع، من خلال المقاطع الموسيقية منخفضة الصوت، المجاورة لها.

حلت تقنية أقراص CD جميع هذه المشاكل، بالإضافة إلى أنها قدّمت العديد من المزايا الأخرى. ويمتاز الصوت الرقمي بأنه أكثر دقة من الصوت التشابهي في عملية إعادة توليد الأصوات. فرأس القراءة الليزري لا يلامس القرص أبداً، مما يقلل من احتمالات الاهتراء والتلف، كما أن ظاهرة تداخل الكلام لا تحدث في الصوت الرقمي، لأن بيانات الصوت مخزنة على شكل عيّنات رقمية.

يتم تخزين البيانات، كسلسلة من البتّات، على مسار حلزوني واحد، يبدأ من مركز القرص، ويمتد نحو حافته الخارجية. وتركزّ أشعة القراءة الليزرية على طبقة البيانات، ضمن القرص البلاستيكي، حيث تتناوب التجاويف pits على الأرضية land. والأرضية عبارة عن منطقة ملساء خالية من التجاويف. يرتد الضوء المنعكس من خلال موشور prism، وينعكس على حساس ضوئي، يتغيّر توتر خرجه، اعتماداً على كمية الضوء التي يتلقاها. وكما هو الحال في الوسط المغناطيسي، لا تمثّل التجاويف والأرضية، بشكل مباشر، الأصفار والواحدات، بل إن الانتقالات بين التجاويف والأرضية، هي التي تمثّل البيانات. عند تسليط الضوء على تجويف، فإنه يتناثر بشكل أكبر من تناثره عند تسليطه على الأرضية. ويستطيع رأس القراءة بهذه الطريقة تحسس الانتقالات بين التجاويف في المسار، ويمكنه بالتالي، إعادة توليد البيانات.

تخزن البيانات في عناصر صغيرة جداً: يبلغ طول الخطوة المسارية track pitch -أي المسافة بين المسارات المتجاورة- 1.6 ميكرون فقط، وتتراوح أطوال التجاويف من 0.83 إلى 3.0 ميكرون. الميكرون هو واحد بالألف من الميلليمتر. ويتم طبع التجاويف في مساحة فارغة، من البلاستيك متعدد الكربونات polycarbonate، يتم تغطيتها بطبقة رقيقة من الألمنيوم، الذي يعطي القرص لونه الفضي المميز. ثم تُغطّى طبقة الألمنيوم بطبقة رقيقة من الورنيش lacquer، الذي يؤمن سطحاً أملس، يمكن طباعة عنوان القرص عليه.

يجهل العديد من المستخدمين، أن الطبقة العلوية من أقراص CD، وهي الطبقة التي يطبع عليها عنوان ومحتويات القرص، هي في الواقع أكثر عرضة للتلف من الطبقة السفلية، ذات السطح الصافي. وإذا خُدش السطح العلوي بعمق كاف لتلف طبقة الألمنيوم العاكسة، فليس أمامك من وسيلة لإنقاذ هذا القرص، سوى استبداله.
وتركز أشعة الليزر في الواقع، من ناحية أخرى، على طبقة تقع ضمن القاعدة الصافية للقرص، ويمكنها قراءة البيانات متجاوزة بعض الخدوش الصغيرة على السطح، بطريقة مشابهة للطريقة التي يمكننا بها أن نركّز على الكائنات الخارجية، عندما ننظر من خلال شبك screen نافذتنا.
وحتى إذا كان الخدش حاداً، لدرجة أنه يمنع أشعة الليزر من قراءة البيانات، فمن الممكن أن نتمكّن من إنقاذ هذا القرص عن طريق تنظيفه وتلميعه.

تستخدم أقراص Audio CD الصوت الرقمي، المبني على معدّل مسح العينات sampling rate بتردد 44.1 كيلوهرتز، والذي يؤمن استجابة ترددية مناسبة للأصوات التي يصل تردد الخطوة فيها حتى 20 كيلوهرتز يعتقد بعض الخبراء والمختصين في أنظمة الصوت، أن معدل الترددات هذا غير كاف لالتقاط تأثيرات الأصوات النفسية psychoaccoustic، التي لا يسمعها الشخص العادي. وتحتوي كل عينة على 16 بت من البيانات، التي تؤمّن 65536 مستوى مطالي مختلف. ويمكن أن نستنتج أن هذا العدد يؤمّن مجالاً ديناميكياً واسعاً، للمقاطع الموسيقية الصاخبة والهادئة. ويتم تسجيل الأصوات في مسارين للحصول على صوت ستيريو.

إذا ضربنا 44100 عينة، تتألف كل واحدة منها، من 2 بايت 16 بت تساوي 2 بايت، في عدد القنوات، وهو اثنتين، سنحصل على معدل نقل للبيانات، يزيد قليلاً على 176 كيلوبايت في الثانية. وتنقل سواقة الأقراص المدمجة أحادية السرعة، البيانات بهذا المعدل، إلا أن جزءاً من تيار البيانات، يستخدم للمعلومات المتعلقة بتصحيح الأخطاء، مما يؤدي إلى انخفاض معدل النقل الفعال للسواقة إلى 150 كيلوبايت في الثانية. وإذا سقط أحد بتّات المعلومات بأي حال، من مسار القرص المدمج الصوتي، فإن التأثير السمعي قد لا يكون ملحوظاً على جودة الصوت، لكن خطأ واحداً في البتّات العائدة لملف بيانات أو برنامج، يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.

يمكن تخزين حتى 74 دقيقة من الصوت على قرص CD، وهذا ما يعادل أكثر من 783 مليون بايت. وإذا طرحنا منها الكمية المستخدمة لتصحيح الأخطاء، سنحصل على سعة قرص CD-ROM النظامية، والتي تساوي 680 مليون بايت، تقريباً.

تًخزّن البيانات في مسار حلزوني واحد، كما أسلفنا، مما يعني أن رأس القراءة يقرأ كمية أكبر من البيانات في دورة واحدة، عندما يكون عند الحافة الخارجية من القرص، بالمقارنة مع البيانات التي يقرؤها عندما يكون أقرب إلى مركز القرص. وتتطلب أقراص CD الصوتية، تدفقاً ثابتاً ومنتظماً للبيانات، مما يعني أن القرص يجب أن يدور بشكل أسرع، عندما يكون رأس القراءة قريباً من مركز القرص، وهذا ما يسمى بالتصميم ذو السرعة الخطية الثابتة constant linear velocity, CLV. بينما يدور القرص الصلب النموذجي بسرعة ثابتة، فنقول أن تصميمه ذو سرعة زاويّة ثابتة constant angular velocity, CAV.

تكفي سرعة 176 كيلوبايت في الثانية لنقل البيانات الصوتية من الأقراص المدمجة، لكن تعتبر سرعة 150 KBps، بطيئة لتطبيقات البيانات. وتستخدم برامج وألعاب الملتيميديا في الكمبيوترات، قصاصات clips فيديو رقمية، وملفات رسوميات كبيرة، تتطلب معدّلات نقل أعلى، لكي تعمل بانسياب. وقد تسارعت سواقات الأقراص المدمجة، في زمن قياسي، إلى درجة أن السواقات ذات 32 ضعف السرعة الأساسية، ويرمز لها 32X، صارت منتشرة في معظم الكمبيوترات الحديثة، كما تتوفر سواقات أسرع من ذلك. ولنلاحظ أن العديد من هذه السواقات الجديدة، يمكنها أن تستخدم، عند قراءة البيانات، السرعة الزاويّة الثابتة CAV وحدها، أو مزيجاً من سرعة CAV والسرعة الخطية CLV كما أنها تدعم السرعة الخطية CLV "أحادية السرعة"، المطلوبة للأقراص المدمجة الصوتية. ونتيجة لذلك، فإن معدل نقل البيانات الفعلي يتغير تبعاً لموقع البيانات على القرص. ويمكنك في معظم الحالات، الحصول على السرعة الاسمية العظمى، فقط عند قراءة أبعد نقطة من المسار عن المركز، على قرص CD ممتلئ بالبيانات. وحتى مع استخدام السرعات الدنيا لهذه السواقات، فإنها تعتبر أسرع بعشر مرات على الأقل، من السواقات أحادية السرعة 1X الأصلية.

تستحق إحدى مشتقات هذه التقنية، الإشارة إليها بشكل خاص، وهي أقراص CD-ROM القابلة للتسجيل، أو CD-R. تعتبر الأقراص المدمجة القياسية وسطاً صالحاً للقراءة فقط، حيث يتم ختم المعلومات فيزيائياً، في فراغات بلاستيكية لا يمكن تغييرها. بينما تسهّل تقنية CD-R عملية إنشاء نسخ مستقلة عن البيانات أو الموسيقى، على أقراص مدمجة قابلة للكتابة عليها CD-R، باستخدام سواقات خاصة، وبحيث يمكن استخدام الأقراص الناتجة في أي سواقة CD قياسية. ويتم هذا الأمر عن طريق وضع صباغ حساس للحرارة، بين طبقة البلاستيك الناعم، والطبقة العاكسة. وعندما تستخدم سواقة CD-R لـ "حرق" قرص مدمج قابل للكتابة، فإن شعاع الليزر يسخن طبقة الصباغ، إلى درجة تغيّر خواصها الانعكاسية بشكل دائم، أي إلى تسجيل البيانات عليها. تنشر هذه البقع التي تغيرت خواصها الانعكاسية، شعاع الليزر الصادر عن رأس القراءة، بطريقة مشابهة لما تفعله التجاويف الموجودة على الأقراص المدمجة العادية، ويمكن بالتالي استخدامها في معظم سواقات CD-ROM.
أقراص DVD
تعتبر أقراص CD مناسبة جداً لألبومات الموسيقى، أو ألعاب الكمبيوتر، والتطبيقات على الرغم من أن بعضها يحتاج إلى قرصين أو أكثر. لكن، إذا أردت أن تضع فيلم فيديو كامل، على قرص واحد، فإن أقراص CD صغيرة جداً، وبطيئةً جداً، لهذا الغرض. وحلت الشركات الصانعة هذه المشكلة بتطوير أقراص DVD.

يمثل مصطلح DVD في الأصل، أوائل الكلمات "قرص فيديو رقمي" digital video disk، لأنه كان مصمماً للاستخدام كوسط لتخزين ونقل الأفلام الرقمية، لعرضها في التلفزيونات المنزلية. ثم تطوّر هذا المصطلح ليقودنا إلى عالم من التطبيقات الأخرى، المتعلقة بالأقراص البصرية optical ذات السرعة العالية، والسعة الكبيرة، ولذلك تغيّر اسمه إلى "قرص متنوع رقمي" digital versatile disk. لكن تغيير التسمية لم يسبب أي مشكلة، لأن معظم الناس،يستخدمون الاختصار DVD، فقط.

قد يصعب علينا، للوهلة الأولى،التمييز بين قرص DVD وقرص CD. فلهما قياس واحد، حيث يبلغ قطر كل منهما 120 ملليمتراً، وكلاهما عبارة عن أقراص بلاستيكية بسماكة 1.2 ملليمتراً، ويعتمدان على أشعة الليزر لقراءة البيانات الممثلة بواسطة التجويفات، ضمن المسار الحلزوني. لكن أوجه التشابه بينهما تنتهي تقريباً، عند هذا الحد…

صمم قرص DVD لتخزين فيلم سينمائي، يستغرق طوله وسطياً، حوالي 135 دقيقة. يتطلب تخزين صورة فيديو بالحركة الكاملة، وباستخدام تقنية الضغط MPEG2، حوالي 3500 كيلوبت لكل ثانية.
وإذا أضفنا الصوت الرقمي المحيطي العامل بنظام الأقنية الستة 5.1 خمس قنوات موجهة من الوسط، واليسار، واليمين، واليسار الخلفي، واليمين الخلفي، بالإضافة إلى قناة مضخم فرعي غير موجهة، فستحتاج الصورة إلى 384 كيلوبت أخرى في الثانية.
وإذا أضفنا التخزين الإضافي اللازم لتسجيل الحوار بلغات مختلفة، والعناوين الفرعية لمقدمة الفيلم ونهايته، فإن حجم التخزين المطلوب يصل إلى 4692 كيلوبت لكل ثانية من طول الفيلم، الذي يبلغ 135 دقيقة، أي 586.5 كيلوبايت في الثانية.
وبحساب بسيط يتبين أننا نحتاج إلى قرص بسعة 4.75 مليون كيلوبايت، لتخزين فيلم فيديو كامل. ويشار إلى هذه الأقراص في الصناعة، غالباً، بالرمز 4.75GB.

كيف يمكن أن نحصل على سبعة أضعاف سعة القرص المدمج العادي CD، على قرص له الأبعاد ذاتها؟

يمكننا ذلك عن طريق تصغير أبعاد العناصر الممثلة للبيانات، فتتقلص خطوة المسار -أي المسافة بين الأخاديد- من 1.6 ميكرون، إلى 0.74 ميكرون فقط، وينخفض قياس التجويف من 0.83 ميكرون إلى 0.40 ميكرون. ونظراً لأن طول موجة الضوء، الصادر عن أشعة الليزر في سواقات CD التقليدية، لا يسمح بالتعرف إلى هذه التجاويف الصغيرة، اضطر المهندسون، لكي يتمكّنوا من صنع سواقات DVD، أن يطوروا أشعة ليزر تنتج ضوءاً بطول موجة 640 نانومتر، بدلاً من 780 نانومتر المستخدمة في سواقات CD.
وتتطلب هذه الطريقة أيضاً، أن تكون صفيحة القرص disk platter أقل سماكة، بحيث لا يضطر الضوء إلى اختراق طبقة سميكة نسبياً، من البلاستيك، ليصل إلى طبقة البيانات. ويتطلب تصميم قرص DVD أن تكون سماكة صفيحته مساوية لنصف سماكة قرص CD، أي 0.6 ملليمتر. وللمحافظة على سماكة 1.2 ملليمتر للقرص، يجب لصق صفيحة فارغة بسماكة 0.6 ملليمتر على وجهه العلوي توجد استخدامات أخرى لهذه الطبقة، سنأتي على ذكرها لاحقاً.

يمكن للبوصة الواحدة من مسار قرص DVD، وعن طريق تقليص أبعاد تجاويف البيانات، أن تستوعب حوالي ضعف كمية البيانات، التي تستوعبها البوصة الواحدة من مسار قرص CD. ولكي نحصل على معدل نقل قريب من 600 كيلوبايت في الثانية، الذي نحتاجه للفيلم السينمائي، يجب أن يدور قرص DVD بشكل أسرع من دوران قرص CD القياسي.

وتقدم سواقات DVD-ROM معدلات أعلى لنقل البيانات، للاستخدامات المتعلقة بتطبيقات البيانات، فالسرعة الأحادية تبلغ 1.3 ميجابايت في الثانية، وتتوفر في الأسواق سواقات تعمل بضعف هذه السرعة.

على الرغم من أن 4.7 جيجابايت قد تبدو سعة هائلة، إلا أن المواصفات القياسية لأقراص DVD بدأت تتطلّب سعات أكبر. وعلى سبيل المثال، بدلاً من لصق صفيحة فارغة فوق قرص DVD المحمّل بالبيانات، لماذا لا نضع قرص بيانات آخر فوقه؟ فنحصل بذلك على قرص بوجهين، تصل سعته إلى 9.4 جيجابايت. وقد استفاد الكثير من أفلام DVD من هذه الميزة، حيث وضعت على الوجه الأول إصدارة للفيلم مهيئة بنسبة إظهار 4:3، لاستخدامها مع التلفزيون العادي، أو مرقاب الكمبيوتر، ووضعت على الوجه الثاني، إصدارة مهيئة بنسبة إظهار 16:9 للشاشات العريضة.

لا تقف إمكانيات تقنية DVD عند هذا الحد، فهناك المزيد. يمكن عن طريق تغيير تركيز أشعة ليزر القراءة، قراءة المعلومات من أكثر من طبقة واحدة من القرص. فبدلاً من استخدام طبقة إنعكاس كتيمة، يمكن استخدام طبقة نصف شفافة، تتوضع خلفها طبقة إنعكاس كتيمة، لحمل المزيد من البيانات. وعلى الرغم من أن هذه التقنية لا تضاعف السعة تماماً، نظراً لأن الطبقة الثانية لا يمكنها أن تكون بكثافة الطبقة الأولى، إلا أنه يمكن استخدام هذه الطريقة للحصول على قرص بوجه واحد وطبقتين، سعته 8.5 جيجابايت. وإذا استخدمنا هذه الطريقة على وجهي القرص، سنحصل على قرص DVD يتسع حتى 17 جيجابايت من البيانات.

تعاني مؤسسات الإنتاج السينمائي، التي تنتج أقراص DVD، من مشكلة مهمة، وهي نسخ وتوزيع هذه الأفلام بصورة غير شرعية. وتوجد مشكلة أخرى، فنظراً لأن هذه المؤسسات تسيطر على توزيع الأفلام عبر العالم، فقد تحصل بعض الأسواق العالمية، على حق عرض فيلم معيّن في دور السينما، قبل غيرها من الأسواق، وبالتالي فإنها ترغب في منع المستخدمين في بعض مناطق العالم، من مشاهدة أقراص DVD، تم طرحها للاستخدام في مناطق أخرى.

وأدّى هذا إلى ظهور أفلام على أقراص DVD، تحتوي على نظام أمني متطور، لزيادة صعوبة نسخ الأقراص بشكل غير شرعي. وتم ترميز أقراص DVD لتعمل فقط مع مشغّلات players تحتوي على مفتاح مستخدم في منطقة معينة من العالم. ويمكنك في بعض الحالات، إعادة تعريف رمز المفتاح في المشغل، كما هو الحال في بطاقات فك ترميز DVD المستخدمة في الكمبيوترات، إلا أن معظم المشغلات تمنع تغيير هذا المفتاح.

حقيقة الإنترنت

الإنترنـت مـا هـو وكيـف نشــأ ..؟؟
في أوائل الستينات افترضت وزاره الدفاع الأمريكية وقوع كارثة نووية ووضعت التصورات لما قد ينتج عن تأثير تلك الكارثة على الفعاليات المختلفة للجيش، وخاصة فعاليات مجال الاتصالات الذي هو القاسم المشترك الأساسي الموجه والمحرك لكل الأعمال.
كلفت الوزارة مجموعه من الباحثين لدراسة مهمة إيجاد شبكه اتصالات تستطيع أن تستمر في الوجود حتى في حاله هجوم نووي، وللتأكد بأن الاتصالات الحربية يمكن استمرارها في حاله حدوث أي حرب.
وأتت الفكرة وكانت غاية في الجرأة والبساطة، وهو أن يتم تكوين شبكه اتصالات Network ليس لها مركز تحكم رئيسي، فإذا ما دمرت أحدها أو حتى دمرت مائه من أطرافها فان على هذا النظام أن يستمر في العمل. وفي الأساس فان هذه الشبكة المراد تصميمها كانت للاستعمالات الحربية فقط. في ذلك الوقت لم يكن أي نوع من الشبكات Networks قد بنيت على الإطلاق ولهذا فان الباحثين تركوا لخيالهم… وأسسوا شبكه أطلق عليها اسم شبكه وكالة مشروع الأبحاث المتقدمة
Advanced Research Projects Agency Network
(ARPANET)
وذلك كمشروع خاص لوزارة الدفاع الأمريكية، وكانت هذه الشبكة بدائية وتتكون من أربعه كمبيوترات مرتبطة ببعضها بواسطة توصيلات التلفون في مراكز أبحاث تابعه لجامعات أمريكية. لقد جعلت الوزارة هذه الشبكة ميسره للجامعات ومراكز الأبحاث والمنظمات العلمية الأخرى ولأجراء الأبحاث من اجل دراسة إمكانيات تطويرها، ونتيجة لهذا الوضع فان ARPANET قد نمت بشكل ملحوظ، والشبكة التي كانت بسيطة تحولت إلى نظام اتصالات فعال.

السنوات التي تلت جاءت معها بتغييرات كثيرة، وفي ذلك الوقت فان الوصول للشبكة كان قاصرا على الجيش والجامعات والباحثين، ونتيجة لهذا الوضع فلقد أصبحت ARPANET عبارة عن شبكه تتكون من شبكات ذات مفاتيح وأطراف متعددة، وترسل المعلومات فيها باستخدام تقنية تفتيتها إلى مجموعات Packets اصغر، تتحرك بحريه واستقلالية من طرف إلى أخر لتصل إلى مبتغيها.

كان هذا المشروع غير معروف حتى سنه 1980 حين تم إظهاره للضوء، ومنذ ذلك الحين فان التغييرات أصبحت تحدث بسرعة كبيره واستمر هذا النظام في الاتساع.

ما بين سنه 1982و1985 كانت ولادة الانترنت فلقد انقسمت ARPANET سنه 1983 إلى قسمين ARPANET و MILNET واستخدمت الأولى في جهود الأبحاث المدنية أما MILNET فاحتفظ بها للاستخدامات العسكرية.

منذ سنه 1980 فان شبكات جديده عديدة تكونت لخدمه بعض الفئات والمنظمات …إحدى هذه الشبكات كانت للمجتمعات الأكاديمية، وأخرى لمنظمات أبحاث الكمبيوتر حيث وصلت الباحثين بعضهم ببعض ليتشاركوا في المعلومات.

في سنه 1986 فان مؤسسه العلوم الوطنية National Science Foundation شبكت الباحثين بعضهم ببعض في كافه أنحاء الولايات المتحدة من خلال خمسه كمبيوترات عملاقة، وسميت هذه الشبكة باسم NSFNET. لقد تكونت هذه الشبكة من مراكز لخطوط الإرسال المتكونة من الألياف الضوئية ومن الأسلاك العادية، وبمساعده الاتصالات عبر الأقمار الصناعية والموجات الدقيقة Microwave وذلك كي تحمل كميات هائلة من المعلومات التي تتحرك سريعا جدا ولمسافات بعيده… إن هذه الشبكة NSFNET كونت العمود الفقري للبنية التحتية للانترنت وخاصة بعد أن رفعت الحكومة الأمريكية يدها عنها.

بدأت تقديم خدمه الانترنيت للناس عمليا في سنه 1985 وكان عدد المشتركين يتزايد بشكل كبير واصبح الانترنت الآن وكما هو جلي اكبر شبكه في تاريخ البشرية.

الانترنت يعتبر حقيقة أحد الظواهر… ولربما يعتبر انه اكثر التطورات التي حدثت في وسائل الاتصالات البشرية بعد اختراع التليفون.

لا تحاول البحث عن المركز الرئيسي للانترنت في أي مدينة بل وفي أي مكان في العالم لسبب بسيط هو أن الانترنت ليس له إدارة أو مركز رئيسي على الإطلاق. ويبدو أن ذلك غير مقنع لكثير من الناس ولكن الحقيقة أنه لا توجد إدارة مركزية للإنترنت وبدلا من ذلك فإنه يدار من تشكيلة من آلاف شبكات الكمبيوتر التابعة للشركات والأفراد كل منهم يقوم بتشغيل جزء منه كما يدفع تكاليف ذلك. وكل شبكة تتعاون مع الأخرى لتوجيه حركة مرور المعلومات حتى تصل لكل منهم وبمجموع هؤلاء تتكون الشبكة العالمية ولهذا لا يملك أحد الانترنيت... هناك ملايين خلف هذه الشبكة يتشاركون في مكوناتها، وهؤلاء سواء كانوا أفرادا أو منظمات أو شركات غير مستقرين في الغالب، ودائما يقومون بالتغيير بل ويتبدلون أنفسهم ولكنهم دائما في نمو وتزايد دائم كل لحظه... وهناك مواقع تضاف دائما ومواقع تتغير عناوينها أو تندثر.

أن نظام الإنترنت أو ما يسمى بروتوكول الإنترنت Internet Protocol تعتبر ملكيته عامه ويحظى بدعم من كل الشركات الصانعة للأجهزة المستخدمة في الإنترنت، ونتج عن هذا الدعم نمو هائل لهذه الشركات، ويسير هذا النمو متوازيا مع السرعة الكبيرة في نمو الإنترنت.

إن من أهم صفات الإنترنت أنه نظام مفتوح، وهذا يعني أنه يقبل أي نوع من أجهزة الكمبيوتر سواء كان منها ما يسمى غير المتلائم Incompatible مثل كمبيوترات ابيل ماكينتوش Apple Macintosh أو الأميجا Amiga أو الأجهزة المتلائمة مع كمبيوتر أي بي إم Compatible IBM. وكذلك يمكن استخدام الكمبيوتر النقال Laptop بوصله بالتلفون النقال Mobile phone، وفي القريب سيكون استقبال الإنترنت عن طريق التلفزيون أيضا وذلك باستخدام جهاز محول خاص Decoder يمكن وضعه فوق التلفزيون أو أن بإدماج لوحة محول بيني إليكتروني مع إليكترونيات التلفزيون الداخلية.

أن افضل تعريف للانترنيت وابسطه هو أنه اكبر شبكه كمبيوتر في العالم، ففي سنه 1997 قدرت شبكه الانترنيت بأنها مكونه مما لا يقل عن ست عشر مليون مشترك، بينما قبلها بعام واحد فإن العدد لم يزيد عن خمسه ملايين، أما سنه 1998 فلقد تخطت أعداد الكمبيوتر المشتركة عدد الخمسين مليون. وساهمت السرعة الكبيرة في انخفاض أسعار أجهزه الكمبيوتر والعدد الكبير المتزايد من الذين يزودون خدمه الإنترنت في الارتفاع المتواصل والمستمر في أعداد المشتركين. إن كل ما يحتاجه المشترك هو أن يكون جهازه مزودا بقطعه المودم، وهي أداه إلكترونية تجعل الكمبيوتر قادرا على التعامل مع خط التليفون.

لقد ساهم في سرعة نمو الإنترنت قدرته على أن يصل شبكات مختلفة التكوين والمصادر مما أعطى المستخدمين الحرية في اختيار الأجهزة وبدون قيود.

الانترنت من ناحية واقعية عبارة عن شبكه تتكون من آلاف الشبكات الصغيرة المنتشرة في أنحاء العالم ولكن ماذا يفعل الناس في حقيقة الأمر على الانترنت؟

الجواب انهم يتبادلون الرسائل من خلال هذه الأجهزة الإلكترونية فيما يسمى بالبريد الإلكتروني e-mail… لقد اصبح الإنترنت وبسرعة جهاز البريد الحقيقي للعالم كله… إن مستخدمي الإنترنت يستطيعون تبادل البريد إلكترونياً وبتكلفه وسرعة افضل بكثير من البريد التقليدي. كما انهم يتشاركون في مجموعات تتناقش فيما بينها وتعرف باسم مجموعات الأخبار كما يتبادلون الأحاديث ويطالعون المعلومات التي يرسلها البعض أو المؤسسات المختلفة وهي معلومات متنوعة تنوع البشر واهتماماتهم … يمكنك أن تقرأ الصحف والمجلات وتطالع المحاضرات وتتصفح خرائط وتعرف أخبار الطقس وتحصل على نصائح لرحلتك أو أخبار الرياضة أو تشتري بضاعة أو تستمع للموسيقي أو ترى فيلما أو أي شئ يخطر على بالك أو لا يخطر. إن الاتصالات والأعمال التجارية عبر الإنترنت ستكون اعظم الأحداث المميزة التي ستأخذنا للقرن القادم والألفية الثالثة.

إن الإنترنت ينظر إليه الآن بأنه وسيله التفاهم العامة التي تعطيك ما تريد مشاهدته أو قراءته بدون أن يفرض عليك كما في الوسائل الأخرى. إن المعلومات المذكورة تلك وغيرها تأتي من كل مكان … وليس الأمر في الإنترنت قاصراً على تلقي الفرد هذه المعلومات بل بإمكانه أن يرسل المعلومات التي يريدها كي يطلع عليها من يرغب في جميع أنحاء المعمورة، فهو وسيله اتصال بين جهتين، وبالتالي فإن كل مستخدم للإنترنت يمكن أن يكون مصدرا للمعلومات كما يمكن أن يكون مستقبلاً لها أيضا.

الإنترنت يعتبر اكبر مكتبه معلومات في العالم على الإطلاق … هذا وبينما كان الإنترنت في بداية الأمر حصرا على الجامعات ومراكز الأبحاث والوكالات الحكومية فإن الإنترنت قد تحرك خارجا للجماهير في كل مكان، وساعد في ذلك انتشار شبكات الاشتراك المجانية بالإنترنت وخدمات المعلومات على الخط والتي أصبحت ميسرة للأفراد.

إن المعلومات الهائلة والمتنوعة التي نشأت عن العمليات التقنية التي ربطت آلاف الشبكات ببعضها كونت فضاءاً يظهر على شاشات الكمبيوتر وكأنه عالما حقيقيا يشابه عالمنا الواقعي الذي نعيش به وهذا العالم يسمى Cyberspace "سايبر سبيس" وهو ذو أبعاد مدهشة وغير عاديه، انه مصدر عالمي ذو قيمه هائلة من المعلومات المتآلفة.

أنا لم أتغير.. الحياة تغيرت

أنا لم أتغير.. الحياة تغيرت
هناك ناقدة أمريكية كانت تحب فيلم: ذهب مع الريح.. وشاهدته عشرات المرات. فجأة شاهدته عندما تقدمت في العمر.. أثار دهشتها أنها لم تنفعل وبدا لها سخيفًا مفتعلاً، وكتبت تقول: الفيلم تغير !.. لم يعد نفس الفيلم الذي كنت أشاهده قديمًاهذا هو السؤال الأبدي الذي يطاردك عندما تكون في سني: هل الحياة قد ساءت حقًا أم إنني لم أعد كما كنت؟
*******
في صباي كنت أسمع أبي لا يكف عن استعادة ذكريات صباه.. كانت الدجاجة بحجم الخروف والخروف بحجم ديناصور ترايسيراتوبس، وكانت للأزهار رائحة حقيقية.. زهرة واحدة كانت تغمر بالشذى حياً كاملاً من أحياء دمنهور -حيث ولد- دعك من الفراولة والتفاح.. كان يمكنك أن تعرف أن هناك من ابتاع نصف كيلو تفاح أو فراولة في دمنهور كلها؛ لأن الرائحة تتسرب لكل شيء.. كانت الأغاني أعذب والفتيات أجمل والأفلام أمتع والبشر أنقى
كنت أستمع -أو أسمع- لهذا الكلام في تأدب، وإن كنت أنقل قدمي مائة مرة في ملل أخفيه. وقد بدا لي خيطاً لا ينتهي من كلام الشيوخ المعتاد: هي الفراخ بتاعتكم دي فراخ؟.. دي عصافير.. كنا بنشتري عربية وفيلا ودستة بيض بنص ريال.... إلخ
حدثني أبي عن أفلام عصره وعن إيرول فلين المذهل وجيمس كاجني العبقري و... و... على الأقل صار بوسعي اليوم أن أرى هذه الأفلام كدليل لا يُدحَض، فلا أرى فيها أي شيء خارق.. التخشب الهوليودي المعتاد والكثير من الافتعال
نقّبت عن نقاء الناس في ذلك العصر، فقرأت عن ريا وسكينة النقيتين، والبواب النقي الذي اغتصب طفلة في الثالثة من عمرها عام 1933، والفنانة النقية التي ضبطت زوجها النقي مع الخادمة النقية في المطبخ ليلة الدخلة! وماذا عن الفنان النقي: فلان.. الذي اقتحم مكتب الناقد الذي لم يرُقْ له فيلمه الأخير شاهرًا مسدسه؟ كان هناك حي دعارة شهير جدًا في طنطا اسمه: الخبيزة.. واليوم صار سوقًا شعبيًا محترمًا.. فأين هذا النقاء إذن؟
لكن أبي -رحمه الله- عاش ومات وهو مؤمن بأن الحياة قد صارت سيئة، كأنها صورة صنعت منها نسخة تلو نسخة تلو نسخة حتى بهتت ولم تعد لها قيمة
*******
اليوم أنظر أنا بدوري إلى الوراء فيبدو لي أن الحياة كانت أفضل في صباي بكثير. قلت لابني إن الأغاني في عصري كانت أعذب والفتيات أجمل والأفلام أمتع والبشر أنقى... أرغمته على مشاهدة بعض أفلام السبعينيات على غرار الأب الروحي وقصة حب.. فشاهدها وقال لي بصراحة إنها زي الزفت. أغاني البيتلز والآبا والبي جيز (خنيقة) جداً في رأيه.. ولم يحب أية أغنية من أغاني وردة الجزائرية الحارقة في أوائل السبعينيات مثل: حكايتي مع الزمان واسمعوني..
طبعًا لم أحاول أن أسمِعه أم كلثوم فأنا لست مجنونًا..لن يفهمها ولو بعد مائة عام
قلت له في غيظ إنه بعد عشرين سنة -أعطاه الله العمر- سوف يُسمع ابنه أغاني شاجي وإنريكي إجلسياس وفيرجي ويعرض عليه أفلام: الرجال إكس والفارس الأسود.. لكن الوغد الصغير سيؤكد له أنها زبالة، إلا أن ابني لم يصدق.. يعتقد أن الأخ شاجي خالد للأبد
نعم كان لرمضان رائحة وحضور في الماضي.. كانت هناك رائحة مميزة للعيد.. تصور أن عيد الثورة كانت له رائحة؟ كان قدوم الربيع يعلن عن نفسه مع ألف هرمون وهرمون يتفتح في مسامك، فتواجه مشكلة لعينة في التركيز في دروسك والامتحانات على الأبواب، بينما الحياة ذاتها قد تحولت إلى فتاة رائعة الحسن تنتظركأذكر يوم شم النسيم وأنا في الصف الثالث الإعدادي، أمشي في شوارع طنطا التي مازالت خالية في ساعة مبكرة، مزهواً بنفسي أوشك على أن أطير في الهواء، وأتمنى لو عببت الكون كله في رئتي.. بينما المحلات تذيع أغنية حفل الربيع التي غناها عبد الحليم حافظ أمس: قارئة الفنجان.. تصور أن الأغنية مازالت طازجة ساخنة خرجت من حنجرة الرجل منذ ساعات لا أكثر. للمرة الأولى أسمع: بحياتِكَ يا ولدي امرأة.. عيناها سُبحانَ المعبود
*******
أنا شاب.. لقد كبرت.. لن تتغير هذه الحقيقة.. الغد أفضل بمراحل.. الكون كله ينتظرني.. سوف أصير أمين عام الأمم المتحدة وأتزوج راكيل ويلش وأفوز بجائزة نوبل في الأدب، وفي وقت فراغي سأمارس هوايتي في إجراء جراحات الجهاز العصبي.. هذا قد يضمن لي جائزة نوبل أخرى.. من يدري؟ قد أصير أول رائد فضاء عربي.. بالمرة، ولسوف أصير وسيماً أشقر الشعر أزرق العينين.. لا أدري كيف.. يجب أن تكون في الخامسة عشرة لتفهم
نعم.. لم يعد شيء في العالم كما كان.. أبتاع الفراولة وألصق ثمارها بأنفي وأشم بعنف.. لا شيء.. لو حشرت ثمرة منها في رئتي فلن أجد لها رائحة. ماذا عن التفاح الذي لا تقتنع بأنه ليس من البلاستيك إلا عندما تقضم منه قطعة؟ عندها تحتاج لفترة أخرى كي تقتنع أنك لم تقضم قطعة من الباذنجان.. أين ذهب جمال الفتيات؟ ولماذا لم أعد أرى إلا المساحيق الكثيفة، حتى تشعر أن كل فتاة رسمت على وجهها وجهًا آخر يروق لها؟ أين ذهبت العواطف الحارقة القديمة عندما كنت تكتب عشرات القصائد من أجل ابتسامة حبيبتك؟ اليوم لو تزوجتها وأنجبت منها عشرين طفلاً فلن تجد في هذا ما يأتي بالإلهام!
الإجابة التي تروق للمسنّين هي: الحياة تغيرت ولم تعد هناك بركة.. لكن الإجابة الأقرب للمنطق هي: الحياة لم تتغير.. أنت تغيرت
*******
ربما صار شمي أضعف.. ربما صار بصري أوهن.. ربما صار قلبي أغلظ.. ربما تدهورت هرموناتي.. ربما صرت كهلاً ضيق الخلق عاجزًا عن أن يجد الجمال في شيء.. ربما مازالت الفتيات جميلات والفراولة عطرة الرائحة وأغاني هذا الجيل جميلة
نعم هو المنطق ومن النضج أن أعترف بهذا.. لكن من قال لك إنني أريد أن أكون كذلك؟ أفضّل أن أظل شاباً على أن أكون ناضجاً، لهذا أقول لك بكل صراحة: الحياة صارت سيئة ولا تطاق فعلاً.. الله يكون في عونكم.. هيّ أيامكم دي أيام؟
*******
-د.أحمد خالد توفيق-
مجموعة بريدية
طارق فاروق

جوجل ليس للبحث فقط

جوجل ليس للبحث فقط ..بعض خدمات Google

ابحث عن الـ Blog ( المدونات )… في اي موضوع تريده
http://blogsearch.google.com

جوجل لبرمجة المواعيد والوقت ( اعتمد عليه ) … لتنظيم وقتك ومواعيدك

مجموعة رائعة من آخر برامج الجوجل

الأدلة التجارية .. ابحث عن أي منتج سوف تجد الأدلة التي تحويه ..

Google WebAccelerator لتسريع الاتصال بالإنترنت

قاعدة بيانات جوجل .. عندك أى حاجة تريد ان ضيفه في محرك بحث الجوجل

صمم موقعك مع جوجل

هذا الموقع يعرض أكثر الدول بحثاً عن الكلمة التي تريد ..و أيضاً مقدار البحث في بيان زمني يعني ممكن تقول احصائيات

ترجمة جوجل ( مواقع ، نصوص ، .. )

أسأل … ودع جوجل يجيب … للسؤال في اي موضوع والرد يجيلك من المتخصص في الموضوع

قاموس جوجل للبحث في القواميس

للبحث عن الكتب والبحوث الجامعية

وهذا كأنه يحدد درجة حرارة المنطقة التي تكون فيه
( إن كانت طبعاَ ضمن المناطق المدرجة فيه )
صراحة لم أجربته ، لذلك لا أعلم عنه شيئا

دليل Google للمواقع .. اكتشف المزيد و المزيد من المواقع
http://google.com/dirhp
التقويم الخاص بك من جوجل

جوجل إيرث ( برنامج القمر الاصطناعي الشهير )

ماسنجر الـ gmail

برنامج رسومات ثلاثية الأبعاد

محرر الصور

مجموعات جوجل .. كوّن واحدة .. أو اشترك في أحدها

مختبرات جوجل للعلوم العامة

احصل على مدونتك من جوجل

تقريباً .. تعني مشاركة الوثائق و الجداول بين زملائك أو شيء من هذا القبيل

براءات الإختراع

المواضيع العلمية المتعلقة بالعلوم الأحيائية وغيرها

شريط أدوات جوجل
للبحث عن أكواد البرامج ( للمتخصصين و المبرمجين )

خرائط جوجل

فروجل .. باحث المستندات والتقاريرالعالمي
http://froogle.google.com

كأنه خاص بسوق المال و الأسهم و الأخبار الإقتصادية

البحث عن الصور

الأخبار من جوجل

أكبر مسرحية في التاريخ

أكبر مسرحية في التاريخ
وصول أول إنسان الى القمر؟
في هذه الأيام يحتفل علماء الفضاء بمرور 40 عاماً على إطلاق الصاروخ " ساترن 5 " والذي يقل على متنه رواد المركبة " أبوللو 11 " الذين قاموا بحدث تاريخي وهو الهبوط على سطح القمر والذي كان خطوة صغيرة لرجل وقفزة عملاقة للبشرية.
وكان الحدث الأكبر الذي بدأ في 16 يوليو 1969، هو بداية نجاح لوكالة الفضاء "ناسا " في إنزال أول إنسان وهو " نيل ارمسترونج " قائد سفينة الفضاء " أبوللو 11" على سطح القمر، بعد وقت قصير من ارسال الاتحاد السوفيتي سابقا المركبة سبوتنيك إلى مدار حول الأرض، ويعتبرالأمريكيين هذا التاريخ قد غير وجه العلم إلى الأبد.ولكن هذا النجاح قوبل بنظرية المؤامرة والخداع والذي يعتبره الكثيرين واقعا ملموسا لا يستطيع أن ينكره أحد، لكن في مارس من العام 2005 قطعت وكالة الفضاء الاوربية " ايسا " ذلك الشك باليقين وقامت بتصوير مواقع هبوط مسابير الفضاء الروسية، إضافة إلى مواقع هبوط رحلات أبوللو الأمريكية، من خلال المسبار "سمارت ون" ولكن الصور لم يفرج عنها حتى الآن. وكان المسبار " سمارت ون" قد التقط صور لمواقع هبوط أبولو 11 و 16 و 17 وكذلك المواقع المسابير الروسية لونا 16 و لونا 20.
وأوضح العلماء أن الولايات المتحدة تخطط الآن في العودة إلى القمر وفق برنامج طموح في العام 2020 تمهيداً بعد ذلك في رحلات ماهوله إلى كوكب المريخ .رحلة أبوللو.. هل كانت خدعة ؟
بعد أن هبط نيل آرمسترونج أول إنسان على سطح القمر ثارت شائعات مفادها أن القفزة التاريخية العملاقة للبشرية لم تحدث على القمر وإنما حدثت على الأرض!.وبحسب أصحاب نظريات المؤامرة، فإن جميع رحلات أبوللو جرى تزويرها على الأرض، وهم يزعمون أن لديهم الدليل الذي يثبت ذلك، وقد ظهرت الكثير من الكتب وأشرطة الفيديو والأفلام والوثائقية التلفزيونية التي تبرز خدعة أبوللو. وفي أثناء ذلك، يهز مسئول وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" رؤوسهم بالنفي، ومن أبرز الذين اعتقدوا بنظرية المؤامرة فيما يتعلق برحلة أبوللو إلى القمر عالم الفضاء "ماركوس ألين". ويعتقد ماركوس أن الأدلة التي نشرتها "ناسا" من رحلات هبوط أبوللو على القمر لا تصمد جميعها أمام التمحيص والتدقيق، ولقد قام بفحص الصور التي التقطتها أبوللو وخلص إلى نتيجة مفادها أن بعض التلاعب بسجل أبوللو يبدو أنه قد حدث.وبالنسبة للصور، يعتقد ماركوس أن هناك بعض أوجه الغرابة فيما يتعلق بها. والجانب الأبرز في هذا الصدد هو المتعلق بالظلال التي تظهر في العديد من الصور.فضوء الشمس يسطع على القمر بأشعة متوازية، وبالتالي ينبغي أن تشكل ظلالا متوازية، ومع ذلك، فإن هناك دليل واضح من العديد من صور أبوللو على أن الظلال تنحرف عن بعضها البعض، تماماً كما لو كان مصدر الضوء قريباً جداً، ثم هناك السطوع الغريب للأجسام والذي ينبغي أن يكون مخفيا داخل الظلال، وهذه تبدو مثل نتائج إضافة الوميض "الفلاش" من قبل مصور في استديو.
والمسألة الثانية التي تثير الشك حول رحلات أبوللو هي الإشعاع القاتل، فمن المعروف أن الشمس تطلق أضواء ساطعة وكميات من الإشعاع قد تكون قاتلة في فترات فاصلة غير متوقعة، وبالتالي، فإن رواد الفضاء المسافرون إلى القمر سيحتاجون إلى وسائل حماية ضد الإشعاع مثل دروع الرصاص لكي يبقوا على قيد الحياة.
وأكد ماركوس أن لم يتم حمل أية دروع رصاصية على متن أبوللو، إذن كيف استطاع رواد الفضاء أن يتحملوا رحلة تستمر عدة أيام في الذهاب والإياب من القمر؟ وبحد علمي، فإن أي من رواد الفضاء لم يعان من أية أمراض مرتبطة بالتعرض للإشعاع، فالمصنعين لتلك البدلات أبلغوني بأنه لم يكن هناك حماية من هذا القبيل. وبخصوص درجة حرارة المركبة القمرية، يقول ماركوس أن التقارير التي صدرت عن رواد الفضاء في الرحلة أبوللو 11 الذين كانوا على متن المركبة القمرية تفيد بأن الجو كان بارداً جداً بحيث حرمهم من النوم، ومع ذلك، فإن المركبة القمرية كان يفترض أنها معرضة لطاقة الشمس الكاملة لمدة 22 ساعة، وأي شخص ترك سيارته متوقفة تحت أشعة الشمس في يوم صيفي حار لبضع ساعات يدرك أن السيارة من الداخل تصبح حارة جداً.إذن، لماذا ينبغي أن يكون القمر مختلفاً عن ذلك؟ كما أن المعروف أن درجات الحرارة على سطح القمر تتراوح ما بين 11-18 درجة مئوية، وهذا من شأنه أن يسبب ضرراً كبيراً بأي فيلم للتصوير. وهناك مسألة أخرى يثيرها ماركوس وهي كيفية سماع آرمسترونج وهو يتحدث إلى آلدرين مع وجود محرك صاروخي تحتهم بصوته العالي جداً وهو ينتج خمسة أطنان من قوة الدفع.ومن المستبعد أن يكونوا قد ارتدوا بدلاتهم الفضائية في ذلك الوقت لأن أزرار ومفاتيح التحكم الصغيرة على لوحة التحكم بالمركبة القمرية ما كان يمكن تشغيلها بصورة دقيقة مع ارتداء القفازات. ويرى ماركوس أيضاً أن شكل المركبة القمرية غريب هو الآخر، فهي تتألف من عدد كبير من الألواح المسطحة المصنعة من صفائح الألومنيوم الرقيقة بزوايا حادة، ومع ذلك يفترض أن تتحمل تعرضها لضغط يعادل 5.3 أطنان على المتر المربع الواحد من فراغ الفضاء، كما أن عملية إقلاع المركبة عن سطح القمر، يفترض أنه قد تم تصويرها من قبل السيارات القمرية التي تركت خلفها، وهذا أمر غريب ومستهجن.فالمحركات الصاروخية الخاصة بالمركبة القمرية استخدمت نفس الدوائر المستخدمة حاليا في صواريخ المناورة لمكوكات الفضاء والتي تنتج ألسنة اللهب، إذن لماذا لم تظهر الصور الملتقطة للإقلاع المفترض للمركبة القمرية عن سطح القمر أية لهب أو غاز عادم؟. لا تتوقف شكوك ماركوس حول رحلات أبوللو عند هذا الحد، فهو يرى أن "ناسا" كذبت بخصوص زعمها بأنها جلبت 380 كيلو جراماً من صخور القمر إلى الأرض.
ويقول ماركوس بهذا الخصوص: "صحيح أن العديد من الجامعات حول العالم قامت بفحص عينات من صخور القمر، ولكن كل فريق لم يتلق سوى عينة صغيرة من الغبار تزن بضع جرامات.ويمضي ماركوس قائلاً: لا أحد يشكك بأن الروس أرسلوا مركبة غير مأهولة إلى القمر وعادت بـ 300 جرام من مادة من القمر، وربما تكون المادة التي جرى تحليلها روسية وليست أمريكية. والنقطة الأخيرة التي تثور الشكوك حولها هي عدم وجود أي صورة يمكن التحقق من صحتها من مصدر مستقل لأي من المركبات القمرية الست أو سيارات القمر الثلاث أو أي من الأدوات الأخرى التي تركت على القمر من قبل برنامج أبوللو.وليس هناك أي صور التقطت من قبل مركبة التحكم الدائرة حول القمر ولا من مسبار القمر الأمريكي "كليمنتاين" ولا من تلسكوب هابل الفضائي، وفي الواقع أنه لا يوجد أي دليل يظهر آثار عمليات هبوط على القمر إلا باستثناء الأدلة المقدمة من "ناسا".
أكبر مسرحية في تاريخ البشرية



في بدايات الحرب البارده كان هاجس الاستحواذ على الفضاء الشغل لشاغل القوتين العظميين في ذلك الوقت الولايات المتحده الأمريكيه والاتحاد السوفيتي.
فكان السوفييت أول من وصل للفضاء عبر مكوك "سبوتنيك"، ووضع أول قمر صناعي في الفضاء، وكان يجب على الولايات المتحده الرد على السوفييت بطريقه أو باخرى.وكان الرد كان عبر برنامج " أبولو 11 " السير على القمر وكانت من أهم أهداف البرنامج:
سياسياً :
نجاح الحزب الحاكم كانجاز مبهر
اقتصادياً :
اكتشاف معادن جديده
عسكرياً:
نصب صواريخ فضائية
استراتيجياً:
التفوق على الاتحاد السوفيتيا
جتماعياً:
الواجهة العالمية
ولكن فشلت كل التجارب المكوك الذي سوف يهبط على القمر، وبعد ذلك انفجر الصاروخ قبل إقلاعه من الأرض، وتم اغتيال المحقق المسئول عن العمليه " توماس رونالد باردون" الذي كان مصر على إعلان فشل المهمه، ثُم بعد ذلك تم الإعلان عن أكبر خطوه بتاريخ البشريه.
فالكثير من المحللين يظنون أن خطوة "نيل ارمسترونج" هو أكبر مسرحيه بتاريخ البشريه جرى تصويرها بالقاعده العسكريه الغامضه "area 51 " لكن المهندس " بيل كيسنج" أثبت للعالم هذه الكذبه ومعه أكثر من دليل وأيده مئات العلماء. فعلماء الـ "ناسا" لم يستطيعو الرد على كل النقاط وكانت أغلب إجاباتهم مبهمه.
الدليل الأول : كيف استطاع " نيل ارمسترونج" أن يهبط بالمكوك الفضائي على القمر وهو فشل في كل التجارب التي قام بها على الأرض ؟!
الدليل الثاني: يوجد بالفضاء أشعه قاتله للإنسان وهي أشعة "Van Allen " والتي يعتقد إنها تصدر من الشمس والنجوم والغلاف الجوي يحمي الأرض، ويبعدها آلاف الكليومترات فقط وهو الأفق الذي يجب على رائد الفضاء أن لايتعداه ؟!
بعض الأمراض التي تسببها الأشعه وهى تساقط الشعر، ثم تقرحات بالجلد ، ثم سرطان، ثم الموت المحتم، وللحمايه من هذه الأشعه يحتاج يحتاج الجسد البشري لمواد عازلة مكونة من عدة طبقات خاصة يصل سمكها إلى 1.5 متر!!
الدليل الثالث: تصوير الفيديو للعمليه كان بمنتهى الوضوح على الرغم من أنه أغلب البث من الفضاء كان مشوش وضعيف ومتقطع بسبب تقنيات ذلك الوقت ؟!
الدليل الرابع: عند هبوط المكوك على سطح القمر كان صوت رواد الفضاء بدون أي صوت لهدير المحركات ؟!
الدليل الخامس: عند هبوط المكوك لم يثر أي أتربه كانت متواجده على السطح ومن المفترض أن تثير عاصفه تعلق لعدة أيام ؟!
الدليل السادس: كيف عندما هبط المكوك لم يحدث أي فجوه تحته التي من المفترض أن تحدث نتيجة الحراره الكبيره التي يولدها المكوك ؟!
الدليل السابع: ارجل قمرة القياده لم تحدث أي اثر على السطح على الرغم من وجود آثار خطوة " نيل ارمسترونج " وكذلك أيضاً تشاهد الأرجل نظيفه تماماً ؟!
الدليل الثامن: في الجزء المظلم للقمر تنخفض الحرارة إلى – 250 وفي الجزء المضئ للقمر ترتفع الحرارة إلى + 250 سترات رواد الفضاء ليس بها تبريد ويعادل درجات حرارة 250 فكيف ساروا على القمر في الجزء المضئ ؟!

الدليل التاسع والمضحك: العلم الأمريكي يرفرف على القمر رغم عدم وجود هواء في الفضاء ؟!

الدليل العاشر : عدم وجود أي نجوم في جميع الصور التي تم نشرها ؟!

الدليل الحادي عشر: تعليق الكاميرا بالسترة كان صعباً للغاية إذ تم تثبيتها على الصدر ورغم ذلك نجد آلاف اللقطات الممتازة تماماً ؟!

المصدر : مـحـيـط

عصـر مُـراد بيـه

عصـر مُـراد بيـه
يُحدِث الصبي ذو السنوات العشر صخبًا في فصل المدرسة الخاصة فتنهره المعلمة ، لكنه لا ينتهر ولا تحمر أذناه إنما ينظر في عينيها بتحد، ويقول ضاغطًا على كل كلمة من كلماته: انتي مش عارفة بتكلمي مين ؟؟.. إنتي نسيتي إن أهلي هما اللي بيدفعوا لك المرتب ؟.. وحياة أمي بكرة مش حتشتغلي في المدرسة دي!!
تصاب المعلمة الشابة حديثة الخبرة بحالة جنون هستيري ممزوج بالدموع، وتقتاد الصبي إلى مدير المدرسة الذي يتصل بأبيه.. طبعًا كلنا يعرف بقية القصة
الأب مراد بيه يأتي للمدرسة وينهال تقريعًا على المدرسة والمدير أمام ابنه ومن تيسر من تلاميذ أو عمال، ويكرر ما قاله ابنه من أن كل هؤلاء يتقاضون رواتبهم من جيبه، والأغرب هو أن شيئًا لا يحدث للصبي على الإطلاق.. فقط تطلب المعلمة أن يتم نقلها فلا تدرس لهذا الفصل ثانية.. أي أن تهديد الطفل قد تحقق بشكل ما لو أردت أن تأخذ الأمور بشكل متشائم
*******
من هو مراد بيه؟
هو شخصية ذات نفوذ وإن كان أحد لا يعرف مصدر نفوذه بالضبط
ترى على ملامحه ذلك المزيج الفريد من الصفاقة والغلظة والغرور الذي يفوق الحد، وقد تعلم تلك النظرة البوليسية الموحية بالأهوال والتي تقول "إنت مش عارف بتكلم مين"
يجيد إلقاءها وهو يفتح باب سيارته المرسيدس ليتشاجر مع هذا أو ذاك
لقد تغلغل مراد بيه في حياتنا إلى حد غير مسبوق
سيطر على كل مكان وكل مرفق
إنها الروح القبلية التي تضخمت في مجتمعنا والاستهانة بالقانون.. ما دمنا نحن من يرتكب الأخطاء ونؤذي فكل شيء على ما يرام والحياة حلوة
الجرم كل الجرم أن تُؤذى بفتح الذال
*******
مصر قد تحولت اليوم إلى فصل كبير من فصول هذه المدرسة الخاصة.. فصل لا يحترم أحدًا ويزرع في عقول أطفاله أن عدم احترام القانون هو جزء من السمو الاجتماعي
نحن أكبر من المدرس
اكبر من القانون
الضعفاء والفقراء فقط هم من يحترمون المدرس ورجل الشرطة ويقفون في الصف، بينما نحن سادة بنو مخزوم ومن يجرؤ على اعتراضنا ميت
*******
الأمثلة على ذلك كثيرة، وفي جعبة كل منا العشرات منها، لكني على سبيل المثال لا الحصر أذكر موضوع تقاطع شارعي (بطرس) و(سعيد) الذي يعرفه كل من يسكن في مدينة طنطا.. منذ أعوام وعند الثامنة مساء تقريبًا تلتقي في هذا الموضع عشرات من سيارات الشباب.. تراهم يسدون الطريق سدًا ويقفون خارج سياراتهم وأبوابها الأربعة مفتوحة، وموسيقا الكاسيت عالية جدًا وهم يتبادلون المزاح البذيء.. فلا يستطيع من يريد المرور عمل ذلك إلا بصعوبة وبعد ضغط آلة التنبيه عشرات المرات إلى أن يتنازل أحدهم ويغلق بابًا في قرف شديد، أما الفتيات فقد تعلمن أن يتجنبن هذا التقاطع بأي ثمن
الملحوظة المهمة هي أن أغلب لوحات السيارات تحمل رقمين أو ثلاثة لا أكثر، وهناك عدد من النسور واللوحات السود والزجاج الفيميه.. بينما يقف شرطي مرور ريفي بائس من طراز (يا سنة سوخة) على بعد ثلاثة أمتار منهم عاجزًا عن عمل شيء، فيكتفي بالتعرض لسيارات الأجرة هو لا يريد أن يجازف، ولابد أنه يذكر أمثلة كثيرة لزملاء له فشلوا في تبديد هذه المظاهرة أو عوقبوا .. وكل سائق أجرة يعرف أنه من المستحيل تفرقة هؤلاء لأن كل واحد فيهم ابن اللواء مراد بيه أو ابن المستشار مراد بيه ..ونحن نعرف كيف ينتهي كل كمين شرطة ببضع مكالمات بالموبايل .. و(كلم مراد بيه على التليفون).. فإذا رفض الضابط أن يضع الموبايل على أذنه، ويصيح الفتى في السماعة: يا مراد بيه .. الضابط مش عاوز يكلمك
هكذا يتلقى الضابط المغتاظ المكالمة واللوم ويعيد الرخصة للفتى
حبة جديدة تضاف لمسبحة غرور الفتى وثقته بأنه فوق أي قانون، وقصة جديدة يتفاخر بها في قعدات البانجو
*******
سيارة تتوقف في مكان ممنوع وحساس أمنيًا بالمطار، فيعترض رجل الشرطة، هنا يخرج من السيارة رجل ضخم فخيم يلوح بالموبايل وينزع نظارته السوداء ليسمح للنظرة الأمنية الثاقبة بالخروج، ويقول للشرطي بلهجة تهديد"أنا المستشار مراد كذا "برغم أن كلمة (مستشار) توجب عليه – كي يستحقها – أن يضرب المثل في احترام القانون
وبالطبع يمتثل الشرطي البائس ويتراجعهو الغلبان الذي أفطر فجلاً وتغدى عدسًا
هو القادم من (دشنة) ولو لم يأت البوكس ليحمله في نهاية الوردية لما عرف كيف يعود ولمات جوعًا
*******
وفي (مارينا) منذ أعوام – كما قالت الصحف - أوقف شاب يبغي استعراض القوة سيارته بالعرض لتسد شارعًا رئيسًا، فتبقى السيارة حيث هي أربع ساعات لأن أحدًا لم يجرؤ على استدعاء الونش لجرها.. ما دام الفتى قد فعل هذا، فهو على الأرجح ابن مراد بيه .. مراد بيه الذي قد يكون وزيرًا أو عضو مجلس شورى أو لواء كبيرًا في الداخلية، أو ربما هو صاحب مارينا نفسه
*******
المستوى الآخر الذي بلغته المشكلة هو الادعاء .. كل الناس تعلمت كيف تتصنع أنها تمت بصلة لـ مراد بيه .. لي صديق متأنق يجيد التمثيل، ويعرف في كل كمين مروري كيف يدعي أنه المستشار مراد كذا .. وقد ساعده الملصق الموضوع على زجاج سيارته والذي لا ينوي أن ينتزعه أبدًا
صارحته بأنها مخاطرة وأنه لو طلب منه رجل الشرطة هويته لوجد نفسه في مأزق، فقال في ثقة إن هذا مستحيل.. لا أحد يجرؤ على طلب هوية مراد بيه.. دعك من تلك النظرة الأمنية الغامضة التي تعلمها من أفلام مراكز القوى
*******
إنه ذلك الإحساس بعدم فعالية القانون، وأن هناك طبقة فوقه، وأن إجراءات التقاضي بطيئة، فإن تمت صار لديك حكم لا جدوى منه وعليك أن (تبلّه وتشرب ميّته).. وكما يقول الغربيون: إن لم تستطع هزيمتهم فلتنضم لهملا جدوى من هزيمة هؤلاء الذين صاروا يملكون مصر فعلاً، فلا مناص من الانضمام لهم بشكل ما.. عن طريق ابنك.. عن طريق النسب.. عن طريق المماحكة.. عن طريق لوحة سيارة عليها رقمان أو ثلاثة لا تقبل أن تبيعها مهما عرض عليك من مال
*******
هناك حل آخر هو البلطجة.. بعض الناس سيأخذون حقهم بأيديهم ما دام القانون لن يعيده لهم منذ أشهر استعمل أحد رؤساء الأحزاب – أستاذ قانون - مجموعة من البلطجية يقتحم بهم مقر الحزب، لأنه امتلك حكمًا لا يستطيع تنفيذه وهو مؤشر خطير جدًا على تراجع سلطة القانون واحترامه
أعتقد أن حوادث العنف سوف تتزايد باستمرار مع نمو هذه الطبقة وتنامي سلطة مراد بيه .. من لا يملكون مراد بيه سوف يلجئون إلى سوكة وسيد سوابق
*******
لماذا تتسابق الأسر على أن يدخل أبناؤها كلية الشرطة؟
هناك أسباب كثيرة لكن أهمها أنها تريد أن تملك مراد بيه الخاص بها والذي تخالف به القوانين .. ولتحقيق هذا تتصل بـ مراد بيه آخر ليسهل لها أن يصير ابنها مراد بيه .. كل أسرة تريد أن يكون عندها وكيل النيابة والمستشار فإن لم تجد واحدًا ناسبته أو تمحكت في قريب بعيد
هكذا تستطيع أن تخالف القانون كما تشاء
وترى السيدة تحدثك في فخر عن قرابتها لـ مراد بيه في الجمارك و مراد بيه في أمن الدولة و مراد بيه في دار القضاء العالي و مراد بيه في قسم الساحل.. حتى كأنها من هواة جمع الطوابع تحدثك عن مجموعتها الخاصة من الـ مراد بيهات
*******
المشكلة في مصر أن الأمر تجاوز مجرد لذة قهر الجيران.. إن النجاح الاجتماعي صار يقترن اقترانًا قويًا بالقدرة على خرق القوانين.. مش إحنا.. لقد تعبت كثيرًا حتى أبلغ مكانة تسمح لي بمخالفة القانون ولن أسمح لواحد من العامة بأن يحاسبني لقد وصل الدرس كاملاً إلى ابن مراد بيه وإلى كل طفل في ذات الصف معه
إلام سيصير هذا الصبي ؟
وإلام سيصير زملاؤه الذين رأوا المواجهة بين قيمة العلم والاحترام وقيمة النفوذ والبلطجة وعرفوا بوضوح من الفائز .. ؟
إلام سيصير الجميع بعد عشر سنوات؟
لا أتمنى أن أكون موجودًا لأعرف
*******
- د.أحمـد خالـد توفيـق -
مجموعة بريدية طارق فاروق

أمر لم تأتِ به

أمر لم تأتِ به
يحكى أن رجلاً تكالبت عليه المشاكل، وأصبح مهموماً مغموماً، ولم يجد حلاً لما هو فيه ...
فقرر أن يذهب إلى أحد (الحكماء) لعله يدله على سبيلٍ للخروج من الهم الذي هو فيه ...
وعندما ذهب إلى الحكيم .. سأله قائلاً: أيها الحكيم لقد أتيتك وما لي حيله مما أنا فيه من الهم فأرشدني ؟
فقال الحكيم بعد أن نظر في وجه ذلك الرجل: أيها الرجل سأسألك سؤالين وأُريد منك إجابتهما.
فقال الرجل: إسأل؟
فقال الحكيم: أجئت إلى هذه الدنيا ومعك تلك المشاكل؟
قال الرجل: اللهم لا ...
فقال الحكيم: هل ستترك هذه الدنيا وتأخذ معك تلك المشاكل؟
قال الرجل: اللهم لا ...
فقال الحكيم: أمرِ لم تأتِ به، ولن يذهب معك ... الأجدر ألا يأخذ منك كل هذا الهم . فكن صبوراً على أمر الدنيا، وليكن نظرك إلى السماء أطول من نظرك إلى الأرض .. يكن لك ما أردت ..
فخرج الرجل منشرح الصدر مسرور الخاطر مردداً:
( أمر لم تأت به ولن يذهب معك حقيق إلا يأخذ منك كل هذا الهم )

إنهم يأتون ليلاً

إنهم يأتون ليلاً

كلا.. لست مجنونًا.. أؤكد لك هذا..

أعرف أن تفسير الجنون سهل دائمًا، ويريح جميع الأطراف.. دعك من أنه ما من مجنون يعتقد ذلك في نفسه، لكن لنفترض للحظة وجود رجل راجح العقل يعرف مُصيبًا أنه راجح العقل..

إنها مسألة منطقية ذكرها فيلسوف ألماني اسمه (بوبر). كل ما لا يمكن نفيه لا يمكن إثباته.. عندما أقول إنني غير مجنون فأنت تقول لي إن كل مجنون يزعم ذلك. إذن أين الحقيقة العلمية؟.. ما الذي يمكن أن يقوله العاقل إذن؟ ماذا لو لم أكن مجنونًا؟

لكن دعنا من هذه التعقيدات ولنتكلم عنهم..

أعرف أن (هم) هذه تزيد الأمور تعقيدًا والطين بلة.. هذه نغمة البارانويا بلا زيادة أو نقصان. لكن لا سبيل للكلام عنهم من دون استعمال ضمير (هم).

أنت تشك في عقلي أكثر مع كل دقيقة.. أعرف هذا.. أراه في عينيك.. هذه مشكلة حقيقية عندما نحاول إثبات أننا على ما يرام، فنرتبك ونقول كلامًا غير مترابط...

أعيش وحدي.. هذا يجعل شكوكك ترقى إلى مرتبة اليقين..


الحقيقة أنني لا أحب الوحدة.. لكن عندما تتجاوز سن الخامسة والثلاثين وأنت غير متزوج، فإن فكرة الزواج تزداد رهبة وإفزاعًا.. أن تقتطع نصف عالمك لتمنحه لامرأة غريبة.. هذا شيء مريع.. شيء مرعب..

يمر يوم تلو الآخر.. وفي النهاية تجد أنك في الأربعين وأن فرصك قد قلت جدًا جدًا.. دعك من أنك اكتسبت عادات الذئب الوحيد، فلم تعد أية امرأة تتحمل أن تعيش في مكان واحد معك.

الوحدة قاسية فعلاً... تأكل وحدك.. تلعب الشطرنج مع نفسك.. تبدي ملاحظات وتسخر منها.. وفي لحظة بعينها تدرك أنك كنت تكلم نفسك طيلة ربع الساعة الماضي.. هناك أيام تتشاجر فيها مع نفسك أو تسيء فهمها.. لكني برغم هذا أؤكد:

لست مجنونًا..

عندما تدخل الفراش ليلاً وتنظر إلى غرفة الجلوس الخالية، التي تركت فيها بعض المجلات الفنية ملقاة على البساط، وهناك جهاز كاسيت به شريط لأغاني (محمد منير). تدخل الفراش وترفع الغطاء حتى العنق وتراقب شاشة التلفزيون بعينين لا تريان تقريبًا.. ثم تنام تاركًا جهاز التوقيت يغلق التلفزيون بعد ساعة...

عندما يحدث هذا، وعندما تنهض في الرابعة صباحًا بمثانة ممتلئة.. وعندما تتجه للحمام مارًا بغرفة الجلوس، وعندما تجد أن المجلات التي كانت متناثرة على البساط مجموعة في كومة واحدة، وأن الشريط لم يعد في جهاز الكاسيت، وأن هناك أعقاب سجائر في أكواب الشاي.. لاحظ أنك لا تدخن ولا تشرب الشاي.. وعندما تجد أن الغرفة تعبق بالتبغ..

عندما يحدث هذا فأنا لا ألومك.. أنا نفسي فكرت في ذلك.. قلت لنفسي إنني أمشي أثناء النوم. هذه وليمة لأي طبيب نفسي يحدثك عن شخصيتي الأخرى المكبوتة التي تتحرر أثناء النوم.. هذا شيء محتم..

لكن أي تحرر؟.. ما الذي يفعله هذا الآخر سوى شرب الشاي والتدخين؟.. هذا تحرر لا يحتاج لكل هذه الضوضاء..



على كل حال قد جربت أن أراقب نفسي.. لقد وضعت مقاعد كثيرة ودلاء مليئة بالماء حول الفراش. هكذا أفيق لو ارتطمت بمقعد أو سكبت دلوًا.. والنتيجة؟

نعم قلبت دلوًا وارتطمت بمقعد خلَّف كدمة في ساقي، لكن هذا حدث وأنا متجه للحمام.. وكانت غرفة الجلوس تحتفظ بذات الفوضى.. لقد حدث ما حدث قبل أن أصحو وليس بعده..

هل فهمت المشكلة؟

أضيف لهذا أن نفس الظاهرة تكررت عدة مرات.. ربما ثلاث مرات في الأسبوع.. أصابني الذعر طبعًا لكن ليس لدرجة أن أبيت في مكان آخر أو أبقى ساهرًا طيلة الليل.. هناك تفسير بسيط وسوف أعرفه..

الآن يمكن القول بكل شجاعة إن هناك من يسهر في غرفة الجلوس في داري يدخن ويشرب الشاي، وهو لا يحب (محمد منير)، فإذا أضفنا لهذا أنني غير مجنون فماذا نستنتج؟

حان وقت التجربة الإجبارية.. نسيت أن أخبرك أنني مدرس فيزياء وأن عقلي مرتب منظم ومنطقي سليم.. لهذا وضعت عدة خطوات..

الاستيقاظ في وقت غير مناسب.
تصوير ما يحدث خلسة..

سوف أضبط المنبه على الساعة الثانية صباحًا.. سوف أنهض وأفاجئ هؤلاء المتسللين وأعرف من هم ومن أين جاءوا...


دززززززززززززز!

المنبه صوت كهربائي غريب خافت لكنه يهز النخاع في العظام. هذه ميزة مهمة، فهو يوقظك لكن أحدًا سواك لا يسمعه..

هكذا نهضت بعقل مخدر مبلبل، وتناولت من على الكومود تلك المطرقة الثقيلة التي وضعتها جواري.

الحقيقة أنني أضعها هناك منذ فترة.. ثم إنني نهضت ماشيًا على أطراف أصابعي نحو غرفة الجلوس. وقفت خلف الباب لحظة ثم... لحظة.. إن قلبي يوشك على التوقف..

هوب!.

لا يوجد أحد هنا.. الغرفة خالية. لكن النور مضاء والدخان في الجو.. هناك مطفأة وهناك لفافة تبغ لم تمت بعد.. ما زالت ساخنة.. لقد كانوا هنا..

هرعت أبحث عنهم.. الشرفة مغلقة من الداخل.. لم يرحلوا منها.. رحت أفتش الشقة وأنا في قمة التوتر.. لا شيء..

شيء ركض على قدمي، فهويت عليه بالمطرقة دون تفكير.. تعرف حالة الذعر هذه حينما يستعيد المرء انعكاسات الوحوش التي فقدها.. كنت سريعًا جدًا وقد فوجئت عندما وجدت أنني صرعت فأرًا.. فأرًا تسلل للشقة في ظروف غامضة وكان تعسَ الحظ فعلاً. في لحظاتي العادية لا يمكن أن أتمكَّن من اقتناص فأر.. دعك من أنني سأصرخ وأثب على مقعد، لكني الآن شخص آخر ولو برز لي إنسان لهشمت وجهه بنفس البساطة..

أخيرًا دخلت إلى الحمام فغسلت يدي وساقي.. أنا وحدي في الشقة ولا شك في هذا. هؤلاء سمعوا صوت المنبه ففروا، ولكن كيف ما دام كل شيء مغلقًا من الداخل؟يعلم الله كيف نِمت..
وفي الصباح اتخذت قراري: أنا مجنون أو على أقل تقدير لا يعمل عقلي كما يجب. كل شيء يقول إنني من يفعل هذا ليلاً..

هناك تفسير آخر لا يروق لي هو أن هؤلاء جان أو شياطين أو عفاريت.. أي شيء من الكائنات الخارقة للطبيعة، لكن ما الذي تفيده من الإقامة في بيتي؟.. الأطباء النفسيون سيقولون إن الوحدة تجعلني أرى ضلالات..

لمشعوذون سيقولون إن الوحدة تجلب الشياطين، خاصة لو كنت أتأمل نفسي في المرآة كثيرًا وأمضي وقتًا أطول من اللازم في الحمام..
لا توجد حلول سوى أن أستجلب صديقًا أو زوجة ليعيش معي هنا.. أو أن أبيع الشقة وأنتقل لمكان آخر..

على كل حال لم يبق سوى التصوير...هكذا قمت بتوصيل دائرة ممتازة.. هناك كاميرا فيديو موضوعة في الغرفة، وقد توارت تحت منشفة وثياب قديمة فلا تظهر منها سوى العدسة. في الواحدة صباحًا سوف أبدأ تشغيل كاميرا الفيديو وأنا في غرفتي.. الكاميرا تتصل بكابل AV طويل جدًا يبلغ غرفتي. هذا التلفزيون الصغير سيجعلني أتابع ما يحدث هناك.. ثم أُغلِق الكاميرا متى شئت..

هكذا تناولت عشاء خفيفًا يعلم الله كيف تقبلته معدتي، ثم دخلت إلى الفراش في منتصف الليل.. رحت أطالع كتابًا صغيرًا وأنا لا أكف عن شرب القهوة.. هؤلاء استفادوا كثيرًا من ثقل جفوني وسهولة تسرب النعاس لوعيي. يجب أن أسهر...

الواحدة صباحًا.. جالسًا في الفراش قمت بتشغيل الكاميرا ونظرت إلى شاشة التلفزيون الصغير على الكومود. ممتاز.. أرى الغرفة بشكل لا بأس به، وإن كانت بعض قطع الثياب تغطي الكادر من أعلى لكنها رؤية كافية..الغرفة خالية.. كل شيء كما تركته..

جرس الهاتف يدق.. الهاتف في الصالة. اخرس يا أحمق.. لا أريد أن أجازف بالخروج وإفساد كل شيء.. الليلة أعرف إن كنت ضحية أم مجنونًا أم ممسوسًا.. اخرس..فجأة تجمد الدم في عروقي..

هناك من رفع سماعة الهاتف ليرد…!

إن هناك شخصًا بالصالة الآن.. لا أعرف ما يقول بالضبط لكنه يتكلم..

ونظرت لشاشة التلفزيون..

كلا.. رحماك يا رب!... لا أصدق ما أراه!.. لا أريد أن أصدق ما أراه!

كليك.. كليك..

فرغ رجل المختبر الجنائي من التقاط عدد من الصور.. بينما وقف المقدم (هاني) ينظر للجثة الممددة على الفراش.. برغمه لم يستطِع أن ينظر للوجه..

اتجه نحو صديقه (مصطفى) وناوله لفافة تبغ وأشعل واحدة لنفسه، ثم سأله:

ـ هل تشكّ في شيء؟



قال (هاني) وهو ينفث سحابة الدخان الكثيفة:

ـ لا يوجد ما يحمل على الشك في شيء.. الشقة مغلقة تمامًا من الداخل، لكن ذلك التعبير على وجهه.. هذا الرعب الذي لا يوصف.. هذا الهلع.. ما الذي رآه هذا الرجل؟

ـ رأى الموت.. هذا مخيف كما ترى

ـ أنا لست طفلاً.. لقد رأيت الكثيرين ممن رأوا الموت، لكن هذا الرعب لم يكن على وجه أحدهم.. رأيي أنه رأى شيئًا أثار هلعه وهكذا أصيب بنوبة قلبية ومات.. إن الطبيب الشرعي سيُؤكد هذا على كل حال أو ينفيه..

قال (مصطفى) في سخرية:

ـ التليفزيون كان مفتوحًا.. هل تعتقد أنهم يذيعون أفلامًا مرعبة لهذا الحد؟

قال (هاني) وهو يجلس على طرف الفراش:

ـ هناك كاميرا فيديو في غرفة الجلوس تتصل بهذه الشاشة.. لماذا فعل ذلك؟.. الفيلم المرعب الذي كان يراه كان في قاعة الجلوس.. وهو فيلم حقيقي لكننا لا نعرف ما فيه.

ثم طوح بباقي اللفافة وأردف:

ـ هناك احتمال آخر.. هناك سلك عارٍ في هذا الجهاز يمكن أن يكون قد لمسه.. نفس ما يحدث للحمقى الذين يستعملون (السيشوار) في الحمام..

ـ الجثة غير مكهربة.. لقد لمسناها..

ـ إذن كيف مات؟!

ـ أنت تضيّع وقتك.. النوبات القلبية تحدث للجميع وفي أية سن.. سمعت من طبيب أن النوبات القلبية تتزايد في ساعات الصباح الأولى.. هذا الرجل كان ساهرًا يُشاهد التليفزيون وفجأة.. الألم يتزايد.. إنه مذعور.. يحاول الصراخ.. ينهض.. ثم يسقط على الفراش ميتًا وعلى وجهه أعتى علامات الرعب.. هكذا نريح ونستريح.

ـ هناك مشكلة أخرى.. الآثار في غرفة الجلوس تدل على وجود عدة أشخاص.. هناك من كانوا معه ولعلهم رحلوا وتركوه وحده قبل أن يموت.. أغلق الباب خلفهم وعاد لفراشه.. لكن مَن هم؟.. ولماذا يُراقب غرفة خلت من قاطنيها؟

ابتسم (مصطفى) وألقى بلفافة تبغه بدوره، ثم تأكد من أن رجال المختبر أنهوا عملهم.. هنا دخل رجال الإسعاف بالمحفة..

ـ من المحزن أن ترى شخصًا بلا أقارب على الإطلاق.. ليست هناك زوجة باكية أو أم دامعة أو أخ ثائر أو.. أو.. لابد أن الناس تتزوج هروبًا من لحظة كهذه بالذات..

قالها (هاني) وألقى نظرة أخيرة على الشقة قبل أن يرحل..


*********

الجيران في البناية المقابلة هم الذين أخبروا البواب..

إنها الثالثة صباحًا والطقس بارد.. لهذا لفّ البطانية حول عنقه ورأسه، واستغفر الله ثم خرج إلى الإفريز خارج البناية، لينظر لأعلى نحو الشقة.. كان الظلام دامسًا؛ لذا لم يكن من الصعب أن يعرف أن كلامهم صحيح، بالفعل الشقة مضاءة..

لا توجد أخطاء.. هو لم ينسَ إغلاق الأضواء.. الشقة مغلقة تمامًا.. ليس لهذا كله سوى معنى واحد..

لكنه برغم ذلك أحضر العصا الثقيلة (الشومة) وصعد في الدرج إلى الطابق الثالث.. كان المفتاح معه منذ خلت الشقة، لذا أولجه في القفل ودخل..

بالفعل كانت مضاءة تمامًا.. تنحنح ودخل إلى الصالة وهو يزن ثقل الشومة في يده ليتأكد من صلاحيتها للقتل..

دخان السجائر يتصاعد من غرفة الجلوس.. اتجه هناك ونظر بالداخل.. لا يوجد شيء سوى قطع الأثاث التي لم يمسّها أحد منذ شهرين.. كل شيء في الغرفة يوحي بأن أحدهم كان هنا منذ قليل.. لكنه لم يعد...

قرأ المعوذتين، ثم اتّجه ليغلق سكين الكهرباء؛ ليقطع الكهرباء عن الشقة.. وعندما غادرها لم يستطِع إلا أن يفعل ذلك ووجهه نحوها، فلم يعطِها ظهره قط..

لا جدوى من البحث عن تفسير.. لقد صار موقنًا من أن هذه الشقة تُخفي سرًا لا يجب الكلام عنه.

نظر محمود شاكر إلى الشقة المتسعة والتي تكوّمت فيها قطع أثاث قديمة لم يعن أحد بنقلها، وسأل البواب:

ـ هل أنت متأكّد من السعر؟.. إنها رخيصة فعلاً.. لا يجب أن أقول هذا، لكن (الحاج) صاحب البيت ليس هنا على كل حال.

قال البواب وهو يتحاشى عيني محمود:

ـ هذه مسألة أرزاق.. وأنت رجل سمح كريم، لهذا تجد هذه الفرص..

ـ وماذا عن هذا الأثاث؟.. مَن صاحبه؟.. الشقة ليست مفروشة حسب العقد

قال البواب وهو يعدّ الأوراق المالية:

ـ المالك القديم لم ينقل حاجياته كلها.. هذه الأشياء لك أن تأخذها أو تتركها أو تتخلّص منها


ثم تذكّر شيئًا فعاد يسأل:

ـ قلت إنك لست متزوجًا يا بك؟

ـ نعم.. أنا مقطوع من شجرة لو راق لك هذا التعبير.. لماذا تسأل؟

ـ صدفة غريبة.. هذه الشقة تجذب العزاب لسبب لا أدريه.. منذ أسبوع عاينها زوج وزوجة لديهما ثلاثة أطفال.. لكن يبدو أنها لم تعجبه..

ـ الأعزب لا يطلب سوى مساحات ضيّقة كما تعلم.. سوف أحضر حاجياتي اليوم أو غدًا..


********


لم أكفّ لحظة عن اعتبار نفسي حيًا أرزق مثلك ومثله.. هذه شقتي.. هذا بيتي.. صحيح أن بعض المضايقات تحدث؛ مثل ذلك الصخب الذي أحدثه رجال الشرطة -وهو مشهد لم أرَه من قبل إلا في السينما- والمرات التي اقتحم فيها البواب المكان ليفتش.. فيما عدا هذا كل شيء على ما يرام..

الآن لا أشكو الوحدة..

إنهم يأتون ليلاً... كلنا نأتي ليلاً لنجلس ونتكلّم.. بعضهم يشرب الشاي ويُدخّن، لكني لم أسألهم قط من أين يأتون بهذه الأشياء.. كيف يمكنك شراء السجائر وأنت بهذه الحالة؟.. كيف يمكنك تشغيل جهاز كاسيت؟

المشكلة الوحيدة هي أنهم جميعًا يبدون كما كانوا لحظة الرعب الأعظم.. يمكن أن يتوقف قلبك ذعرًا لو رأيت نظرة الهلع هذه.. لكني أقول لنفسي إنني بالتأكيد أبدو مثلهم.. من حسن الحظ أن المرايا لا تعكس صورنا.. أحيانًا يمكنك أن ترانا وأحيانًا لا، لكننا نظهر غالبًا في الكاميرا، وأعتقد أن لهذا علاقة بطول الموجات التي نعكسها..

إنهم يأتون ليلاً.. ولكننا نتفرّق قبل الفجر..

كل واحد منهم وحيد كذئب.. قضى أيامًا من الحيرة والقلق متسائلاً عمن يأتون ليلاً.. ثم اكتشف الحقيقة في قلب الظلام وهو وحده، ثم صار يأتي ليلاً مثلهم.. لقد صار منهم..

كم عددنا؟.. لا أعرف.. هناك وجوه لم أرَها سوى مرة.. وهناك وجوه تأتي كل ليلة.. هناك وجوه لن تعود أبدًا.. وهناك وجوه سوف تأتي..

القادم الجديد شاب وحيد اسمه (محمود شاكر).. أعتقد أنه شاب ظريف مهذّب.. لكني للأسف لا أستطيع نيل صداقته.. الآن..

لقد أحضر أثاثه وحاجياته وبدأت حياة جديدة تدبّ في الشقة، يحاول أن يكون سعيدًا لكنه لن يقدر على ذلك..

سوف يصحو ذات يوم في الثالثة صباحًا.. سوف يقف على باب غرفة الجلوس وينظر لنا ويرمش بعينيه اللتين يغشاهما النعاس.. سوف ينظر لنا فلا يرانا، لكنه يرى الفوضى المادية التي سببناها.. سيشم رائحة التبغ ويرى كوبًا مقلوبًا..

إنه متوتر.. إنه لا يفهم.. يشكّ في سلامة قواه العقلية..

سوف يُكرر هذا عدة ليالٍ.. سوف يُفكر في حلول ثورية.. ربما تقع عيناه علينا عن طريق الصدفة.. ربما يلتقط صورة فوتوغرافية للغرفة الخالية فيرانا على الفيلم..

لن يطول الأمر.. وسرعان ما يجد أنه صار واحدًا منّا ويعتاد أن يأتي ليلاً..

لم أعد خائفًا.. لقد صرت مخيفًا!


- تمت -
منقووول

د. أحمد خالد توفيق