ياريت نفهم الرسالة دي

ياريت نفهم الرسالة دي
فتحتُ الدرج لأبحث عن قلم فلم أجده.. وهممت بأغلاق الدرج ولكن لفت انتباهى قصة مكتوبة فى ورقة جريدة قديمة داخل المكتب.. فأخذت أقرأها
*******
سافر أب الى بلد بعيد تاركا زوجته وأولاده الثلاثة.. سافر سعيا وراء الرزق وكان أبناؤه يحبونه حبا جما ويكنون له كل الاحترام ارسل الأب رسالته الاولى إلا أنهم لم يفتحوها ليقرؤا ما بها بل أخذ كل واحد منهم يُقبّل الرسالة ويقول أنها من عند أغلى الأحباب.. وتأملوا الظرف من الخارج ثم وضعوا الرسالة فى علبة قطيفة.. وكانوا يخرجونها من حين لآخر لينظفوها من التراب ويعيدونها ثانية.. وهكذا فعلوا مع كل رسالة ارسلها ابوهم
*******
ومضت السنونوعاد الاب ليجد أسرته لم يبق منهم إلا ابنا واحدا فقط فسأله
الأب: أين أمك؟؟
قال الابن : لقد أصابها مرض شديد, ولم يكن معنا مالا لننفق على علاجها فماتت
قال الاب: لماذا؟ ألم تفتحوا الرسالة الاولى لقد أرسلت لكم فيها مبلغا كبيرا من المال
قال الابن: لا..
فسأله أبوه واين اخوك؟؟
قال الابن: لقد تعرف على بعض رفاق السوء وبعد موت أمي لم يجد من ينصحه ويُقومه فذهب معهم
تعجب الاب وقال: لماذا؟ ألم يقرأ الرسالة التى طلبت منه فيها أن يبتعد عن رفقاء السوء.. وأن يأتى إليّ
رد الابن قائلا: لا..
قال الرجل: لاحول ولا قوة إلا بالله.. واين اختك؟
قال الابن: لقد تزوجت ذلك الشاب الذى ارسلتْ تستشيرك في زواجها منه وهى تعيسة معه أشد تعاسة
فقال الاب ثائرا : ألم تقرأ هي الآخرى الرسالة التي اخبرها فيها بسوء سمعة وسلوك هذا الشاب ورفضي لهذا الزواج
قال الابن: لا لقد أحتفظنا بتلك الرسائل فى هذه العلبة القطيفة.. دائما نجملها ونقبلها, ولكنا لم نقرأها
*******
تفكرت فى شأن تلك الأسرة وكيف تشتت شملها وتعست حياتها لأنها لم تقرأ رسائل الاب اليها ولم تنتفع بها, بل واكتفت بتقديسها والمحافظة عليها دون العمل بما فيها
ثم نظرت إلى المصحف.. الى القرآن الكريم الموضوع داخل علبة قطيفة على المكتب
ياويحي ..
إننى اعامل رسالة الله ليّ كما عامل هؤلاء الابناء رسائل أبيهم
(( ولله المثل الأعلى ))
إنني أغلق المصحف واضعه فى مكتبي ولكنني لا أقرأه ولا أنتفع بما فيه وهو منهاج حياتي كلها
فاستغفرت ربي واخرجت المصحف..
وعزمت على ان لا أهجره ابداً
*******
منقووول
-غــادة جــاد-
مجموعة بريدية طارق فاروق

سوزوكــــي

سوزوكــــي
إنضم إلى فصل دراسي في أمريكا طالب جديد أسمه سوزوكي إبن رجل أعمال ياباني
تسأل المدرسة: دعونا نبدأ أليوم بمراجعة شيء من التاريخ ألأمريكي.. من قال
أعطني الحرية او أعطني الموت؟
تطلعـت في بحـر من الوجوه الفارغـة ماعـدا سوزوكي الذي رفع يده وقال
باتريك هنري 1775
قالت المدرسة: عـظـيم.. من قال
حكومة الشعب بالشعـب وللشعـب لن تـنـتهي في هذه الارض
مرة اخرى لم يكن هناك إستجابة سوا من سوزوكي الذي قال
إبراهام لنكولن 1863
وبخت المدرسة الفصل قائلة: ايها الطلاب يجب أن تخجلوا،،
سوزوكي وهو جديد في هذه البلاد يعرف عن تاريخها أكثر منكم..
وهنا سمعت شخصا يهمس
اللعـنة عـلى اليابانيين
فصاحت بحزم: من قال هذا ؟.. رفع سوزوكي يده وقال
لي أيوكوكا 1982
وهنا قال طالب يجلس في الخلف
سوف أتـقـيأ
غـضـبت المدرسة وصرخت: حسنا!! من قال هذا؟.. أجاب سوزوكي
جورج بوش لرئيس الوزراء الياباني 1991
وهنا صاح طالب آخر وهو بقـمة الغضب
حقا؟ سأكسر أسنانك
قفز سوزوكي من مقعـده وهو يلوح بيده ويقول بأعـلى صوت
بيل كلنتون مخاطبا مونيكا ليونسكي 1997
وهنا إزداد هياج الطلاب وأصابتهم هستيريا.. فقال أحدهم
أيها القـذر الـ**** ،، اذا قلت أي شيء آخر سوف أقتلك
صرخ سوزوكي بأعلى صوت
جاري كوندت مخاطبا شاندرا ليفي 2001
وأغـمي عـلى المدرسة.. وفي حين كان الطلاب يتجمعـون حولها قال أحدهم
أووه.. ياللجحيم ..إننا في ورطة
فقال سوزوكي
الأمريكان في العراق 2004
*******
منقووول
مدونة بريدية طارق فاروق

إختبــــار

إختبــــار


كانت هناك نخلة طويلة جدا جدا وكان هناك اربع حيوانات



سنجاب


قــرد

أســـد



زرافــــة




قررو الأربعة أن يتنافسون... من يستطيع اسرع قطف الموز
من تعتقد سيربح ؟
جوابك سوف يعكس شخصيتك
عليك الإجابة في مدة لا تتجاوز 10 ثواني.



ماهي إجابتك الان؟


الأن إنزل بالسهم للأسفل لتري تحليل الاجابة




اذا كانت اجابتك :



الزرافة = انت انسان غير واقعي


الاسد = انت انسان غير صادق


القرد = انت انسان مغفل


سنجاب = انت انسان ميئوس منك



لأن النخلة لا تثمر موز



إطلع أجازة أفضل ... لأن مخك ضارب للأخر!

أبي .. أين الله ؟

أبي .. أين الله ؟

الكثير من المسلمين وللأسف
لا يعرفون أين ربهم !!



يسأله ابنه الصغير أبي .. أين الله ؟؟
فيجاوبه قائلا في كل مكان



وهذا قول خاطيء وباطل بلا شك



فالله عز وجل
في السماء مستو فوق عرشه
بائن عن خلقه

ولقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم
جارية من الجواري بأنها مؤمنة

لعلمها بكون الله تعالى في السماء
وأنه صلى الله عليه وسلم رسول الله



ما دليل ذلك من القرآن ؟



















وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


قـــال وقـــالت

قـــال وقـــالت
قال: ما هي أجمل صفات المرأة؟
قلت: الحنان
قال: وأجمل صفات الرجل؟
قلت: الرحمة
قال: وأجمل ما في الطفولة؟
قلت: البراءة
*******
قال: ماأجمل ما في الشباب؟
قلت: الأحلام
قال: وأجمل ما في الشيخوخة؟
قلت: التقوى
قال: وأجمل ما في الرجولة؟
قلت: الحكمة
*******
قال: ماهي أرقى أنواع الصبر؟
قلت: حينما يجتمع مع الرضا
قال: هل للقناعة درجات؟
قلت: نعم هناك قناعة الاكتفاء وقناعة الصبر وقناعة الزهد.. والأخيرة أرقى الأنواع
قال: ماذا يعنى الحنان؟
قلت: أن يستريح الإنسان إلى شاطئ بعد رحلة سفر متعبة.. وان يجد صدرا يلقى عليه متاعبه دون خوف او استجداء أو ثمن
*******
قال: ما هي أرقى أنواع الحب؟
قلت: الأمومة لأنها حب بلا مقابل وعطاء بلا ثمن
قال: ما هي أعلى درجات الأخلاق؟
قلت: أن ينزّه الإنسان نفسه عن الصغائر.. ليس خوفا من أحد ولكن تقديرا لذاته وسموا بنفسه وحبا للفضيلة
قال: أيهما أعلى درجة العفو أم التسامح؟
قلت: العفو أعلى درجة.. لأن العفو يقترب بالمقدرة ولكن التسامح قد يقترب بالضعف وقد يتسامح الإنسان مكرها ولكنه لا يعفوا ألا إذا كان راضيا
*******
قال: وماذا عن النجاح؟
قلت: إنسان يجفف عرقة مع نسمة صيف منعشة.. أجمل ما في النجاح انه يشعرنا بقيمة ما نفعل وانه أوسع أبواب الثقة وربما يكون أيضا أوسع أبواب الغرور
قال: كيف تنبت أشجار الغرور في أعماق الإنسان؟
قلت: مع أشخاص صنعتهم صدفة أو فرصة عابرة.. والصدفة والفرصة هما اقل الدرجات في سلم النجاح
قال: ما الفرق بين الإصرار والعزيمة؟
قلت: الإصرار ضيف عابر.. أما العزيمة صديق مقيم.. والإصرار يساندة الطموح.. والعزيمة تساندها الإرادة.. الطموح يتغير باختلاف الأيام والأشخاص والظروف ولكن الإرادة أقوى من كل الظروف
*******
قال: ومن أنت؟
قلت: إنسان ضيع عمره في البحث عن حقيقة الأشياء واكتشفت أن الحقيقة الوحيدة المؤكدة هي الموت
وكل شئ بعد ذلك يحتمل التأويل
ألم اقل لك أنها صفقة خاسرة ولكننا نلعبها حتى النهاية مهما كان حجم خسارتنا فيها
*******
قل لمن يحمل هماً بأن همه لن يدوم فكما تفنى السعادة هكذا تفنى الهموم
*******
منقووول
-عبير بلح-
مجموعة بريدية طارق فاروق

هــل كنت تعلم

DID YOU KNOW

??!??

عندما تنام القطط

عندما تنام القطط


















حياة غير طبيعية

حياة غير طبيعية
سألتُ صديقي مرة عن سر إصراره في تجربة كل جديد لتحقيق دخل يقدر يحقق بيه أحلامه، بالطبع من حق كل شخص إنه يحلم ويحاول يحقق حلمه بالطريقة اللى شايفها، لكن مش كل الناس عندهم شجاعة وإصرار وعزيمة صديقي العزيز ده
مرة نلاقيه عمل مشروع على الانترنت، ومرة تانية بيعمل تسويق منتجات عليه، ومرة تالتة ابتدى يشتغل في البورصة، أنا استغربت طبعا من أسلوبه في التفكير خصوصا إن كل مجال جديد بيدخله بيصرف عليه مبلغ معين لغاية لما يقدر يرجع الفلوس دي تاني مع الوقت ومافيش مكسب
*******
المهم لما جيت سألته ايه اللى يخليه يخاطر بجزء من دخله ووقته في أفكار ومشاريع مختلفة ومش مضمون النجاح فيها رغم إن دخله من الشغل الأساسي بتاعه معقول وكويس

الرد بتاعه خلاني أفكر في حاجات كتير، كان رده بكل سهوله واختصار،
قاللي: يا أبو علي، إحنا عايشين ظروف غير طبيعية يبقى من الصعب ومن المستحيل إنك تحاول تفكر انك تعيش بطريقة طبيعية، لما تكون مشاكلك مشاكل غير عادية، يبقى أكيد الحل لازم يكون غير عادي
أعتقد انه عنده حق في كلامه، جه في دماغي نموذج لكتير من الشباب متحدي الإعاقة لما بيفكروا إنهم يلعبوا رياضة ويتفوقوا فيها، أكيد برضه هو ده تفكيرهم، من المستحيل إن الإنسان المعوّق إنه يقدر يعيش حياته بصورة طبيعية زي بقية الشباب، يبقى أكيد في حل غير طبيعي يقدر يتغلب بيه على مشاكله
*******
من الصعب.. بل من العبث، أن يحاول الانسان أن يعيش حياته بصورة طبيعية عندما تكون ظروفه غير طبيعية
*******
منقووول
- حسن عثمان-
مجموعة بريدية طارق فاروق

تعلم أن تبقى فمك مغلقاً أحياناً

تعلم أن تبقى فمك مغلقاً أحياناً
يحكى أنّ ثلاثة أشخاص حكم عليهم بالإعدام بالمقصلة ، وهم :عالم دين - محامي - فيزيائي ...وعند لحظة الإعدام تقدّم عالم الدين ووضعوا رأسه تحت المقصلة
وسألوه : هل هناك كلمة أخيرة توّد قولها؟
فقال (عالم الدين) : الله ...الله.. الله... هو من سينقذني
وعند ذلك أنزلوا المقصلة ، فنزلت المقصلة وعندما وصلت لرأس عالم الدين توقفت.فتعجّب النّاس ،
وقالوا : أطلقوا سراح عالم الدين فقد قال الله كلمته . ونجا عالم الدين .
وجاء دور المحامي إلى المقصلة ..
فسألوه : هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها ؟
فقال : أنا لا أعرف الله كعالم الدين ،! ولكن أعرف أكثر عن العدالة ، العدالة ..العدالة ..العدالة هي من سينقذني.
ونزلت المقصلة على رأس المحامي ، وعندما وصلت لرأسه توقفت ..فتعجّب النّاس ،
وقالوا : أطلقوا سراح المحامي ، فقد قالت العدالة كلمتها ، ونجا المحامي
وأخيرا جاء دور الفيزيائي ..
فسألوه : هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها ؟
فقال : أنا لا أعرف الله كعالم الدين ، ولا أعرف العدالة كالمحامي ، ولكنّي أعرف أنّ هناك عقدة في حبل المقصلة تمنع المقصلة من النزول
فنظروا للمقصلة ووجدوا فعلا عقدة تمنع المقصلة من النزول ، فأصلحوا العقدة وأنزلوا المقصلة على رأس الفيزيائي وقطع رأسه .
وهكذا من الأفضل أن تبقي فمك مقفلا أحيانا ، حتى وإن كنت تعرف الحقيقة

كاش فيستا ومعلومات مهمة جدا

كاش فيستا...ومعلومات مهمة جدا
السلام عليكم
يا جماعة النهاردة حاتكلم عن الكاش فيستا ودا كلام ماحدش اتكلمه فى اى مكان على النت... انا مش راح أقللكم انى متاكد 100 % ان كاش فيستا صادقة ولا هيا نصابة ...كل اللى حاقولة انهم لو عاوزين ينصبوا ماكانوش تعبوا نفسهم وعملوا إصدار جديد للبرنامج بتاعهم عشان يتفادوا الناس اللى بتسرقهم ببرنامج بيسجل حركة الفارة ويمرره على البار ويسيبه شغال 24 ساعة طبعا البرنامج فى نسختة الأولى كان الوالد اللى بيمشى كان بيقعد لما يحس ان مافيش حركة للفارة وبمجرد تمرر الفارة على البار يتحرك وعلشان يتفادوا النصب السرقة دى خلوا الولد يجرى ...يبقى كدة تمرير الفارة مش راح ينفع ويجبرك انك تضغط عليه عشان العداد يعد .... تفتكروا لو كانوا نصابين كانوا حيغلبوا حالهم ويعملوا إصدار تانى ... يبقى نستنتج انهم بيخافوا على فلوس معلننهم من السرقة ... يبقى دول ناس شغالة بجد ودا لحظته فى ردودهم على إميلاتي الكتير جدا وكانوا بيجاوبوا بسرعة على أسئلتي بمنتهى الوضوح ....دى حاجة

خلينا متفقين على شوية حجات ...أرجوك ركز فى الكلام دا أوي

1- فى اول كل شهر(نفترض شهر يوليو) العداد بيصفر .. ولما تفتح صفحتك حتلاقي كل النقاط بتاعت (يونيو) وضعت فى جدول اسمه last month وتلاقى جدول من فوقيه اسمه current month دا اللى بيجمع نقاط(يوليو) اول بأول لحد ما يجي اول الشهر اللى بعده(أغسطس) ويحطه فى الـ current month وبتاع شهر يوليو بيتحط فى الجدول last Months ... وبتاع يونيو أتحط فى جدول اسمه Previous months دا بيجمع فيه كل الشهور اللى فاتت وهكذا لحد ما توصل للحد اللى انت محددة فى الـprofile بتاعك (50 دولار) تمام كده. حلو اوى
2- عايزك تخاد بالك من حاجة مهمه جدا فى اول يوليو بيجمع كل النقاط اللى انت عملتها من البار بتاعك من شهر يونيو بس مش راح يغير المعدل اللى فى اول الصفحة اللا بعد 20 يوليو...عارفين ليه ؟؟؟ لإن المعدل بتاعك بيتحدد عن طريق العروض الخاصة اللى انت إشتركت فيها وكاش فيستا بتجمع العروض دى من الشركات التانية من 20 لحد 25 فى الشهر وتعمل مراجعة على البيانات اللى معاها وعلى الأساس دا بتعرف ان لو انت اشتركت فى 3 عروض يبقى معدلك فى شهر يونيو كان لكل ألف نقطة = 0,500 دولار ...تقوم الشركة تجمع النقاط اللى في الجدول last month وتقسمه على 1000 وتضربه فى المعدل اللى لسه جايباه.
مثال: حادلكم مثال عليا انا ... فى يونيو قدرت اعمل 83,133 نقطة وفى اول يوليو اتحطم فى جدول last month بالشكل دا

وكان الجدول اللى فى اول الصفحه بيقوللى ان معدلك فى شهر مايو 0,010 دولار(واحد سنت) بعد 20 يوليو و فى يوم 25 يوليو بالتحديد ظهر التقرير لشهر يونيو وقدروا يحددوا المعدل بتاعى وكان بالشكل دا

وجدول الـ last month حصله تعديل عليه بالشكل دا

1- عدد النقاط اللى جمعتها من البار فيستا
2- عدد النقاط من التابعين اللى سجلوا عن طريقي ودى نسبة من نقاط التابعين
3- نقاط هدية نتيجة لكسري حاجز الـ 30,000 نقطة
4- هدية من العرض الذى إشتركت فيه(وعلى فكرة العروض دى صالحة لمدة شهر واحد فقط)
5- عدد العروض المسجلة
6- ودا اللى كسبته فى شهر يونيو
(60,000 + 16,133 + 7000 + 300 = 83,433)
(83,433 ÷ 1000 = 83.433 × 0,040 = 3,63 دولار)

ياجماعة الموضوع بينحصر فى حاجة واحدة بس .... فى عدد الناس اللى ممكن تجبهم عن طريقك... الكلام واضح فى المثال دا
(طبعا فى حالة لو مافيش أي إشتراك فى اى من العروض الخاصة يعنى معدل حيكون 0,010 دولار (واحد سنت) لكل 1000 نقطة

المستوى الأساسي :0.01 دولار * 1 شخص واحد * 100% = 0.01
المستوى الأول :0.01 دولار *20 شخص (وظيفتك استقطابهم) * 15% = 0.03
المستوى الثاني :0.01 دولار *5 أشخاص(معدل مفترض سيأتي به كل من استقطبته) *20(الأشخاص الذين استقتبطهم) * 7% = 0.07
ثم تستمر العملية على افتراض أن كل واحد من المدعوين أتى بخمسة فقط (كمعدل نشاط):
المستوى الثالث :0.01 *5*5*20 * 5% = 0.25
المستوى الرابع :0.01 *5*5*5*20* 5% = 1.25
المستوى الخامس :0.01 *5*5*5*5*20* 5% = 6.25
المستوى السادس :0.01 *5*5*5*5*5*20* 3% = 18.75
المستوى السابع :0.01 *5*5*5*5*5*5*20* 1% = 31.25
المستوى الثامن :0.01 *5*5*5*5*5*5*5*20* 1% = 156.25

لو تحقق الكلام دا فكده الواحد حيكسب حوالى 214 دولار فى الساعة أو الساعتين ودا زى ماقلنا من غير إشتراك فى عروض الأسعار.
بجد الموضوع محتاج صبر وجهد فى الإقناع ... الكلام دا أخد منى 3 ساعات عشان اكتبه وأنظمة بالشكل دا. علشان عندى احساس ان فى ناس يأست وإستسلمت ...كانت متوقعة ان الفلوس حاتمطر عليهم .
وبوعدكم وربنا شاهد على اللى حقوله ... لو بجد بعتولى الشيك حصوره وحورهلكم ولو طلع العكس انا حتأسف لكم علناً وعلى إزعاجي ليكم وتضيع وقتكم معايا بس بجد بجد يا إخوانا إيد لوحدها ماتسقفش ساعدونى ... وحاولوا تجيبوا ناس كتير على قد ما تقدروا ... وخدوا نسخة من الكلام دا جايز يفيد في إجابة على الإستفسارات اللى ممكن تقابلوها .
واللي عاوز يشترك يضغط على الرابط دا
سلام عليكم
أهم ملحوظة : البرنامج أو الشركة ...هى شركة أجنبية لاتحمل قيمنا أو عاداتنا ...فإن ظهر أي إعلان يتضمن صور خادشة للحياء برجاء عمل Minimize ثم الضغط على Maximize لإخفائها
فأنا لا اريد أن أتحمل وزر الأخرين

يوم أعمى

يوم أعمى !!!

يوم أعمى

لم يعتد ذلك الظلام الذي يملأ عينيه
أينما يحرك عينيه يرى سواداً و لا شئ غير السواد،
هو يعلم تماماً أن حجرته يملؤها الضوء و لكن عينيه تملؤها الظلمة و لا شئ غير الظلمة
قام يتحرك في حجرته، أخذ يتعثر في أثاثها، كان يظن أنه يحفظ كل شبر فيها وأنه يستطيع التحرك فيها في الظلام، ولكن شتان بين ظلام خارجي وظلام داخلي
أخذ يتحسس بيديه طريقه ولا ينقل رجله إلا بعد التأكد من خطوته، كان انتقال رجله من موضع لآخر يستغرق وقتاً طويلاً، طول الوقت لم يكن مطلقاً ولكنه كان وقتاً أطول من ذي قبل، فهو قبل ذلك اليوم كان يقطع الحجرة ذهاباً وإياباً في وقت مساوٍ لوقت خطوة واحدة اليوم
شعر أن قوة حاسة بصره قد انتقلت إلى يديه وأذنيه، فبعدما كان يبصر بعينين اثنتين صار يبصر بواسطة يدين تساعدهما أذنان، حيث إنه شعر أيضاً أن قوة سمعه قد زادت، فهو الآن يسمع أصواتاً ما كان ليسمعها من ذي قبل، ولا يدري أذلك زيادة في قوة سمعه بالفعل أم أنه قبل ذلك اليوم كان ينشغل عن تلك الأصوات بما ينظر إليه، لا يدري
*******
تحسس طريقه إلى خزانة كتبه، واستطاع بعد جهد ومثابرة أن يصل إليها دون أن يتعثر في شئ، ولأن قدرته على النظر قد تعطلت فقد قامت بدورها قدرته على اللمس وأخذ يتحس كتبه بكلتا يديه
كان قبل ذلك اليوم يمد يده ويسحب الكتاب الذي يريده دون أدنى مجهود يذكر، أما الآن فهو لا يدري على أي كتاب تمر يده، هو يتذكر كيف نظم كتبه، يده اليمنى الآن على الجزء الذي يضم كتب الأدب التي كان يحب قراءتها، ولكنه لا يدري أي كتاب يمسكه الآن، أهو ديوان شعر؟، أم مجموعة قصصية؟، أم تراها رواية؟، أم أنها مسرحية؟، ولعله يكون كتاب نقد، لا يدري
بعدما يئست يمناه من معرفة الكتاب الذي أمسكته، وضعته في مكانه ونزلت لتستقر في وضعها الطبيعي، ثم أخذ العقل دوره ليفكر، كيف سيستطيع ذلك الفتى قراءة تلك الكتب مرة أخرى؟، هل سيستعين بمن يقرأها له؟، أم سيتعلم تلك الطريقة التي ابتكرت خصيصاً لمن هم في مثل حالته تلك؟
وجد أن كليهما أشق عليه من الآخر، أبعدما كان يقرأ الكتاب بمفرده بترو ويمسك بقلمه ليظلل بعض العبارات الهامة ويكتب تعليقاته على صفحات الكتاب الذي يقرأه يأتي اليوم الذي يقرأ له آخرون؟، ماذا يفعل إذا لم يصل هؤلاء الآخرين ما يقرأونه وأخذوا يرددونه مثل أخبار في جريدة؟، وماذا يفعل إذا ملّ هؤلاء الآخرون من القراءة بينما هو لم يشبع منها بعد؟، وحتى لو تعلم تلك الطريقة فإنه سوف يعتمد في قراءته على حاسة واحدة فقط ألا وهي حاسة اللمس، وسيفقد حاسة مهمة كانت تعينه على أكبر قدر من فهم ما يقرأه ألا وهي حاسة البصر
*******
شعر بحزن شديد وأدرك أن حياته كلها ستتغير تغيراً جذرياً بدءاً من اليوم، وأنه سيتوقف عن بعض الأعمال التي كان يقوم بها قبل ذلك اليوم، وأنه سيضطر إلى مواصلة أعمال أخرى ولكن بأسلوب مختلف تماماً عن ذي قبل
ملأه إحساسا مرارة وكآبة دفعاه إلى الإسراع بفتح عينيه التي كان قد قرر أن يجرب يوماً يعيشه دون أن يفتحها من أول اليوم إلى أن يجئ موعد نومه،
ثم سجد و أخذ يردد: الحمد لله، الحمد لله
*******
تمت
-محمد السيرة-
مجموعة بريدية طارق فاروق

ماذا سيحدث لو إختفى البشر

ماذا سيحدث لو إختفى البشر ؟؟


في نفس اللحظة التي سيختفي فيها البشر،

ستبدأ أغلب الكائنات المهددة بالانقراض بالعودة إلى مستوياتها الطبيعية،

وبعد 24إلى 48 ساعة سينتهي التلوث الضوئي،

وبعد 3 شهور سيبدأ التلوث الجوي في الانخفاض

*******

بعد 10 سنوات سيختفي الميثان من الجو،

وبعد 20 سنة ستزحف النباتات والغابات على القرى والطرق الريفية،

وبعد 50 سنة سينتعش مخزون السمك في العالم ،

وسينخفض معدل النترات والملح في المياه العذبة

*******

وفي الفترة ما بين 50 إلى 100 سنة من اختفاء البشر ستزحف الغابات والنباتات على المدن والطرق،

ثم ستنهار المباني الخشبية بعد 100 سنة،

وفي خلال الفترة ما بين 100 إلى 200 سنة ستنهار الجسور،

وبعد 200 سنة ستنهار المباني الزجاجية والمعدنية، وبعد 250 سنة ستنهار السدود،

وبعد 500 سنة سيعود المرجان إلى معدلاته الطبيعية

*******

أما بعد 1000 سنة فستختفي معظم المباني المصنوعة من الأسمنت والحجارة والطوب وستعود نسبة الكربون في الجو إلى معدلاتها الطبيعية ما قبل الثورة الصناعية،

وفي خلال 5000 سنة سيتحلل معظم الزجاج والبلاستيك الموجود على الكوكب،

ثم بعد 50000 سنة ستختفي معظم آثار وجود الإنسان على الأرض،

ولكن ستبقى بعض المخلفات الكيماوية التي صنعها الإنسان،

والتي ستختفي بعد 200000 سنة،

و ستبقى النفايات النووية مميتة وموجودة لما يقارب الـ2 مليون سنة

*******

من مجموعة بريدية طارق فاروق

أخضر

أخضــــر

الواقع اننى أكره عملى هاهنا.. الواقع اننى لا أجد جدوى لحياتى ذاتها.. الواقع أن الشىء الوحيد الذى يدفعنى للاستمرار هو.. الدكتورة منال
*******
السبت 15 مايو
الفائدة الوحيدة للملل هى أنك تجد الوقت الكافى لكتابة مذكراتك.. صحيح أنه لايوجد شىء ذو قيمة فى هذه المذكرات لكنها مذكراتى أنا ولا تعنى أحدا سواي.. لا احتاج لأن أكون رائد فضاء لأحظى بشرف كتابة مذكراتى
أنا عامل نظافة بالمناسبة وهذا قد يدفعك لترك هذه الرسالة والانتقال الى الرسالة التالية من رسائل المجموعة.. لكن من سيتجاوزون امتعاضهم من عملى هذا ويواصلون القراءة قد يكتشفون ان حتى عمال النظافة قد يوجد لديهم ما يقولونه فى بعض الاحيان
هذا هو ثانى ايام عملى فى المؤسسة.. اسم لاتينى معقد لا يمكننى نطقه او حتى كتابته التى تدير سلسلة من الابحاث العملية عن اشياء لا يعرف الا الله الغرض منها بالضبط.. احدهم يقضى حياته امام فأر ابيض فى قفص.. وآخر يحقن الفواكه بعقاقير عجيبة..
وهناك من ينظر طيلة اليوم الى شريحة ضئيلة عبر الميكرسكوب ليدون ملاحظاته كل نصف ساعة وهناك الدكتورة منال.. حين عرض على قريبى وهو عامل نظافة هو الاخر العمل هنا لم اكن متحمسا على الاطلاق لكنى كنت فى حاجة الى المال اى مال باى طريقة.. ولاننى لا اجيد السرقة او النصب ومصاب بمرض نادر فى العضلات يمنعنى من العمل كبائع متجول بدا ان العمل كعامل نظافة هو الحل الامثل لى انقل القمامة من سلة المهملات الى العربة التى اجرها امامى طيلة اليوم.. ثم افرغ العربة فى انبوب خاص فى قبو المبنى..
هذا هو كل شىء والامر لا يحتاج لمواهب خاصة كما لاحظت.. المشكلة هى اننى متعلم حصلت على الاعدادية وعيب التعليم الوحيد هو ان نفسك قد تعف عن ممارسة الاعمال التى يؤديها الجهلة بنفس راضية مطمئنة
لكن هناك الدكتورة منال..
أعشق القراءة منذ صغرى.. لكننى من اسرة لا تسمح امكانياتها المادية بابتياع الكتب الا المستعمل منها وان نقصت صفحاتها.. وها هى المشكلة ذى تتكرر..
أنا هنا أقضى طيلة اليوم فى لا شىء تقريبا ولا يوجد امامى ما يصلح للقراءة سوى تلك المراجع الضخمة ذات الاغلفة المصقولة والكلمات اللاتينية التى تحتاج الى اكثر من شهادتى الاعدادية لفك طلاسمها.. الحل اذن ان اكتب مذكراتى وسيلة لا باس بها لقتل الوقت وان كان على تحمل نظرات السخرية من زملائى والعاملين هنا عامل نظافة يكتب مذكراته..
ياللهول لكن هناك الدكتورة منال..انها.. انها زهرة هذا المكان.. النسمة الوحيدة التى تمر عبر الممرات الكئيبة لهذه المؤسسة.. الوحيدة التى اقنعتنى بان العمل هنا لا بأس به ان كنت سأصيب ابتسامة منها كل يوم
وانت لم تر ابتسامة الدكتورة منال
صدقنى انها تستحقلكن ما الذى تفعله الدكتورة منال بالضبط؟
الواقع ان هذا يستحق بعض الاهتمام
*******
الاحد 16 مايو
امتع ما يمكن لانسان فعله هو ان يراقب الدكتورة منال وهى تعمل.. ترتدى المعطف الطبى الابيض.. تدخل الى تلك المحمية الطبيعية التى صممتها المؤسسة خصيصا لها لتمارس تجاربها على النباتات وموسيقى هادئة تنبعث من جهاز التسجيل.. بالنسبة لهم ـ من يديرون المؤسسة ـ لكل نبات داخل المحمية اسم علمى منمق وملف بالتجارب التى تمت على هذا النبات.. والدكتورة منال ذاتها تمثل ملفا هى الاخرى يسجل فيه كم ما حققته للمؤسسة حتى الان من نتائج.. هذا بالنسبة لهم بالنسبة لى كانت الدكتورة منال تبدو كسندريلا وسط الزهور واوراق النباتات..
كانما تصنع معهم لوحة طبيعية متحركة هى بطلتها الوحيدة.. كانت الدكتورة منال دائما ما ترحب بى داخل محميتها وكثيرا ما تركتنى اراقبها وهى تحمل اصيص زرع لتضعه على جهاز عجيب يخرج شرائط ورق عليها خطوط متموجة
اى احمق لن يفهم معنى هذه الخطوط لكن الدكتورة منال شرحت لى انها تعبر عن احساس النبات.. فهى تنساب بنعومة حين تتوفر للنباتات البيئة المثلى بينما تتلوى بجنون اذا قطعت احد اوراق النبات وهو على الجهاز النبات يشعر ويتألم وربما يحب هكذا قالت لى الدكتورة منال
*******
الاثنين 17 مايو
اليوم اخبرتنى الدكتورة منال انهم عثروا على فصيلة نادرة من النباتات.. على بذور هذه الفصيلة بالتحديد.. سبع بذور لمزيد من الدقة
اخبرتنى الدكتورة منال ان البذرة الواحدة تساوى ثروة لكنها ان نجحت فى زرع احد هذه البذور فى البيئة المناسبة وقامت باجراء تجاربها على النبات ذاته فقد تحقق السبق العلمى الذى طالما سعت اليه ساعدتها بنفسى على اعداد اصيص الزرع ودفنّا البذرة الاولى فى السماد الصناعى الذى يحتوى على كل ما يشتهيه النبات من مواد واملاح.. لم يكن الامر شاقا بالطبع ولو كان فالدكتورة منال تستحق
اخبرتنى الدكتورة منال ان الامر سيستغرق وقتا طويلا وهذا معتاد وانا اثق فى كل ما تقوله الدكتورة منال.. كل ما عليّ فعله ان ادعو الله ان ينبت هذا النبات سريعا من اجل الدكتورة منال وهذا ما سافعله
*******
الثلاثاء 18 مايو
لكم هى متفائلة.. لكم هى رائعة أراها كل يوم.. الدكتورة منال ولا احد سواها.. تعتنى باصيص النبات الجديد كأنه طفلها الرضيع.. احيانا اشعر ان هذه البذور داخل الاصيص هى اول رابط حقيقى بيننا.. كانها ابننا الذى لن يولد
نجلس يوميا نراقب الاصيص لساعات طويلة منتظرين تلك اللحظة الجهنمية التى سيخرج فيها البرعم الاخضر الى السماء ليعلن عن وجوده.. لكن الانتظار سيطول ونحن نعرف هذا رأيتها وقد استبد بها الفضول تضع اصيص النبات فى الجهاز الذى يسجل الموجات التى يصدرها النبات
وقالت: على الاقل سنعرف ان كانت البذرة حية
لكن شرائط الورق التى خرجت من الجهاز كانت تحمل خطا مستقيما طويلا كالذى يصدره جهاز رسم القلب حين تحين لحظة النهاية.. لقد رأيت جهاز رسم القلب حين كان متصلا بوالدتى يرحمها الله واعرف معنى هذا الخط السخيف جدا بدا الاحباط على الدكتورة منال
وقالت: سأتركه للغد ثم سأجرب مع بذرة اخرى
حاولت مواساتها لكننى وكما قلت من قبل لا املك لها سوى الدعاء وهذا ما سأفعله مجددا
*******
الاربعاء 19 مايو
لا زلنا ننتظر
*******
الخميس 20 مايو
قررت الدكتورة منال الابقاء على الاصيص الاول لكنها وضعت البذرة الثانية فى اصيص جديد ولا زلنا ننتظر
*******
الجمعة 21 مايو
متى يأتي الغد
*******
السبت 22 مايو
مزيد من الاحباط
*******
الاحد 23 مايو
لم اتوقع انا والدكتورة منال تلك المفاجأة المذهلة كنا اول من وصل الى المؤسسة كعادتنا منذ فترة لنسرع الى المحمية الطبيعية على امل مستمر فى جديد.. اى جديد
لكننا هذة المرة حين وصلنا كان المشهد امامنا اشبه بمعجزة
كان اصيص الزرع امامنا وقد نما ذلك النبات النادر بصورة جهنمية فى صورة مجموعة ضخمة من السيقان الخضراء الملتفة حول نفسها بتشكيل عجيب معقد وبارتفاع لا يمكن حدوثة فى ليلة واحدة..
ليس هذا فحسب فاحد الاصيصين كان على جهاز تسجيل الموجات الذى اخذ يقذف فى وجوهنا شرائط ورق تحمل تموجات عنيفة لم ار مثلها من قبل لا يمكننى ان اصف لك كيف كانت حالة الدكتورة منال.. لكننى سأتجاوز ذهولها من هذا الذى حدث وسأنقل لك اللحظة التى امسكت فيها شرائط الورق لتتفحص التموجات باهتمام علمى يليق بها تماما
ـ لست افهم
تجرأت انا لأسأل: هل يتألم هذا النبات؟ اعنى ربما لا تناسبه البيئة هنا
لكنها هزت رأسها لتقول: لا.. هذه التموجات طبيعية لكنها مضخمة.. كأن غابة كاملة التى تصدرها
وعادت لتفحص الاوراق مكررة
ـ لست افهم
لذتُ بالصمت لأسمح لها بالتركيز.. وحين طال صمتها قررت ان اتركها لأواصل عملى.. اننى لست المسئول عن مراقبتها هنا.. لكنى قبل ان اترك المكان التفتت اليّ الدكتورة منال لتسال: لحظة انا لم اضع هذا الاصيص فى الجهاز امس كيف انتقل اذن
*******
الاثنين 24 مايو
الدكتورة منال تغيرت لم تعد تلحظ وجودى.. بل اصبحت لا تلاحظ اى شىء يحدث حولها وقد انصب اهتمامها كله على نباتها النادر الذى بدات امقته دون سبب مفهوم انه.. انه ينافسنى على الدكتورة منال اليوم مررت عليها لمتابعة اخر التطورات حين حدث ذلك الشىء العجيب الذى اثار هلعى كانت الدكتورة منال تمسك باحد اورق النبات تفحصها بعدسة مبكرة وكنت انا عند الباب فى هذه اللحظة اناديها قائلا: اى خدمة يا دكتورة منال؟.. ويبدو انها كانت مستغرقة تماما فيما تفعله اذا انتفضت على صوتى والتفتت لى بحدة وهى لا تزال تمسك بورقة النبات لتقطعها دون قصد.. دون قصد.. لكن النبات لم يقدّر هذا
فجاة تلوت فروع النبات كله بحركة افعوائية عجيبة واخذ ينفث ذلك البخار الاخضر فى سماء الغرفة
أخضر.. أخضر.. أخضر
لثوان استحال لون المكان كله الى الاخضر.. صوت الهسيس الصادر عن النبات امتزج بصرخة الدكتورة منال المذعورة فلم اشعر بنفسى الا وانا اقفز فى اللون الاخضر امامى لانقذها من اى شىء قد يجرؤ على التعرض لها.. كانت الرؤية منعدمة امامى لكن العجيب ان هذا البخار كان بلا رائحة على الاطلاق كانه مجرد صبغة للهواء..
لكنى تجاهلت هذه الحقيقة حينها واخذت اتحسس طريقى حتى اصتدمت بذراع الدكتورة منال لاقبض عليها بقوة
هاتفا: لا تقلقى سأخرجك من هنا
لكن يدا حديدية قبضت على عنقى بغتة لتخرسنى ولتبدأ فى اعتصاره بقوة لا ترحم
وكرد فعل طبيعى ازدادت قوة قبضتى التى تقبض على ذراع الدكتورة منال فارتفع صوت صراخها اكثر وقد اصابنا هذا اللون الاخضر اللعين بالعمى تماما
كنت اختنق وبدا وكان حنجرتى ستتهشم فى اية لحظة فتركت ذراع الدكتورة منال لاحاول ابعاد تلك اليد المخيفة عن عنقى لكن دون جدوى اختنق ببطء واللون الاخضر البهيج يغمرنى من كل صوب
يتحول اللون الاخضر الى اسود.. وقد غاب الهواء من جسدى وتتراخى ذراعى جوراى باستسلام وصراخ الدكتورة منال يتردد فى اذنى
وما حدث بعد ذلك رواه لى قريبى الذى احضرنى الى هنا صراخ الدكتورة منال اجتذب الجميع الى المحمية حيث تعاونوا على اخراجنا حيين لحسن الحظ.. لكن هذا ليس كل شىء
شيئان اخبرنى بهما قريبى اثار ذعرى والى اقصى حد
اولا: انه لم يكن هناك دخان اخضر حين دخلوا المحمية.. لم ير احد هذا الدخان
ثانيا: ان اليد التى كانت تقبض على عنقى والتى كادت تقتلنى كانت يد الدكتورة منال ذاتها
*******
الثلاثاء 25 مايو
لم استطع الذهاب الى العمل اذ لازلت تحت تأثير صدمة الامس.. ترى اين هى الدكتورة منال الان؟

*******
الاربعاء 26 مايو
الدكتورة منال لم تأتِ الى العمل اليوم

*******
الخميس 27 مايو
لقد بدأت اقلق على الدكتورة منال.. انها لم تأتِ اليوم ايضا

*******
الثلاثاء 2 يونيو
لقد اختفت الدكتورة منال قضيتُ الايام الماضية فى انتظارها.. ثم بدأت ابحث عنها حتى اننى تمكنت بوسيلة ما من الحصول على عنوان منزلها وذهبت الى هناك لأطمئن عليها وان كان هذا ليس من حقى فى الواقع لكنى لم اجدها هناك كذلك اين ذهبت الدكتورة منال؟

*******
الجمعة 6 يوليو
لم أعد منتظما فى كتابة مذكراتي.. لكن ما حدث اليوم يستحق التسجيل حقا فى السابعة مساءا كنت اتابع ذلك البرنامج التلفزيونى الشهير حين سمعت طرقات على باب منزلى فنهضت متململا لافتح الباب وانا ادعو الله الا يكون الحماس قد استبد برفاقي ودفعهم للمجىء الى هنا.. لكنى حين فتحت الباب اطلت عليّ الدكتورة منال بابتسامتها الهادئة لتصيبنى بحالة من الذهول عجزت مها عن النطق كانت هى من نطقت
لتقول: مرحبا.. اين كنت؟ بحثت عنك فى كل مكان.. ارتد ملابسك وهيا بنا
ـ الى اين؟
ـ الى هناك.. الى المحمية
سأتجاوز كل التفاصيل التى لا داع لها وسأقفز الى اللحظة التى دخلنا فيها الى المحمية لنجد نباتنا النادر وقد استطال حتى كاد يلامس السقف.. لست افهم شيئا فى النباتات لكن نمو هذا النبات غير طبيعى وانا اثق فى هذا
ـ هذا النبات غير طبيعى
قالتها الدكتورة منال ثم واصلت: الدخان الاخضر الذى تنفسناه لقد كان ذا تاثير غير طبيعي.. لقد قضيت الايام الماضية فى دراسة تأثير هذا الدخان علينا
سألتها بحذر: وهل توصلت الى شىء محدد؟
ـ تحسس نبض يدك رجاء
ـ لماذا؟
ـ لأنك لن تشعر بشىء
ـ ماذا؟
وتحسست يدى بدهشة بحثا عن اى نبض.. فتحولت دهشتى الى ذعر حقيقى حين شعرت بيدى الباردة ميتة تماما.. لا نبض فيها ولا حياة لقت الى الدكتورة منال بسماعة طبية قائلة بذات الشرود: خذ هذه لو اردت التأكد.. لكننى سأخبرك بالنتيجة مسبقا.. لا نبض.. قلبك توقف عن الخفقان مثل قلبى بالضبط
شعرت بالسخف مما اسمعه لكن يدى الباردة ظلت صامتة لا تنقل الى اناملى اي نبض.. فجربت ان اضع السماعة الطبية على صدرى وبعد اصغاء استمر لبضع دقائق تأكدت لى حقيقة ان قلبى متوقف عن العمل تماما
خط طويل سخيف.. هذا هو ما سيسجله جهاز رسم القلب لو وصلته الى صدرى الان
سألتها والافكار تثور فى رأسى: وما الذى يعنيه هذا؟ هل هل متنا؟
لكن اجابتها جاءت اكثر غرابة: لا.. لم نمت.. بل نتحول

*******
السبت 7 يوليو
من الان عليّ الانتظام فى تسجيل مذكراتى لتسجيل اى تغيرات تطرأ على جسدى كما طلبت منى الدكتورة منال
عادت الدكتورة منال الى العمل لتواصل دراستها على ذلك النبات الشيطانى المستمر فى النمو حتى كاد يحتل المحمية الطبيعية كلها بسيقانه الملتوية وأوراقه التى تصدر ذلك الغاز الأخضر يجب ان نفهم ما حدث لنا.. يجب
حين عدتُ الى المنزل فحصت جسدى امام المرآة بحثا عن اى تغيرات فلم اجد شىء غير طبيعى لازلت نحيفا كئيب الملامح ولازلت عظامى البارزة تؤكد على فقرى المدقع
فقط لا قلب ينبض رغم لاستحالة هذا طبيا او علميا كما اكدت لى الدكتورة منال لكننا قررنا الاحتفاظ بهذا كله سرا حتى تستطيع الدكتورة منال كشف طبيعة ما اصابنا ترى هل ستستطيع الدكتورة منال فعل هذا حقا؟

*******
الاحد 8 يوليو
على الاقل اصبح هناك رابط حقيقى بينى وبين الدكتورة منال.. حالتنا العجيبة ازالت حواجز كثيرة بيننا واصبحت اقضى جم وقتى معها فى المحمية الطبيعية حتى بعد انتهاء الدوام الرسمى لاحظنا اننا فقدنا شهيتنا للطعام كأنما أصبح جسدنا الميت يأبى اى طعام.. كذلك تقلصت ساعات نومنا الى ساعتين فقط يوميا ويبدو فى طريقنا للاصابة بالارق الدائم
الدكتورة منال تحولت الى الة رصد ترقب كل مايفعله النبات وتدرس تلك التموجات المتضخمة التى يصدرها على امل ان تحمل لنا اى تفسير على كل حال لم يحمل لنا اليوم اى جديد
فقد لاحظت اننى حين جرحت يدى بطريق الخطأ لم انزف اى دم سؤال اخر ننتظر ان يجيبنا عليه هذا النبات النادر
فهل يفعل؟

*******
الاثنين 9 يوليو
لم نعد ننام واصبح الارهاق هو السمة الغالبة عليّ وعلى الدكتورة منال المسئولون عن المؤسسة لاحظوا وضعنا ولم يبدوا اى اعتراض ولا بد انهم اعدوا ملفا جديدا عني يسجلون فيه ملاحظات مبهرة لكن ملف النبات ذاته ظل يحمل علامات استفهام لا اجابات لها.. حتى قررت الدكتورة منال اجراء تجربة عجيبة لم افهمها بالظبط
لكننى سأنقل لك ما قالته لي حرفيا: سنحاول تحويل هذة الموجات التى يصدرها النبات الى صورة اخرى من صور الطاقة لعلّنا نفهم ما الذى تعنيه
وعملاً بهذه القاعدة احضرت الدكتورة منال مجموعة عجيبة من الاجهزة اخذت توصلها بالجهاز الذى يسجل موجات النبات.. واخذت انا اراقب هذا كله منتظرا اى نتيجةعلى كل حال مر اليوم سريعا دون ان نظفر بهذه النتيجة الموجودة
وما زلنا ننتظر

*******
الثلاثاء 10 يوليو
يجب ان اسجل كل ما حدث بسرعة فلا وقت املكه
اليوم تمكنت الدكتورة منال من حل لغز هذه التموجات.. فلقد استخدمت برنامجاً خاصاً يحول تموجات الطاقة تلك الى لغة.. الى حروف مطبوعة.. الكمبيوتر فعلها وبرامج الترجمة حولت لنا ما يقوله النبات الى
ـ "لا وقت.. لا وقت"
الدكتورة منال اوصلت الاجهزة الجديدة بالكمبيوتر الذى قرأت على شاشته هذه الكلمات الرهيبة
ـ حان وقت عودتنا.. هناك اجساد بشرية تصلح لعملية الانتقال
هذه الكلمات كان يصدرها النبات فى صورة الموجات المتضخمة.. وهذا يفسر كل شىء أجسادنا ميتة لأنها لم تعد ملكنا.. بل ملكهممن هم؟
لا اعرف.. ولن اجد الوقت لأفعل
الدكتورة منال وجدت حلا جذريا للمشكلة كلها
انها تشعل النار الآن فى المحمية بعد ان حبستنا فيها
حاولت منعها لكن
رباااه.. النبات.. انه

*******
"الملف 1019 قسم الابحاث العلمية"
الى هنا تنتهى المذكرات التى عثرنا عليها بعد ان احترقت المحمية الطبيعية ولولاها لما فهمنها شيئا مما حدث
الدكتورة منال وعامل النظافة المسكين الذى لا أفهم كيف كان يكتب مذكراته.. هذان كانا الضحيتيتن الوحيدتين للحريق يبدو ان الدكتورة منال كانت تحاول التخلص من النبات لكنها فشلت
النبات لم يحترق.. كأن النار لا تؤثر فيه بالمرة.. وهكذا تمكنا من دراسته لنفهم ما حدث وما سيحدث النبات كان يصدر غازا خاصا يؤثر على الاعصاب ويصيب من يتعرض له بالجنون.. وهذا يعنى اننا نجحنا
هذا هو السلاح البيولوجى الكامل كما اردنا.. ولولا اننا قررنا التضحية بالدكتورة منال لما تأكدنا من فاعليته
يمكننا الان اغلاق الملف
واعلان ان التجربة ناجحة
.. ناجحة للغاية
-د.عادل فهمي-

*******
تمت
-د.تامر إبراهيم-
مجموعة بريدية طارق فاروق

في إنتظار التترات

في إنتظـار التتـرات


سأعترف لك بشيء: أنا أمقت أكلة لحوم البشر.. إنهم سمجون يفتقرون لروح الدعابة، ولهم عادات غذائية مقززة نوعًا
مصاصو الدماء كذلك لا يوحون بالثقة.. إنهم يكذبون كثيرًا جدًا جدًا.. موضوع أن تسمح لهم بالدخول بكامل إرادتك الحرة يجعلهم لا يكفون عن الكذب..
أما المذءوبون فهم لطيفو المعشر.. لا أملك تحفظات ضدهم، لكن عليك أن تتذكر التقويم القمري جيدًا.. لو جلست مع رجل مهذب، ولاحظت فجأة مع قدوم الليل أنه متوتر قلق وأن عينيه تحمران وأنه يريد أن يترك وشأنه.. ولو دفن وجهه بين ذراعيه ثم رفعه؛ لتجد أنك تحدق في وجه ذئب، فهي مشكلتك أنت
الزومبي كذلك لا يروقون لي؛ بسبب رائحتهم الكريهة.. هم بطيئو الحركة ويمكن أن تفر منهم، لكنك تنسى عامل الدهولة أو التورط، حيث ترتبك وتتعثر وتسقط على الأرض، وحينما تنهض على قدميك تكتشف أنك محاط بعشرين منهم.. إنهم يتحركون ببطء لكن بثقة
بصراحة.. لو كان عليك الاختيار ولو كان عليك أن تجد عريسًا لابنتك، فعليك بالمذءوبين.. فقط تأكد من أن تبتعد عن يوم الاكتمال القمري

*******
أقدم لك نفسي: ديفيد كالاواي.. بطل أفلام رعب.. لا أعني أنني ممثل بل أعني أنني أعيش في فيلم رعب فعلاً.. أنت مندهش.. أليس كذلك؟.. أنت تعتقد أنه لا وجود لحياة بطل الفيلم داخل الفيلم.. إنه مجرد سيناريو مكتوب وممثلين.. حسن.. دعني أؤكد لك أن لنا حياتنا الخاصة بالداخل.. أنا كائن حي لي إرادة مستقلة داخل الشاشة
لماذا أنا ديفيد؟.. هل رأيت فيلمًا أمريكيًا بطله ليس ديفيد أو سام من قبل؟.. إن سيطرة اليهود على هوليوود أمر صار مملاً
هناك قواعد عامة جمعها محبو أفلام الرعب؛ ليعرف بها البطل كيف يظل حيًا حتى تترات النهاية.. أنا جربت هذه النصائح ووجدتها مفيدة كلها.. والسبب هو أن كتَّاب أفلام الرعب ينقلون من بعضهم نقلاً حتى صارت هناك قواعد ثابتة نعرفها
في البداية أنا أراقب التترات لأعرف أين اسمي بالضبط.. لو كان اسمي هو الأول ضمن الممثلين فأنا سأعيش حتى النهاية.. طبعًا هناك أفلام إيطالية شنيعة اسمها الجياللو يموت فيها الجميع حتى البطل والمخرج والمصور، لكن سنفترض أن هذا الفيلم أمريكي
هناك طريق سريع في مكان ما من الغرب الأمريكي.. أنا أقود سيارتي الفارهة جوار فتاتي وأُصغي لموسيقا الروك. اسمها سارة -تأثير يهودي آخر- وترتدي ثيابًا خليعة.. هي كذلك مدمنة مخدرات.. هكذا أعرف يقينًا أنها ستكون الضحية الأولى.. الفتيات الخليعات يمُتْنَ في نصف الفيلم الأول
*******
يمكنني الآن أن أصنِّف الفيلم الذي نحن فيه بسهولة.. هذا من أفلام الطرق السريعة.. هناك مليون فيلم بهذه الطريقة.. رحلة في طريق سريع مقفر.. ربما تطاردنا شاحنة مجنونة أو يستوقفنا شرطي سير أو تتعطل السيارة.. بعد هذا نجد أنفسنا في بلدة ليست على الخرائط، ويعيش فيها أكلة لحوم بشر أو عبدة شيطان أو مسوخ تشوهت بالانفجار النووي.. طبعًا الشرطي جزء من هذه المؤامرة.. و.. فعلاً.. السيارة تصدر أصواتًا غير مريحة على الإطلاق.. إنها موشكة على أن تتعطلماذا ينتظرنا.. هل لاحظ أحد اسم الفيلم؟.. هذا غريب.. أنا لم ألحظه وكان يمكن أن يساعدني.. لو كان اسم الفيلم الغيلان أو عندما يكتمل القمر مثلاً لأمكننا أن نتوقع ما سنراه
قالت سارة وهي تقذف في فمها بقطعة لادن: اسم المخرج خافير لوبيز
آه !.. ذلك الوغد المكسيكي السادي!.. أعرفه.. سوف يكون فيلمًا داميًا فعلاً، فهو على شيء من المرض النفسي.. غالبًا لن يكون هناك شيء خوارقي.. مجرد مجموعة من السفاحين
سوف نرى.. سوف نرى
*******
السيارة تالفة فعلاً.. لا أعرف ما المشكلة، لكني أنظر إلى الأفق عالمًا أنني سأرى البلدة.. لا شك في هذا.. لو لم توجد بلدة فلا فيلم هنالك.. سارة تنظر لي عبر زجاج السيارة وتلوك اللادن. لو تركتها هنا سأعود لأجد عنقها قد طار طبعًا.. ربما كان من الأفضل أن تأتي معي
طلبت منها أن تلحق بي، ولم أنس أنْ أدُسَّ في جيبي مسدسًا وخنجرًا.. معي صليب صغير لكنني لن أستعمله، فأنا متأكد من أن هذا ليس فيلمَ مصاصي دماء.. مصاصو الدماء تقابلهم في الأفلام ذات الجو الفكتوري.. حيث الشمعدانات والكونتيسات والقِلاع المهجورة، أو تقابلهم في صورتهم العصرية بمعاطف الجلد الطويلة وموضات (البانك) فوق أسطح نيويورك
مشينا في الصحراء بعض الوقت.. أعرف أن الظروف مناسبة جدًا كي تخرج دودة عملاقة من الرمال تبتلع سارة وتغوص ثانية.. لكن هذا لم يحدثهذه هي البلدة.. خالية تمامًا والريح تعوي في شوارعها، وهذا الباب يُفتَح ويُغلَق بلا انقطاع.. هناك كنيسة صغيرة أو ما يبدو كذلك.. بالطبع لا تكون الكنيسة كنيسة في هذه البلدان المهجورة أبدًا.. أنت تدخل لتجد مذبحًا تمارس فيه عقيدة غامضة.. ربما تجد فتاة مقيدة يستنزفون دمها
هناك حانة صغيرة.. ندخلها... وأتجه إلى الكاونتر وأقرع الجرس
لحظة !.. هل تلاحظ أن صوت الموسيقى قد توقّف؟ كانت هناك موسيقى تصويرية وتوقفت.. ثمة شيء موشك على الحدوث
سارة تفتح خزانة جدارية صغيرة فيعوي قط واثبًا منها.. تطلق سارة صرخات الهلع وتثب للخلف.. ثم تهدأ قليلاً وقد أدركت أن هذا قط
لكني أعرف أفضل منها.. القط في أفلام الرعب لا يمر بسلام أبدًا.. إنه خضة مزيفة تجعلك تطمئن قبل أن يأتي الرعب الحقيقي بثوان
قلت لها وأنا أنظر حولي: سوف يثب شيء علينا الآن.. توقّف الموسيقى التصويرية لا يريحني
*******
هنا حدث ما توقعت.. انفجرت الموسيقى التصويرية، ووثب ذلك الرجل من خلف الكاونتر.. رجل ذو وجه مشوه تمزق أكثره.. وثب علينا ثم سقط وقد اصطدم بالكاونتر نفسه.. ارتطم رأسه بالرخام وتكوم هناك خلفه
جريت لأعرف ما حل به فأدركت أنني كنت محقًا بصدد نوعية الرعب في هذا الفيلم.. هذا رجل تعرض لخطر مرعب.. خطر يلتهم أكثر جسدك.. هل هو صاحب الحانة ؟.. لا أعرف.. إنه ميتسمعت سارة تصرخ من جديد فنظرت للخلف كان ذلك المسخ الشبيه بالإنسان يزحف على أربع خارجًا من باب جانبي.. إنه يحمل شكلاً بشريًا لكنه يعوي كالذئاب والدم يسيل من شدقيه.. لا داعي للبحث عمن قتل الساقي أو صاحب الحانة.. إنه أمامي الآن
أخرجت المسدس وأطلقت ثلاث رصاصات على ذلك الشيء فعوى بجنون ثم تكوم على الأرض في بركة دم
سألتْ سارة وهي ترتجف: ما.. ما هذا؟
ركلتُ الجثة بطرف حذائي وقلت: نتيجة تجربة نووية يقوم بها الجيش الأمريكي في هذه الصحراء.. هذا احتمال. ربما التوأم السيامي المشوه لصاحب الحانة.. ربما هناك عالم مجنون قريب من هنا يعبث بالجينات..
- لكن هذا مرعب
قلت: ومَن قال يا عزيزتي إننا في فيلم كوميدي أو عاطفي؟.. هذا فيلم رعب فلا أقل من أن يتم إرعابنا فقط أدعو الله ألاّ يكون فيلمًا كل مهمته أن يعرض لنا براعة الماكيير.. إن هذه الأفلام كثيرة جدًاسمعتُ سارة تصدر صوتًا غريبًا فنظرت لها.. كانت تعوي كالوحوش، ثم إنها سقطت على يديها وركبتيها وبدأ الزبد يسيل من شدقيها
يا لك من مخبولة..!.. هل جرحك المسخ فنقل لك العدوى؟.. لقد تحولتِ بسرعة جدًا.. كنت أعرف أنك ستموتين لكن ليس بهذه السرعة
*******
ضغطتُ على أعصابي وصوبت المسدس نحوها وأطلقت رصاصتين.. ما زالت معي عشر طلقات في جيبي، ومعي رصاصة فضية لو قابلت مذءوبًا، لكن لا أعتقد أنني سأحتاج لها في هذا الفيلم.. المخرجون المكسيكيون لا يحبون المذءوبين.. ليسوا جزءًا من ثقافتهم
ونظرت في حسرة إلى الجثة.. جميلة جدًا للأسف ولم أقبِّلها ولا مرة، لكن سيكون عليّ أن أحرق جثتها وجثة صاحب الحانة لأن هذه المسوخ تنهض دائمًا في الوقت غير المناسب

هكذا أحضرت عددًا من زجاجات الخمر وسكبتها على الجثتين وتأهبت لأن أشعل عود ثقاب، عندما سمعت من يقول بصوت واهن: المقبرة.. كل شيء بدأ من المقبرة

مشيت بحذر نحو مصدر الصوت فوجدت ذلك المزارع العجوز يجلس على الأرض في ركن القاعة محملقًا في الفراغ وهو يردد: المقبرة.. اذهب هناك لتعرف بنفسك

عندما دققت النظر أدركت أنه كفيف.. القاعدة الأولى في أفلام الرعب هي أن العجوز أو الأبله الذي يردد: (المقبرة أو البحيرة) صادق دائمًا ويعرف الكثير، لكنه كذلك يموت مبكرًا جدًا. القاعدة الثانية المهمة هي: لا تذهب هناك أبدًا... (هناك) هذه قد تكون أي مكان.. فقط لا تذهب إليه


تركته حيث هو وقد نسيت موضوع الحرق هذا.. في الخارج كان العصر يغمر البنايات بشمسه غير الرحيمة، وكانت الريح الساخنة تهب من مكان ما مع الرمال


*******

رأيت من خلف البناية سيارة شرطة تقترب.. إنه المأمور.. يترجَّل منها وهو يحمل بندقية من الطراز الذي يشدون فوهته للتلقيم فتحدث صوت (كليك كلاك كليك).. لا أعرف اسمها لكنها موجودة دائمًا في هذه الأفلام


صبرًا.. لقد سمِع صوت الطلقات وجاء يتبين الأمر.. مأمور الريف بالكرش والسروال المتدلي والقبعة والنجمة على صدره وكل (الألاطة) اللازمة..


لكن هذا المأمور يملك شيئًا آخر هو اللسان المشقوق الذي يخرج ويدخل بلا توقف.. إنه منهم لو كان لي أن أقول هذا
كان ظهره لي ولم يكن أمامي الكثير من الوقت لأتردد.. أحكمت التصويب ثم أطلقت رصاصة دقيقة على رأسه.. استدار ونظر لي ثم سقط أرضًا.. المؤثرات الخاصة بإطلاق الرصاص غير متقنة في هذا الفيلم.. كان ينبغي أن تقذفه الطلقة للأمام وأن نرى الثقب بوضوح والدخان يتصاعد منه، فلابد أن هذا فيلم قليل التكاليف صنعه مستقلون عن نظام هوليوود


Indies

على كل حال اتجهت لجثته وانتزعت البندقية من يده سوف تكون مفيدة عندما نصل لذروة الفيلم
اتجهت إلى سيارة الشرطة واتخذت موضعي خلف المِقود.. كان صوت جهاز اللاسلكي عاليًا فسمعت من يقول: (روي).. نحن متأكدون من وجود شاب وفتاة في الحانة.. سنعد النار ومعدات الشواء إلى أن تعود بهما


فهمت.. هذه القصة مكررة أكثر من اللازم.. حسب أفلام الرعب الأمريكية، فمن النادر جدًا أن تقابل بلدة في ضاحية يأكل أهلها الدجاج واللحم البقري.. كلهم يأكلون البشر


بدأت الجثتان في الحانة تتحركان.. تمشيان.. ثم رأيتهما على الباب.. سارة وصاحب الحانة يتقدمان نحوي.. طبعًا تُمسِك سارة بذراع العجوز الكفيف وتقضم منها قطعًا.. لقد صار هذا مملاً خاصة أن الذراع غير متقنة الصنع


أدرت المحرك وأنا أعرف أنه لن يدور.. مهما كانت السيارة جديدة فالمحرك لن يدور ما دمت أستخدمها للهرب...هيا.. كرو كرو.. كرو كرو.. كرو كروأخرجت فوهة البندقية من النافذة وفجَّرت رأسي الاثنين مرة أخرى.. ثم عدت أحاول.. أخيرًا.. دارت السيارة وانطلقت تنهب الطرقات


صحت في فرحة ونظرت لمرآة الرؤية الخلفية فرأيت ذلك الشيء الذي كان يتوارى في المقعد الخلفي!.. لقد نسيت أنك لا تنجح أبدًا في الفرار بالسيارة في أفلام الرعب


الأسوأ هو ذلك الصف من الموتى الأحياء الذي يقف ليسد الطريق عليّ.. لا يهم.. سوف أصدم هذا الجمع فأمزق عشرة على الأقل


*******


اندفعت السيارة وسط صفوف الموتى الأحياء.. إن ذوي الأعناق الحمراء


Rednecks

لا يطاقون أصلاً، فكيف لو تحولوا إلى زومبي؟


يمدون أيديهم عبر الزجاج.. أحدهم وثب على الزجاج واصطدم به وتهشَّم وجهه فسال دمه.. يحب المخرجون الجدد هذه المؤثرات المقرفة جدًا.. لكني أعتقد أن هذا المسخ الذي ضرب الزجاج صُنع بالكمبيوتر


CGI


لأنه لا وزن له تقريبًا، ويطير بتلك الطريقة غير المقنعة المميزة للتحريك الرديء


استدرت وأنا مستمر في القيادة وأطلقت طلقة واحدة على رأس ذلك الشيء الذي كان في المقعد الخلفي


دخان ورائحة البارود ومخ ذلك الشيء... سينجح هذا الفيلم لأن الأمريكان يحبون هذه الأشياء


أوقفت السيارة أمام تلك البناية الخشبية وجريت لأدخلها.. ومن بعيد سمعت صوت من تبقَّى حيًا من هؤلاء، كانوا قادمين نحوي ببطء لكن بثقة.. هناك مخزن بالداخل وهناك برميل وقود ركلتُه ليُغرِق الأرض، ثم وثبت من نافذة صغيرة هناك إلى الخارج وواربتها خلفي.. بسرعة درت حول البناية ورأيت آخِر هؤلاء الموتى الأحياء يترنح ليدخل البناية.. بسرعة أغلقتُ الباب من خلفه ووضعت صخرة خلفه
جريت للنافذة الصغيرة وأشعلت عود ثقاب ثم فتحتها وأنا أطلق سُبَّة بذيئة.. يحب الأمريكان الشتائم التي تبدأ بحرف


F أو S


على أية حال.. ألقيت بعود الثقاب وأغلقت النافذة وابتعدت.. هذه لحظة رائعة.. سوف يجد المخرج ضالته وهو يظهر احتراق هؤلاء القوم وهم يترنحون، أو وهم يدقون على الباب محاولين الخروج


*******


البناية كلها تشتعل.. الدخان الأسود يتصاعد لعنان السماء وأنا ألهث.. لكن التترات لم تبدأ بعد.. ما السبب؟.. إذن هو من نوع الأفلام السخيفة التي تُعدُّ للمُشاهِد خضة أخيرة بعد ما يحسب البطل أنه قتل المسوخ.. غالبًا ستخرج يدٌ مشتعلة من وسط النيران لتمسك بي.. أولكن اليد جاءت من الخلف


لا أعرف كيف ألقوني على الأرض ولا كيف وضعوا الأصفاد في يدي.. إنهم رجال شرطة.. هذا واضح.. ترى هل تحولوا بعد؟
هناك رجل شرطة ينظر لي في دهشة حيث رقدتُ وسَط الرمال.. تفحَّص البندقية وتشممها ثم نظر إلى البناية الخشبية التي صارت رمادًا، وأمسك بجهاز لاسلكي وسمعته يقول: نعم.. فات الوقت لإنقاذ أي واحد منهم.. مجنون جاء إلى البلدة مع فتاته.. فجّر رأس صاحب الحانة وقتل صديقته والمأمور.. ثم دهم مجموعة من المزارعين بسيارة مسرعة.. وفي النهاية حبس مجموعة أخرى في مخزن وأشعل فيه النار


ثم ركلني بطرف حذائه حيث رقدت على الرمال وقال: لابد أنك قتلت عشرين واحدًا أيها المجنون

انفجرت في الضحك وصحت: كل هذا فيلم سينمائي.. ألم تفهم بعد؟.. أنا وأنت وهم في فيلم سينمائي مرعب.. سوف تبدأ تترات النهاية حالاً


*******


أنا في المصحة الآن.. مقيَّد في الفراش ولا أفيق تقريبًا من كثرة ما يصبُّون في دمي من عقاقير مهدئة
لا أعرف.. إنهم يعتبرونني مجنونًا خطرًا بينما أنا لم أفعل شيئًا سوى أن حاولت إنقاذ نفسي.. هذا ليس هو الواقع بل هو مجرد فيلم يراه الناس في قاعة مظلمة.. ألا ترى هذا معي؟.. أنت اقتنعت بوجهة نظري وصدَّقت أن هذا فيلم، فلو كنت أنا مجنونًا فأنت مجنون مثلي
سوف تُكتب كلمة النهاية وتتصاعد التترات حتمًا.. أعرف هذا يقينًا وأنتظره.. لا أعرف لماذا تأخَّرت التترات لكنها آتية حتمًا


*******

- تمت -

-د.أحمد خالد توفيق-
من مجموعة بريدية طارق فاروق

أزرق

أزرق

يطلقون عليها الزرقة الرميّة

الاسم نفسه مثير للتوجس .. لكنها علامة مهمة جدا فى الطب الشرعى لانها تحدد الموضع الذى كانت عليه الجثة فى الساعات القليلة التالية للوفاة.. ولكم من منتحر وجدوا الزرقة الرمية على ظهره مما جعلهم يدركون انه قتل قتلا على الارض ثم علقه قاتله على المشنقة ليخدع رجال الشرطة

ان القصص المشابهة كثيرة جدا

*******

يطلقون عليها الزرقة الرميّة

وانا احب اللون الازرق واكره ان يرتبط بشىء رهيب مثل الموت.. لكن للاسف يظل لون الجثث الباردة والاطراف المرشحة للبتر ازرق.. اردنا هذا او لم نردكنتُ طالبا فقيرا فى تلك المدينة الصاخبة العجوز.. لا تسال عن الظروف ولا الضغوط التى جعلتنى اعمل فى المشرحة فنحن لا نختار الوظائف التى تعرض علينا وقد كنت فى حاجة ماسة للمال

كان صاحب المشرحة ومديرها ورئيس مجلس اداراتها هو عم عثمان وهو رجل نوبى ظريف له جلد يشبه الباذنجان الاسود.. وكان من اسرة اعتادت العمل هنا منذ دهور.. فى كل عام تطرح المستشفى مناقصة لمن يتولى امور المشرحة لاعلى ايجار فكان هو يفوز بها فى كل مرة ومن يمنعه من ذلك يكن هو الجثة التالية الراقدة فى هذه المشرحة

والسبب؟ من قال ان عمل المشرحة ليس مربحا؟ انه حانوتى يكسب الكثير ودخول المتوفين فى المستشفى اجبارى الى مشرحته هو.. لا احد يهرب عندها يعامل اهل المتوفي كما ينبغي.. اسعار سياحية لا تسمع عنها الا في افخم فنادق البحر الاحمر والناس مضطرة الى الدفع لانهم يريدون انهاء عذابهم سريعا كنت اساعده عمله وبالطبع انال جزء من الغيمة لم اكن اتلقى راتبا لكن النسب التى كان يمنحني اياها كانت تكفيني لاسدد مصروفاتي وارسل مائتين او ثلاثة الي اسرتي في القرية.. طبعا لم يكن احد في بلدني يعرف طبيعة عملي.. كنت ازعم لهم انني انسخ المستندات في مكتب ما

لو عرفت امي بمصدر المال الذي ارسله لتشاءمت وابت ان تمسسه.. وهو تفكير قاصر طبعا لان العمل هو العمل.. لابد من بائس ما يغطس فى المجارى لتسليكها ولابد من بائس ما يقوم بربط فكوك الموتى بالشاش, هذه اشياء كصلاة الجنازة ان قام بها واحد سقطت عن الجميع وان لم يقم بها احد اثم الجميع

*******

على ان لهذه المهنة نفعا لا شك فيه.. انها تعلمك التواضع.. تجعلك متدينا بحق ما لم تكن لصا اصيلا مثل عم عثمان.. انت هنا تعيش فى المنطقة الفاصلة بين الموت والحياة وكل زبائنك كانوا يمزحون ويدخنون ويدبرون المكائد منذ اربع او خمس ساعات.. الان هم اشياء رهيبة ترقد بانتظار من يريحها الراحة الاخيرةانها لعبة كراس موسيقية.. اليوم انت واقف هنا وهم رقود.. غدا انت راقد على هذه المنضدة وهناك من يقف.. لهذا كنت اكثر من قراءة القران واحافظ على ميقات الصلاة بدقة

سوف اعترف بان هذه الفترة هى اخصب فترات حياتي من الناحية الدينية

اعتقد ان الامر يتعلق بدرجة معينة من الشفافية.. ثمة حاسة سابعة او ثامنة قد استيقظت فى اعماقى مع هذه التجربة الغريبة.. التدين.. معايشة الموت.. العزلة.. الجهد الصادق.. وفي الايام الاخيرة تكررت معي الحوادث الغامضة التي تمر بنا.. من حين لاخر تفكر في صديق فتجده امامك.. تشعر بانقباض فتحدث كارثة الخ

لكني لم احاول ان اتوقف كثيرا مع هذه الاحداث بدأ كل شىء امس


*******

فى التاسعة مساء دخلت المحفة الى المكان.. حينما تمارس اية مهنة لها علاقة بالطب او الموت لابد ان تميز اذانك صوت المحفة وهى بعد في الممر الخارجى.. وكنت وحدى تلك الليلة

كان الراقد علي المحفة رجلا فى الخمسين من العمر يبدو انه ليس معدما

وقال لي احد الرجلين اللذين جاءا به وهما رجلان لم ارهما قط هنا

ـ وجدوه ميتا فى الزقاق المجاور.. لايبدو ان هناك جريمة فى الامر لا اوراق.. انه ناقص الاهلية وقال اخر وهو يجفف عرقه

ـ ربما كانت اسرته تفتش عنه الان.. وربما لم تكن له اسرة.. لا نعرف

رفعت الملاءة وتاملت وجهه ثم سالت فى حيرة

ـ ماسر هذا اللون الازرق الذى تلون به جلده بالكامل قال احدهما بلا مبالاة

ـ وماالفارق؟ لو كان لونه احمر لسألتَ السؤال ذاته وقال الاخر بلا مبالاة هو ايضا

ـ ربما كان يشتغل فى الازرق

قالها دون ان يضحك وكذا لم يضحك احد.. هناك دعابات لكنها لا تطالب بجمهور او حق اداء علني.. تقال لمجرد اخراج الملل او الضغط العصبى.. على كل حال لابد ان عينى ليستا على مايرام فانا اشعر ان المسعفين ايضا لونهما ازرق.. معنى هذا انني اخرف وهكذا تسلمت هديتهما الرهيبة ففتحت درج الثلاجة الكبير ووضعت فيها ذلك البائس

لم يكن الطب دراستى لكني قرأت كل ما وقع فى يدي من مواضيع طبية كتبت بالعربية.. هناك حالات معينة من الموت بالغازات تسبب هذا اللون الازرق.. اول اكسيد الكربون يجعل لون القتيل احمر لذا يسمونه الموت الاحمر.. لن اعرف الاجابة لكن دعني اؤكد لك ان زرقة هذا المتوفي كانت تختلف عن زرقة الموتى التي اعرفها.. كأن هناك من القاه فى دلو به طلاء ازرق بمجرد وفاته

*******
بعدما خلا المكان عدت الى جلستي السابقة.. كوب الشاي ولفافة التبغ
أعترف انني كنت ادخن من حين لاخر وهى خطيئة بالنسبة لمن هو مثلي فى حاجة لكل مليم.. لكني كنت اسمح لنفسي بها من وقت لاخر لاعتقد انني امرح.. جوار لفافة التبغ الكتاب الذي كنت ادرس فيه فأنا طالب الاداب برغم كل شىء
حاولت ان اركز فيما اقرأ لبعض الوقت لكن شعورا غريبا من التوتر استبد بي.. اعرف هذا التوتر غير القابل للتفسير والذي يحدث احيانا ويمضى احياناخوف؟ لا.. لقد كفت هذه المهنة عن ان تثير فيّ اي شىء سوى الملل
خيل لي انني اسمع صوتا ما داخل الثلاجة.. هذا ايضا شىء معتاد فى المهنة.. لابد حينما تكون وحيدا ليلا ان تسمع جلبة من حيث يرقد الموتى
ظاهرة ينتصب لها شعر رأسك فى البداية ثم تتعلم مرة بعد مرة ان المصدر الوحيد للصوت هو عقلك المكدود لكني قررت برغم كل شىء ان انهض متثاقلا اتجهت الى الثلاجة وفتحت درجها العملاق.. كان المتوفي حيث هو لم يتحرك..
ازحت الملاءة واعدت النظر الى وجهه بالفعل تتزايد الزرقة اكثر فاكثر.. لابد من تفسير لهذه الظاهرة.. انه رجل اشيب الشعر له ملامح نبيلة.. أنفه معقوف كمنقار النسر وله شفتان رفيعتان حازمتان واضح انه لم يتعذب كثيرا اثناء احتضاره قرأت الشهادتين واعدت الدرج وعدت الى منضدة الدراسة
*******
بعد قليل سمعت صخبا.. اعرف هذا النوع من الضوضاء
كان القادم هو مدير اعمالى عم عثمان.. جاء ليمضي بعض الوقت هنا ويتفقد الاحوال
لم يكن وحده كان معه رجلان وقد حياني بطريقته النوبية الظريفة ثم اقتادهما الى الحجرة الجانبية الصغيرة التي كانت حماما ثم جعلها مكتبا له.. وهو اغرب مكتب يمكن تخيله
مكتب له دش يتدلى من السقف وماسورة تنحدر على السيراميك.. وكان فى المكان مكتب عتيق صدىء من طراز ايديال وثلاثة مقاعد خشبية من طراز مقاعد المقاهي.. لهذا كان يطلق على المكان ببساطة اسم الدورة
دخلت الى حيث جلس مع الرجلين وانتشر الدخان فى هواء الغرفة الضيقة فنقلت له خبر القادم الغريب.. هز رأسه بمعنى انه مطمئن لكل شىء ما دمت موجودا كان يتكلم بينما انا انظر الى الرجلين
هذا الوجه..
هذا الوجه..
الرجل الذي يلبس قميصا أبيض
هذه الملامح الوقورة
هذا الانف المعقوف الشبيه بمنقار النسر
هذا الشعر الأشيب أين رأيت هذه الملامح من قبل؟
*******
بعد قليل خرج عم عثمان من الغرفة ليرى ما لدي كنت اجلس فى تلك القاعة رديئة التهوية والاضاءة اطالع كتبي.. عندما دخل عليّ فسألته عن هذين القادمين معه قال وهو يصلح عمامته
ـ صديقان
ثم اتجه الى الثلاجة ففتحها وسمعته يشهق نظرت الى حيث وقف وانا اتوقع منه تعليقا عن اللون الازرق لكنه قال فى حيرة
ـ أين وضعته؟
دنوت منه اكثر فوجدت ان الدرج خال.. نعم.. خال تماما

*******

صحت فى هلع وغباء
ـ كان موجودا.. اقسم بالله انه موجود.. انا لا افهمنظر لي بعينيه التي يكتسي بياضهما باللون الاصفر كطبيعة السود ولم يعلق.. فقط قال لي
ـ يبدو انك مرهق.. هل غادر المرحوم الثلاجة؟ لا اظن
قلت في جنون
ـ طبعا لا انا لم افارق المكان.. لم يسرقه احد.. انا لا افهم.. انا لا افهم ثم صحت وقد تذكرت
ـ رجلا سيارة الاسعاف احضراه.. سوف يؤكدان لك الامرقال وهو يغلق الدرج
ـ إما ان الجثة سرقت منك وانت جالس هنا كأنك مقطف.. واما انك تكذب او تتخيل
ـ لا هذا ولا ذالك ولا ذاك
فى هذه اللحظة ناداه احد الرجلين فنظر لى بسرعة ثم عاد الى الغرفة التي كانت حماما فصارت مكتبا كنت انا افكر بلا انقطاع.. الرعب الحقيقى هو ان حواسى تخدعنى.. أفضّل ان يكون الميت قد نهض وفر لكن لا تقل لي من فضلك ان حواسي تخدعني هكذا ظللت احك فروة راسي كالمجانين محاولا ان افيق.. افيق..؟ من ماذا افيق؟.. من حالة الاوعي التي تمر بي لا اعرف متى رحل الثلاثة.. لابد ان عم عثمان لم يرد ان يضايقني ثانية.. غدا سيناقش هذه الامور معي بشكل اوضح
وامضيت الوقت انظر فى الكتاب غير عالم كيف يجب ان افكر

*******

هل اصارحك بشىء؟ كانت هذه اسوأ ليلة في حياتي.. لقد مر الوقت ثقيلا واستعدت كل المخاوف القديمة من الموت على انني في الثانية بعد منتصف الليل تذكرت اين رأيت تلك الملامح التي رأيتها على الجثة.. رجل اشيب الشعر له ملامح نبيلة.. انفه معقوف كمقار النسر وله شفتان رفيعتان حازمتان
ان هذا بالذات هو الرجل ذو القميص الابيض الذي كان يجلس مع عم عثمان.. نعم لاشك في هذا
لابد من تفسير لهذا.. هل فر الميت من الثلاجة ليجلس مع صديقيه؟ هل هو اخو المتوفي التوءم مثلا؟
المشكلة انني لو صارحت عم عثمان بهذا الرأي لاضفت نقطة اخرى الى سجل خيالي فى الرابعة صباحا سمعت صوت المحفة هذه المرة.. رأيت مسعفين يدخلان المشرحة وهما يحملان محفة عليها وجه مكسو بملاءة كنت اعرف هذين الرجلين جيدا منذ بداية عملي هنا وقد حياني احدهما وقال
ـ وجدوه ميتا فى الزقاق المجاور.. لا يبدو ان هناك جريمة فى الامر لا اوراق انه ناقص الاهلية
وقال اخر وهو يجفف عرقه
ـ ربما كانت اسرته تفتش عنه الان.. وربما لم تكن له اسرة.. لا نعرف هذه المحاورة تبدو مألوفة

*******

دنوت من الجثة وكشفت الوجه وارتجفت.. للحظة كف قلبى عن الخفقان
هذه المرة بلا لون ازرق ولا شىء.. مجرد جثة يبدو السلام على وجهها.. انه الرجل ذو القميص الابيض الرجل اشيب الشعر بملامحة النبيلة وانفه النسري وشفتيه الرفيعتين لقد مات.. انه صديق عم عثمان.. لا شك فى هذا وحينما انصرف المسعفان رحت افكر فى معنى هذا كله.. جثة زرقاء تصل من جديد غير زرقاء فى الرابعة صباحا صاحب الجثة بلا شك هو ذلك الرجل الذي كان جالسا فى الدورة ما معنى هذا؟
يقولون ان الميت يكون ميتا بالفعل اربعين يوما قبل موعد وفاته الحقيقي.. فى هذه اللحظات يجلس مع الناس ويتكلم وهو لا يعلم وهم لا يعلمون انه ميت فى وقت مفترض
حكيت هذه القصة ذات مرة لعم عثمان فضحك ساخرا وقال ان هذه خرافات.. عندهم فى النوبة يعتقدون ان هذه الفترة نصف يوم..... ثم ماذا؟؟؟ لا اذكر كل ما قاله لي
الان لنفترض ان حالة الشفافية التي مررت بها منحتني هذه الموهبة العجيبة.. لقد رأيت الرجل ميتا قبل ان يموت فعلا بسبع ساعات او اقل وكانت العلامة التى منحتها هى انني رأيته مصبوغا باللون الازرق.. بعد هذا فارق الرجل الحي رفيقيه وامضى امسية مع رفاق اخرين.. امسية ارهق فيها صحته طبعا او دخن جرعة اكثر من اللازم من المخدرات.. وكل اصدقاء عم عثمان مدمنو مخدرات بالمناسبة.. هكذا اصابته تلك النوبة القلبية فى الزقاق المجاور للمستشفى ووجدوه.. احدهم وابلغ الاسعاف
هل هذا السيناريو ممكن؟

*******

كنت غارقا فى هذه الخواطر فى الخامسة والنصف صباحا عندما تردد الصوت الرهيب من جديد.. هذه من الليالى الصاخبة اذن على انني تصلبت عندما رأيت المسعفين اللذين كانا يدفعان المحفة.. انهما المسعفان اللذان رأيتهما اول مرة.. اللذان أحضرا الجثة الزرقاء
حقا انني احمق لماذا لم اهتم كثيرا بلونهما الازرق الذى لاشك فيه؟
هل هما شبحان؟ هل هما ميتان؟
حاولت الا اظهر جزعى بينما هما يقفان امامي بحملهما الرهيب قال احدهما
ـ شاب دهمته سيارة مسرعة انها ميتة شنيعة
لم أعلّق.. فقط دنوت من المحفة ورفعت طرف الملاءة لأرى صاحب هذه الجثة
بالفعل كان اللون الازرق يغمر كل شىء.. والان فقط تذكرت باقى ما قاله عم عثمان ليقال لي ان هؤلاء الذين يكونون ميتين فعلا وهم لا يعلمون يكسبون شفافية خاصة.. انهم يرون ما لا يراه غيرهم.. يرون اولئك الذين سيموتون مثلهم فى الساعات القادمة الان أتذكر هذه الكلمات.. وافهم لماذا اكتسبت هذه الشفافية
إن الوجه الأزرق الراقد على المحفة كان وجهي انا

*******

-تمت-
-د.أحمد خالد توفيق-
من مجموعة بريدية طارق فاروق