ياريت نفهم الرسالة دي
سوزوكــــي
إختبــــار
قــرد
زرافــــة
ماهي إجابتك الان؟
الأن إنزل بالسهم للأسفل لتري تحليل الاجابة
اذا كانت اجابتك :
الزرافة = انت انسان غير واقعي
الاسد = انت انسان غير صادق
القرد = انت انسان مغفل
سنجاب = انت انسان ميئوس منك
لأن النخلة لا تثمر موز
إطلع أجازة أفضل ... لأن مخك ضارب للأخر!
أبي .. أين الله ؟
الكثير من المسلمين وللأسف
لا يعرفون أين ربهم !!
في السماء مستو فوق عرشه
بائن عن خلقه
ولقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم
جارية من الجواري بأنها مؤمنة
لعلمها بكون الله تعالى في السماء
وأنه صلى الله عليه وسلم رسول الله
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
قـــال وقـــالت
حياة غير طبيعية
الرد بتاعه خلاني أفكر في حاجات كتير، كان رده بكل سهوله واختصار،
تعلم أن تبقى فمك مغلقاً أحياناً
كاش فيستا ومعلومات مهمة جدا
خلينا متفقين على شوية حجات ...أرجوك ركز فى الكلام دا أوي
1- فى اول كل شهر(نفترض شهر يوليو) العداد بيصفر .. ولما تفتح صفحتك حتلاقي كل النقاط بتاعت (يونيو) وضعت فى جدول اسمه last month وتلاقى جدول من فوقيه اسمه current month دا اللى بيجمع نقاط(يوليو) اول بأول لحد ما يجي اول الشهر اللى بعده(أغسطس) ويحطه فى الـ current month وبتاع شهر يوليو بيتحط فى الجدول last Months ... وبتاع يونيو أتحط فى جدول اسمه Previous months دا بيجمع فيه كل الشهور اللى فاتت وهكذا لحد ما توصل للحد اللى انت محددة فى الـprofile بتاعك (50 دولار) تمام كده. حلو اوى
وكان الجدول اللى فى اول الصفحه بيقوللى ان معدلك فى شهر مايو 0,010 دولار(واحد سنت) بعد 20 يوليو و فى يوم 25 يوليو بالتحديد ظهر التقرير لشهر يونيو وقدروا يحددوا المعدل بتاعى وكان بالشكل دا
وجدول الـ last month حصله تعديل عليه بالشكل دا
1- عدد النقاط اللى جمعتها من البار فيستا
(60,000 + 16,133 + 7000 + 300 = 83,433)
ياجماعة الموضوع بينحصر فى حاجة واحدة بس .... فى عدد الناس اللى ممكن تجبهم عن طريقك... الكلام واضح فى المثال دا
المستوى الأساسي :0.01 دولار * 1 شخص واحد * 100% = 0.01
المستوى الأول :0.01 دولار *20 شخص (وظيفتك استقطابهم) * 15% = 0.03
المستوى الثاني :0.01 دولار *5 أشخاص(معدل مفترض سيأتي به كل من استقطبته) *20(الأشخاص الذين استقتبطهم) * 7% = 0.07
ثم تستمر العملية على افتراض أن كل واحد من المدعوين أتى بخمسة فقط (كمعدل نشاط):
المستوى الثالث :0.01 *5*5*20 * 5% = 0.25
المستوى الرابع :0.01 *5*5*5*20* 5% = 1.25
المستوى الخامس :0.01 *5*5*5*5*20* 5% = 6.25
المستوى السادس :0.01 *5*5*5*5*5*20* 3% = 18.75
المستوى السابع :0.01 *5*5*5*5*5*5*20* 1% = 31.25
المستوى الثامن :0.01 *5*5*5*5*5*5*5*20* 1% = 156.25
لو تحقق الكلام دا فكده الواحد حيكسب حوالى 214 دولار فى الساعة أو الساعتين ودا زى ماقلنا من غير إشتراك فى عروض الأسعار.
فأنا لا اريد أن أتحمل وزر الأخرين
يوم أعمى
ماذا سيحدث لو إختفى البشر
من مجموعة بريدية طارق فاروق
أخضر
لم استطع الذهاب الى العمل اذ لازلت تحت تأثير صدمة الامس.. ترى اين هى الدكتورة منال الان؟
*******
الاربعاء 26 مايو
الدكتورة منال لم تأتِ الى العمل اليوم
*******
الخميس 27 مايو
لقد بدأت اقلق على الدكتورة منال.. انها لم تأتِ اليوم ايضا
*******
الثلاثاء 2 يونيو
لقد اختفت الدكتورة منال قضيتُ الايام الماضية فى انتظارها.. ثم بدأت ابحث عنها حتى اننى تمكنت بوسيلة ما من الحصول على عنوان منزلها وذهبت الى هناك لأطمئن عليها وان كان هذا ليس من حقى فى الواقع لكنى لم اجدها هناك كذلك اين ذهبت الدكتورة منال؟
*******
الجمعة 6 يوليو
لم أعد منتظما فى كتابة مذكراتي.. لكن ما حدث اليوم يستحق التسجيل حقا فى السابعة مساءا كنت اتابع ذلك البرنامج التلفزيونى الشهير حين سمعت طرقات على باب منزلى فنهضت متململا لافتح الباب وانا ادعو الله الا يكون الحماس قد استبد برفاقي ودفعهم للمجىء الى هنا.. لكنى حين فتحت الباب اطلت عليّ الدكتورة منال بابتسامتها الهادئة لتصيبنى بحالة من الذهول عجزت مها عن النطق كانت هى من نطقت
لتقول: مرحبا.. اين كنت؟ بحثت عنك فى كل مكان.. ارتد ملابسك وهيا بنا
ـ الى اين؟
ـ الى هناك.. الى المحمية
سأتجاوز كل التفاصيل التى لا داع لها وسأقفز الى اللحظة التى دخلنا فيها الى المحمية لنجد نباتنا النادر وقد استطال حتى كاد يلامس السقف.. لست افهم شيئا فى النباتات لكن نمو هذا النبات غير طبيعى وانا اثق فى هذا
ـ هذا النبات غير طبيعى
قالتها الدكتورة منال ثم واصلت: الدخان الاخضر الذى تنفسناه لقد كان ذا تاثير غير طبيعي.. لقد قضيت الايام الماضية فى دراسة تأثير هذا الدخان علينا
سألتها بحذر: وهل توصلت الى شىء محدد؟
ـ تحسس نبض يدك رجاء
ـ لماذا؟
ـ لأنك لن تشعر بشىء
ـ ماذا؟
وتحسست يدى بدهشة بحثا عن اى نبض.. فتحولت دهشتى الى ذعر حقيقى حين شعرت بيدى الباردة ميتة تماما.. لا نبض فيها ولا حياة لقت الى الدكتورة منال بسماعة طبية قائلة بذات الشرود: خذ هذه لو اردت التأكد.. لكننى سأخبرك بالنتيجة مسبقا.. لا نبض.. قلبك توقف عن الخفقان مثل قلبى بالضبط
شعرت بالسخف مما اسمعه لكن يدى الباردة ظلت صامتة لا تنقل الى اناملى اي نبض.. فجربت ان اضع السماعة الطبية على صدرى وبعد اصغاء استمر لبضع دقائق تأكدت لى حقيقة ان قلبى متوقف عن العمل تماما
خط طويل سخيف.. هذا هو ما سيسجله جهاز رسم القلب لو وصلته الى صدرى الان
سألتها والافكار تثور فى رأسى: وما الذى يعنيه هذا؟ هل هل متنا؟
لكن اجابتها جاءت اكثر غرابة: لا.. لم نمت.. بل نتحول
*******
السبت 7 يوليو
من الان عليّ الانتظام فى تسجيل مذكراتى لتسجيل اى تغيرات تطرأ على جسدى كما طلبت منى الدكتورة منال
عادت الدكتورة منال الى العمل لتواصل دراستها على ذلك النبات الشيطانى المستمر فى النمو حتى كاد يحتل المحمية الطبيعية كلها بسيقانه الملتوية وأوراقه التى تصدر ذلك الغاز الأخضر يجب ان نفهم ما حدث لنا.. يجب
حين عدتُ الى المنزل فحصت جسدى امام المرآة بحثا عن اى تغيرات فلم اجد شىء غير طبيعى لازلت نحيفا كئيب الملامح ولازلت عظامى البارزة تؤكد على فقرى المدقع
فقط لا قلب ينبض رغم لاستحالة هذا طبيا او علميا كما اكدت لى الدكتورة منال لكننا قررنا الاحتفاظ بهذا كله سرا حتى تستطيع الدكتورة منال كشف طبيعة ما اصابنا ترى هل ستستطيع الدكتورة منال فعل هذا حقا؟
*******
الاحد 8 يوليو
على الاقل اصبح هناك رابط حقيقى بينى وبين الدكتورة منال.. حالتنا العجيبة ازالت حواجز كثيرة بيننا واصبحت اقضى جم وقتى معها فى المحمية الطبيعية حتى بعد انتهاء الدوام الرسمى لاحظنا اننا فقدنا شهيتنا للطعام كأنما أصبح جسدنا الميت يأبى اى طعام.. كذلك تقلصت ساعات نومنا الى ساعتين فقط يوميا ويبدو فى طريقنا للاصابة بالارق الدائم
الدكتورة منال تحولت الى الة رصد ترقب كل مايفعله النبات وتدرس تلك التموجات المتضخمة التى يصدرها على امل ان تحمل لنا اى تفسير على كل حال لم يحمل لنا اليوم اى جديد
فقد لاحظت اننى حين جرحت يدى بطريق الخطأ لم انزف اى دم سؤال اخر ننتظر ان يجيبنا عليه هذا النبات النادر
فهل يفعل؟
*******
الاثنين 9 يوليو
لم نعد ننام واصبح الارهاق هو السمة الغالبة عليّ وعلى الدكتورة منال المسئولون عن المؤسسة لاحظوا وضعنا ولم يبدوا اى اعتراض ولا بد انهم اعدوا ملفا جديدا عني يسجلون فيه ملاحظات مبهرة لكن ملف النبات ذاته ظل يحمل علامات استفهام لا اجابات لها.. حتى قررت الدكتورة منال اجراء تجربة عجيبة لم افهمها بالظبط
لكننى سأنقل لك ما قالته لي حرفيا: سنحاول تحويل هذة الموجات التى يصدرها النبات الى صورة اخرى من صور الطاقة لعلّنا نفهم ما الذى تعنيه
وعملاً بهذه القاعدة احضرت الدكتورة منال مجموعة عجيبة من الاجهزة اخذت توصلها بالجهاز الذى يسجل موجات النبات.. واخذت انا اراقب هذا كله منتظرا اى نتيجةعلى كل حال مر اليوم سريعا دون ان نظفر بهذه النتيجة الموجودة
وما زلنا ننتظر
*******
الثلاثاء 10 يوليو
يجب ان اسجل كل ما حدث بسرعة فلا وقت املكه
اليوم تمكنت الدكتورة منال من حل لغز هذه التموجات.. فلقد استخدمت برنامجاً خاصاً يحول تموجات الطاقة تلك الى لغة.. الى حروف مطبوعة.. الكمبيوتر فعلها وبرامج الترجمة حولت لنا ما يقوله النبات الى
ـ "لا وقت.. لا وقت"
الدكتورة منال اوصلت الاجهزة الجديدة بالكمبيوتر الذى قرأت على شاشته هذه الكلمات الرهيبة
ـ حان وقت عودتنا.. هناك اجساد بشرية تصلح لعملية الانتقال
هذه الكلمات كان يصدرها النبات فى صورة الموجات المتضخمة.. وهذا يفسر كل شىء أجسادنا ميتة لأنها لم تعد ملكنا.. بل ملكهممن هم؟
لا اعرف.. ولن اجد الوقت لأفعل
الدكتورة منال وجدت حلا جذريا للمشكلة كلها
انها تشعل النار الآن فى المحمية بعد ان حبستنا فيها
حاولت منعها لكن
رباااه.. النبات.. انه
*******
"الملف 1019 قسم الابحاث العلمية"
الى هنا تنتهى المذكرات التى عثرنا عليها بعد ان احترقت المحمية الطبيعية ولولاها لما فهمنها شيئا مما حدث
الدكتورة منال وعامل النظافة المسكين الذى لا أفهم كيف كان يكتب مذكراته.. هذان كانا الضحيتيتن الوحيدتين للحريق يبدو ان الدكتورة منال كانت تحاول التخلص من النبات لكنها فشلت
النبات لم يحترق.. كأن النار لا تؤثر فيه بالمرة.. وهكذا تمكنا من دراسته لنفهم ما حدث وما سيحدث النبات كان يصدر غازا خاصا يؤثر على الاعصاب ويصيب من يتعرض له بالجنون.. وهذا يعنى اننا نجحنا
هذا هو السلاح البيولوجى الكامل كما اردنا.. ولولا اننا قررنا التضحية بالدكتورة منال لما تأكدنا من فاعليته
يمكننا الان اغلاق الملف
واعلان ان التجربة ناجحة
.. ناجحة للغاية
-د.عادل فهمي-
*******
تمت
-د.تامر إبراهيم-
مجموعة بريدية طارق فاروق
في إنتظار التترات
*******
ونظرت في حسرة إلى الجثة.. جميلة جدًا للأسف ولم أقبِّلها ولا مرة، لكن سيكون عليّ أن أحرق جثتها وجثة صاحب الحانة لأن هذه المسوخ تنهض دائمًا في الوقت غير المناسب
هكذا أحضرت عددًا من زجاجات الخمر وسكبتها على الجثتين وتأهبت لأن أشعل عود ثقاب، عندما سمعت من يقول بصوت واهن: المقبرة.. كل شيء بدأ من المقبرة
مشيت بحذر نحو مصدر الصوت فوجدت ذلك المزارع العجوز يجلس على الأرض في ركن القاعة محملقًا في الفراغ وهو يردد: المقبرة.. اذهب هناك لتعرف بنفسك
عندما دققت النظر أدركت أنه كفيف.. القاعدة الأولى في أفلام الرعب هي أن العجوز أو الأبله الذي يردد: (المقبرة أو البحيرة) صادق دائمًا ويعرف الكثير، لكنه كذلك يموت مبكرًا جدًا. القاعدة الثانية المهمة هي: لا تذهب هناك أبدًا... (هناك) هذه قد تكون أي مكان.. فقط لا تذهب إليه
تركته حيث هو وقد نسيت موضوع الحرق هذا.. في الخارج كان العصر يغمر البنايات بشمسه غير الرحيمة، وكانت الريح الساخنة تهب من مكان ما مع الرمال
*******
رأيت من خلف البناية سيارة شرطة تقترب.. إنه المأمور.. يترجَّل منها وهو يحمل بندقية من الطراز الذي يشدون فوهته للتلقيم فتحدث صوت (كليك كلاك كليك).. لا أعرف اسمها لكنها موجودة دائمًا في هذه الأفلام
صبرًا.. لقد سمِع صوت الطلقات وجاء يتبين الأمر.. مأمور الريف بالكرش والسروال المتدلي والقبعة والنجمة على صدره وكل (الألاطة) اللازمة..
لكن هذا المأمور يملك شيئًا آخر هو اللسان المشقوق الذي يخرج ويدخل بلا توقف.. إنه منهم لو كان لي أن أقول هذا
كان ظهره لي ولم يكن أمامي الكثير من الوقت لأتردد.. أحكمت التصويب ثم أطلقت رصاصة دقيقة على رأسه.. استدار ونظر لي ثم سقط أرضًا.. المؤثرات الخاصة بإطلاق الرصاص غير متقنة في هذا الفيلم.. كان ينبغي أن تقذفه الطلقة للأمام وأن نرى الثقب بوضوح والدخان يتصاعد منه، فلابد أن هذا فيلم قليل التكاليف صنعه مستقلون عن نظام هوليوود
Indies
على كل حال اتجهت لجثته وانتزعت البندقية من يده سوف تكون مفيدة عندما نصل لذروة الفيلم
اتجهت إلى سيارة الشرطة واتخذت موضعي خلف المِقود.. كان صوت جهاز اللاسلكي عاليًا فسمعت من يقول: (روي).. نحن متأكدون من وجود شاب وفتاة في الحانة.. سنعد النار ومعدات الشواء إلى أن تعود بهما
فهمت.. هذه القصة مكررة أكثر من اللازم.. حسب أفلام الرعب الأمريكية، فمن النادر جدًا أن تقابل بلدة في ضاحية يأكل أهلها الدجاج واللحم البقري.. كلهم يأكلون البشر
بدأت الجثتان في الحانة تتحركان.. تمشيان.. ثم رأيتهما على الباب.. سارة وصاحب الحانة يتقدمان نحوي.. طبعًا تُمسِك سارة بذراع العجوز الكفيف وتقضم منها قطعًا.. لقد صار هذا مملاً خاصة أن الذراع غير متقنة الصنع
أدرت المحرك وأنا أعرف أنه لن يدور.. مهما كانت السيارة جديدة فالمحرك لن يدور ما دمت أستخدمها للهرب...هيا.. كرو كرو.. كرو كرو.. كرو كروأخرجت فوهة البندقية من النافذة وفجَّرت رأسي الاثنين مرة أخرى.. ثم عدت أحاول.. أخيرًا.. دارت السيارة وانطلقت تنهب الطرقات
صحت في فرحة ونظرت لمرآة الرؤية الخلفية فرأيت ذلك الشيء الذي كان يتوارى في المقعد الخلفي!.. لقد نسيت أنك لا تنجح أبدًا في الفرار بالسيارة في أفلام الرعب
الأسوأ هو ذلك الصف من الموتى الأحياء الذي يقف ليسد الطريق عليّ.. لا يهم.. سوف أصدم هذا الجمع فأمزق عشرة على الأقل
*******
اندفعت السيارة وسط صفوف الموتى الأحياء.. إن ذوي الأعناق الحمراء
Rednecks
لا يطاقون أصلاً، فكيف لو تحولوا إلى زومبي؟
يمدون أيديهم عبر الزجاج.. أحدهم وثب على الزجاج واصطدم به وتهشَّم وجهه فسال دمه.. يحب المخرجون الجدد هذه المؤثرات المقرفة جدًا.. لكني أعتقد أن هذا المسخ الذي ضرب الزجاج صُنع بالكمبيوتر
CGI
لأنه لا وزن له تقريبًا، ويطير بتلك الطريقة غير المقنعة المميزة للتحريك الرديء
استدرت وأنا مستمر في القيادة وأطلقت طلقة واحدة على رأس ذلك الشيء الذي كان في المقعد الخلفي
دخان ورائحة البارود ومخ ذلك الشيء... سينجح هذا الفيلم لأن الأمريكان يحبون هذه الأشياء
أوقفت السيارة أمام تلك البناية الخشبية وجريت لأدخلها.. ومن بعيد سمعت صوت من تبقَّى حيًا من هؤلاء، كانوا قادمين نحوي ببطء لكن بثقة.. هناك مخزن بالداخل وهناك برميل وقود ركلتُه ليُغرِق الأرض، ثم وثبت من نافذة صغيرة هناك إلى الخارج وواربتها خلفي.. بسرعة درت حول البناية ورأيت آخِر هؤلاء الموتى الأحياء يترنح ليدخل البناية.. بسرعة أغلقتُ الباب من خلفه ووضعت صخرة خلفه
جريت للنافذة الصغيرة وأشعلت عود ثقاب ثم فتحتها وأنا أطلق سُبَّة بذيئة.. يحب الأمريكان الشتائم التي تبدأ بحرف
F أو S
على أية حال.. ألقيت بعود الثقاب وأغلقت النافذة وابتعدت.. هذه لحظة رائعة.. سوف يجد المخرج ضالته وهو يظهر احتراق هؤلاء القوم وهم يترنحون، أو وهم يدقون على الباب محاولين الخروج
*******
البناية كلها تشتعل.. الدخان الأسود يتصاعد لعنان السماء وأنا ألهث.. لكن التترات لم تبدأ بعد.. ما السبب؟.. إذن هو من نوع الأفلام السخيفة التي تُعدُّ للمُشاهِد خضة أخيرة بعد ما يحسب البطل أنه قتل المسوخ.. غالبًا ستخرج يدٌ مشتعلة من وسط النيران لتمسك بي.. أولكن اليد جاءت من الخلف
لا أعرف كيف ألقوني على الأرض ولا كيف وضعوا الأصفاد في يدي.. إنهم رجال شرطة.. هذا واضح.. ترى هل تحولوا بعد؟
هناك رجل شرطة ينظر لي في دهشة حيث رقدتُ وسَط الرمال.. تفحَّص البندقية وتشممها ثم نظر إلى البناية الخشبية التي صارت رمادًا، وأمسك بجهاز لاسلكي وسمعته يقول: نعم.. فات الوقت لإنقاذ أي واحد منهم.. مجنون جاء إلى البلدة مع فتاته.. فجّر رأس صاحب الحانة وقتل صديقته والمأمور.. ثم دهم مجموعة من المزارعين بسيارة مسرعة.. وفي النهاية حبس مجموعة أخرى في مخزن وأشعل فيه النار
ثم ركلني بطرف حذائه حيث رقدت على الرمال وقال: لابد أنك قتلت عشرين واحدًا أيها المجنون
انفجرت في الضحك وصحت: كل هذا فيلم سينمائي.. ألم تفهم بعد؟.. أنا وأنت وهم في فيلم سينمائي مرعب.. سوف تبدأ تترات النهاية حالاً
*******
أنا في المصحة الآن.. مقيَّد في الفراش ولا أفيق تقريبًا من كثرة ما يصبُّون في دمي من عقاقير مهدئة
لا أعرف.. إنهم يعتبرونني مجنونًا خطرًا بينما أنا لم أفعل شيئًا سوى أن حاولت إنقاذ نفسي.. هذا ليس هو الواقع بل هو مجرد فيلم يراه الناس في قاعة مظلمة.. ألا ترى هذا معي؟.. أنت اقتنعت بوجهة نظري وصدَّقت أن هذا فيلم، فلو كنت أنا مجنونًا فأنت مجنون مثلي
سوف تُكتب كلمة النهاية وتتصاعد التترات حتمًا.. أعرف هذا يقينًا وأنتظره.. لا أعرف لماذا تأخَّرت التترات لكنها آتية حتمًا
*******
- تمت -
-د.أحمد خالد توفيق-
من مجموعة بريدية طارق فاروق
أزرق
يطلقون عليها الزرقة الرميّة
الاسم نفسه مثير للتوجس .. لكنها علامة مهمة جدا فى الطب الشرعى لانها تحدد الموضع الذى كانت عليه الجثة فى الساعات القليلة التالية للوفاة.. ولكم من منتحر وجدوا الزرقة الرمية على ظهره مما جعلهم يدركون انه قتل قتلا على الارض ثم علقه قاتله على المشنقة ليخدع رجال الشرطة
ان القصص المشابهة كثيرة جدا
*******
يطلقون عليها الزرقة الرميّة
وانا احب اللون الازرق واكره ان يرتبط بشىء رهيب مثل الموت.. لكن للاسف يظل لون الجثث الباردة والاطراف المرشحة للبتر ازرق.. اردنا هذا او لم نردكنتُ طالبا فقيرا فى تلك المدينة الصاخبة العجوز.. لا تسال عن الظروف ولا الضغوط التى جعلتنى اعمل فى المشرحة فنحن لا نختار الوظائف التى تعرض علينا وقد كنت فى حاجة ماسة للمال
كان صاحب المشرحة ومديرها ورئيس مجلس اداراتها هو عم عثمان وهو رجل نوبى ظريف له جلد يشبه الباذنجان الاسود.. وكان من اسرة اعتادت العمل هنا منذ دهور.. فى كل عام تطرح المستشفى مناقصة لمن يتولى امور المشرحة لاعلى ايجار فكان هو يفوز بها فى كل مرة ومن يمنعه من ذلك يكن هو الجثة التالية الراقدة فى هذه المشرحة
والسبب؟ من قال ان عمل المشرحة ليس مربحا؟ انه حانوتى يكسب الكثير ودخول المتوفين فى المستشفى اجبارى الى مشرحته هو.. لا احد يهرب عندها يعامل اهل المتوفي كما ينبغي.. اسعار سياحية لا تسمع عنها الا في افخم فنادق البحر الاحمر والناس مضطرة الى الدفع لانهم يريدون انهاء عذابهم سريعا كنت اساعده عمله وبالطبع انال جزء من الغيمة لم اكن اتلقى راتبا لكن النسب التى كان يمنحني اياها كانت تكفيني لاسدد مصروفاتي وارسل مائتين او ثلاثة الي اسرتي في القرية.. طبعا لم يكن احد في بلدني يعرف طبيعة عملي.. كنت ازعم لهم انني انسخ المستندات في مكتب ما
لو عرفت امي بمصدر المال الذي ارسله لتشاءمت وابت ان تمسسه.. وهو تفكير قاصر طبعا لان العمل هو العمل.. لابد من بائس ما يغطس فى المجارى لتسليكها ولابد من بائس ما يقوم بربط فكوك الموتى بالشاش, هذه اشياء كصلاة الجنازة ان قام بها واحد سقطت عن الجميع وان لم يقم بها احد اثم الجميع
*******
على ان لهذه المهنة نفعا لا شك فيه.. انها تعلمك التواضع.. تجعلك متدينا بحق ما لم تكن لصا اصيلا مثل عم عثمان.. انت هنا تعيش فى المنطقة الفاصلة بين الموت والحياة وكل زبائنك كانوا يمزحون ويدخنون ويدبرون المكائد منذ اربع او خمس ساعات.. الان هم اشياء رهيبة ترقد بانتظار من يريحها الراحة الاخيرةانها لعبة كراس موسيقية.. اليوم انت واقف هنا وهم رقود.. غدا انت راقد على هذه المنضدة وهناك من يقف.. لهذا كنت اكثر من قراءة القران واحافظ على ميقات الصلاة بدقة
سوف اعترف بان هذه الفترة هى اخصب فترات حياتي من الناحية الدينية
اعتقد ان الامر يتعلق بدرجة معينة من الشفافية.. ثمة حاسة سابعة او ثامنة قد استيقظت فى اعماقى مع هذه التجربة الغريبة.. التدين.. معايشة الموت.. العزلة.. الجهد الصادق.. وفي الايام الاخيرة تكررت معي الحوادث الغامضة التي تمر بنا.. من حين لاخر تفكر في صديق فتجده امامك.. تشعر بانقباض فتحدث كارثة الخ
لكني لم احاول ان اتوقف كثيرا مع هذه الاحداث بدأ كل شىء امس
*******
فى التاسعة مساء دخلت المحفة الى المكان.. حينما تمارس اية مهنة لها علاقة بالطب او الموت لابد ان تميز اذانك صوت المحفة وهى بعد في الممر الخارجى.. وكنت وحدى تلك الليلة
كان الراقد علي المحفة رجلا فى الخمسين من العمر يبدو انه ليس معدما
وقال لي احد الرجلين اللذين جاءا به وهما رجلان لم ارهما قط هنا
ـ وجدوه ميتا فى الزقاق المجاور.. لايبدو ان هناك جريمة فى الامر لا اوراق.. انه ناقص الاهلية وقال اخر وهو يجفف عرقه
ـ ربما كانت اسرته تفتش عنه الان.. وربما لم تكن له اسرة.. لا نعرف
رفعت الملاءة وتاملت وجهه ثم سالت فى حيرة
ـ ماسر هذا اللون الازرق الذى تلون به جلده بالكامل قال احدهما بلا مبالاة
ـ وماالفارق؟ لو كان لونه احمر لسألتَ السؤال ذاته وقال الاخر بلا مبالاة هو ايضا
ـ ربما كان يشتغل فى الازرق
قالها دون ان يضحك وكذا لم يضحك احد.. هناك دعابات لكنها لا تطالب بجمهور او حق اداء علني.. تقال لمجرد اخراج الملل او الضغط العصبى.. على كل حال لابد ان عينى ليستا على مايرام فانا اشعر ان المسعفين ايضا لونهما ازرق.. معنى هذا انني اخرف وهكذا تسلمت هديتهما الرهيبة ففتحت درج الثلاجة الكبير ووضعت فيها ذلك البائس
لم يكن الطب دراستى لكني قرأت كل ما وقع فى يدي من مواضيع طبية كتبت بالعربية.. هناك حالات معينة من الموت بالغازات تسبب هذا اللون الازرق.. اول اكسيد الكربون يجعل لون القتيل احمر لذا يسمونه الموت الاحمر.. لن اعرف الاجابة لكن دعني اؤكد لك ان زرقة هذا المتوفي كانت تختلف عن زرقة الموتى التي اعرفها.. كأن هناك من القاه فى دلو به طلاء ازرق بمجرد وفاته
ـ صديقان
ثم اتجه الى الثلاجة ففتحها وسمعته يشهق نظرت الى حيث وقف وانا اتوقع منه تعليقا عن اللون الازرق لكنه قال فى حيرة
ـ أين وضعته؟
دنوت منه اكثر فوجدت ان الدرج خال.. نعم.. خال تماما
*******
صحت فى هلع وغباء
ـ كان موجودا.. اقسم بالله انه موجود.. انا لا افهمنظر لي بعينيه التي يكتسي بياضهما باللون الاصفر كطبيعة السود ولم يعلق.. فقط قال لي
ـ يبدو انك مرهق.. هل غادر المرحوم الثلاجة؟ لا اظن
قلت في جنون
ـ طبعا لا انا لم افارق المكان.. لم يسرقه احد.. انا لا افهم.. انا لا افهم ثم صحت وقد تذكرت
ـ رجلا سيارة الاسعاف احضراه.. سوف يؤكدان لك الامرقال وهو يغلق الدرج
ـ إما ان الجثة سرقت منك وانت جالس هنا كأنك مقطف.. واما انك تكذب او تتخيل
ـ لا هذا ولا ذالك ولا ذاك
فى هذه اللحظة ناداه احد الرجلين فنظر لى بسرعة ثم عاد الى الغرفة التي كانت حماما فصارت مكتبا كنت انا افكر بلا انقطاع.. الرعب الحقيقى هو ان حواسى تخدعنى.. أفضّل ان يكون الميت قد نهض وفر لكن لا تقل لي من فضلك ان حواسي تخدعني هكذا ظللت احك فروة راسي كالمجانين محاولا ان افيق.. افيق..؟ من ماذا افيق؟.. من حالة الاوعي التي تمر بي لا اعرف متى رحل الثلاثة.. لابد ان عم عثمان لم يرد ان يضايقني ثانية.. غدا سيناقش هذه الامور معي بشكل اوضح
وامضيت الوقت انظر فى الكتاب غير عالم كيف يجب ان افكر
*******
هل اصارحك بشىء؟ كانت هذه اسوأ ليلة في حياتي.. لقد مر الوقت ثقيلا واستعدت كل المخاوف القديمة من الموت على انني في الثانية بعد منتصف الليل تذكرت اين رأيت تلك الملامح التي رأيتها على الجثة.. رجل اشيب الشعر له ملامح نبيلة.. انفه معقوف كمقار النسر وله شفتان رفيعتان حازمتان
ان هذا بالذات هو الرجل ذو القميص الابيض الذي كان يجلس مع عم عثمان.. نعم لاشك في هذا
لابد من تفسير لهذا.. هل فر الميت من الثلاجة ليجلس مع صديقيه؟ هل هو اخو المتوفي التوءم مثلا؟
المشكلة انني لو صارحت عم عثمان بهذا الرأي لاضفت نقطة اخرى الى سجل خيالي فى الرابعة صباحا سمعت صوت المحفة هذه المرة.. رأيت مسعفين يدخلان المشرحة وهما يحملان محفة عليها وجه مكسو بملاءة كنت اعرف هذين الرجلين جيدا منذ بداية عملي هنا وقد حياني احدهما وقال
ـ وجدوه ميتا فى الزقاق المجاور.. لا يبدو ان هناك جريمة فى الامر لا اوراق انه ناقص الاهلية
وقال اخر وهو يجفف عرقه
ـ ربما كانت اسرته تفتش عنه الان.. وربما لم تكن له اسرة.. لا نعرف هذه المحاورة تبدو مألوفة
*******
دنوت من الجثة وكشفت الوجه وارتجفت.. للحظة كف قلبى عن الخفقان
هذه المرة بلا لون ازرق ولا شىء.. مجرد جثة يبدو السلام على وجهها.. انه الرجل ذو القميص الابيض الرجل اشيب الشعر بملامحة النبيلة وانفه النسري وشفتيه الرفيعتين لقد مات.. انه صديق عم عثمان.. لا شك فى هذا وحينما انصرف المسعفان رحت افكر فى معنى هذا كله.. جثة زرقاء تصل من جديد غير زرقاء فى الرابعة صباحا صاحب الجثة بلا شك هو ذلك الرجل الذي كان جالسا فى الدورة ما معنى هذا؟
يقولون ان الميت يكون ميتا بالفعل اربعين يوما قبل موعد وفاته الحقيقي.. فى هذه اللحظات يجلس مع الناس ويتكلم وهو لا يعلم وهم لا يعلمون انه ميت فى وقت مفترض
حكيت هذه القصة ذات مرة لعم عثمان فضحك ساخرا وقال ان هذه خرافات.. عندهم فى النوبة يعتقدون ان هذه الفترة نصف يوم..... ثم ماذا؟؟؟ لا اذكر كل ما قاله لي
الان لنفترض ان حالة الشفافية التي مررت بها منحتني هذه الموهبة العجيبة.. لقد رأيت الرجل ميتا قبل ان يموت فعلا بسبع ساعات او اقل وكانت العلامة التى منحتها هى انني رأيته مصبوغا باللون الازرق.. بعد هذا فارق الرجل الحي رفيقيه وامضى امسية مع رفاق اخرين.. امسية ارهق فيها صحته طبعا او دخن جرعة اكثر من اللازم من المخدرات.. وكل اصدقاء عم عثمان مدمنو مخدرات بالمناسبة.. هكذا اصابته تلك النوبة القلبية فى الزقاق المجاور للمستشفى ووجدوه.. احدهم وابلغ الاسعاف
هل هذا السيناريو ممكن؟
*******
كنت غارقا فى هذه الخواطر فى الخامسة والنصف صباحا عندما تردد الصوت الرهيب من جديد.. هذه من الليالى الصاخبة اذن على انني تصلبت عندما رأيت المسعفين اللذين كانا يدفعان المحفة.. انهما المسعفان اللذان رأيتهما اول مرة.. اللذان أحضرا الجثة الزرقاء
حقا انني احمق لماذا لم اهتم كثيرا بلونهما الازرق الذى لاشك فيه؟
هل هما شبحان؟ هل هما ميتان؟
حاولت الا اظهر جزعى بينما هما يقفان امامي بحملهما الرهيب قال احدهما
ـ شاب دهمته سيارة مسرعة انها ميتة شنيعة
لم أعلّق.. فقط دنوت من المحفة ورفعت طرف الملاءة لأرى صاحب هذه الجثة
بالفعل كان اللون الازرق يغمر كل شىء.. والان فقط تذكرت باقى ما قاله عم عثمان ليقال لي ان هؤلاء الذين يكونون ميتين فعلا وهم لا يعلمون يكسبون شفافية خاصة.. انهم يرون ما لا يراه غيرهم.. يرون اولئك الذين سيموتون مثلهم فى الساعات القادمة الان أتذكر هذه الكلمات.. وافهم لماذا اكتسبت هذه الشفافية
إن الوجه الأزرق الراقد على المحفة كان وجهي انا
*******
-تمت-